البارت 9

1.9K 182 9
                                    


اخذ ريوتو يسير في شوارع المدينة فهو لم يعد يحتمل البقاء اطول من ذلك في المشفى فسوف يقتله الملل قبل ان يقتله مرضه
ابتعد عن المشفى كثيرا وهو يقلب بصره على الشوارع والمحلات انها مدينة جميلة جدا ولكنه لايتذكر شيئا
مرت عدة ساعات لم يشعر ريوتو بمرورها فقد قضاها في المتاجر والمحلات التجارية ومحلات الحلويات وغيرها
صحيح انه لايملك مالا ليشتري ولكنه فقط يستمتع بالنظر الى هذه الاماكن الجميلة
اقترب المساء واحس ريوتو بالتعب من السير طول هذه الساعات فاتجه لاقرب حديقة منه وجلس على احد الكراسي الخشبية بها
كان يبتسم وهو ينظر للاطفال وهم يلعبون واصوات ضحكاتهم تتعالى وتمنى لو انه يتذكر طفولته فهي اجمل مرحلة في حياة كل انسان
وقف شاب عشريني بشعر اسود امام ريوتو وقال ( ايمكنني الجلوس ) نظر ريوتو لمحدثه وقال ( تفضل ) وازاح نفسه قليلا لطرف الكرسي ليجلس الشاب
كان الشاب يلهو بهاتفه ويصور الحديقة
انتبه ريوتو لذلك الوميض الذي سقط على عينيه من هاتف الشاب فادرك فورا انه التقط له صورة قال ريوتو بحدة ( ماذا تفعل ؟؟) قال الشاب مبتسما ( اهدأ انا فقط التقط صورا ) نهض ريوتو بسرعة محاولا اختطاف الهاتف من يد الشاب ولكن لم يستطع اذ ان الشاب كان اسرع منه ورفع يده التي تحمل الهاتف حتى لايستطيع ريوتو ان يصل اليها وقال ( هيا يارفيقي هذا لايحتاج لكل هذا الانفعال انت فقط تشبه صديقا لي وساريه صورتك ليس إلا ) قال ريوتو ( انا لست رفيقك ...كان عليك ان تاخذ اذني ) انحنى الشاب قائلا ( اسف جدا انه خطائي ) ثم مد يده لريوتو قائلا ( نحن لم نتعرف بعد انا اسمي دانيال ) نظر ريوتو ليد الشاب لثواني ثم مد يده مصافحا إياه وقال ( ريوتو ) قال الشاب (  تشرفنا ....واعتقد اننا الان اصبحنا رفقاء ) واتبعها بغمزة من عينه اليسرى
لم يقل ريوتو شيئا بل اعطى دانيال ظهره وغادر
كان الشاب ينظر الى ريوتو الذي يسير مبتعدا نظرات غير مفهومة ثم نظر الى الصورة التي التقطها له قبل قليل وحرك الصور حتى وصل لصورة صبي والذي لم يكن سوى ريوتو وهو في الرابعة عشر فتمتم في نفسه ( إنه هو حقا
ريوتو اذا لم يمت !!) ثم صاح ( تبا...تبا )
وصل ريوتو للمشفى وقد حل الظلام
اقترب من كازو الذي كان واقفا قرب سيارته وكأنه يبحث عن احد فقال لما رأه ( اين كنت ؟؟ لقد كنت ابحث عنك
خرجت مبكرا اليوم من اجلك ) قال ريوتو ( لقد احسست بالملل لذلك خرجت قليلا ) صاح كازو ( كان عليك ان تخبرني ، ماذا لو حدث لك شئ ) قال ريوتو بهدوء ( ولكن لم يحدث لي شئ ) تنهد كازو بقلة حيلة وقال ( حسنا هيا ) ثم صعد السيارة وبقربه ريوتو الذي كان شاردا طوال الطريق ينظر عبر النافذة ، فالمدينة في الليل اجمل بكثير انتشله من شروده صوت كازو ( اقتربنا....ارجو ان تتصرف بحرية هناك...تصرف وكأنك في منزلك ) همس ريوتو ( انا لا اتذكر كيف كنت اتصرف في منزلي ).

الذاكرة المفقودة ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن