البارت 13

1.8K 180 12
                                    


بقي ريوتو في غرفته ساعتين تقريبا  وكازو ذهب للنوم اما هيلين فقد اكملت عملها في المطبخ
.
.
.
طرقت هيلين باب غرفة ريوتو وقالت ( ريوتو..هنالك ضيوف بانتظارك )
نهض ريوتو وهو متعجب فمن هؤلاء الضيوف !! خرج الى غرفة الاستقبال فوجد فرانس هنالك فقال ريوتو ( اهذا انت ؟!!) عندها ظهرت من خلف فرانس فتاة جميلة بالسادسة عشر من عمرها ذات شعر بني طويل  منسدل على اكتافها وبشرة قمحية جميلة
تجمدت تعابير الفتاة عند رؤيتها لريوتو  فقال فرانس ( اخبرتك انني ساحضر معي المرة القادمة شخصا سيسعد برؤيتك ..) ثم اشار للفتاة وقال ( يوري)  اقتربت الفتاة من ريوتو وعيناها مثبتتان على وجهه وقالت ( ريو...هذا انت حقا..لا اصدق ماأري انت حي ..) ثم ضمته اليها وابتعدت عنه وقد بدأت تبكي ، ارتبك ريوتو وقال ( ارجوكي..لاتبكي...هيا اجلسي) جلس الثلاثة على الاريكة فقال فرانس ( يوري صديقة دراسة ايضا كنا دائما مانقضي وقتنا معا ، انت لاتتذكر ذلك بالتاكيد ...)
اخذ الثلاثة يتبادلون الحديث فيما بينهم يتحدثون عن صداقتهم وكيف تعرفو على بعضهم والمواقف الجميلة والطريفة التي مرت بهم ، يوري كانت تعيش قريبا من منزل ريوتو الذي احترق لذلك فهم اصدقاء منذ الطفولة
انتهى الحديث بينهم ونهض فرانس ويوري مغادرين  فقالت يوري ( سيبدأ العام الدراسي قريبا ...ستأتي صحيح ؟؟ اعني...نحن بالصف الاخير من الثانوية لايمكنك تفويت هذا الصف بالذات ) قال ريوتو ( لا ادري ....لا اعرف ماذا يمكن ان يحدث في الايام القادمة ولكنني ساحاول...السيد كازو اخبرني بانني يجب ان اذهب الى المدرسة ...) ابتسمت يوري وقالت ( سيكون ذلك رائعا ان حدث ) ثم امسكت يده بيديها وقالت ( انتبه لنفسك جيدا ياريو ) ارتبك ريوتو وسحب يده من بين يديها وأوما لها ايجابا فابتسمت له وغادرت خلف فرانس
كانت يوري تسير قرب فرانس وهي شاردة  فقال لها فرانس عندما لاحظ شرودها ( مابك ؟؟) توققت يوري وهي توجه نظرها للارض بحزن فتوقف فرانس مستغربا فيما قالت هي ( لقد تغير كثيرا ..لقد اصبح شخصا اخر لم اكد اعرفه...ألم تلحظ انه لم يضحك ولو مرة واحدة اثناء حديثنا...لقد كان اكثرنا ضحكا من قبل...) ابتسم فرانس بحزن وقال ( معك حق ، اشعر وكأنه اصبح جبانا جدا ...خائفا من شئ ما...) ثم ربت على كتفها وقد رسم ابتسامة كبيرة على شفتيه وقال ( انظري الى الجانب المشرق، هو مايزال حيا ) ابتسمت يوري بحزن وقالت ( معك حق ) واكملا طريقهما
.
.
.
بعد عدة ايام طلبت هيلين من ريوتو ان يذهب معها الى السوق فهو سيكون اقل ازدحاما الان فالناس يأتون الى السوق في  عطلة نهاية الاسبوع
انتهت هيلين من تسوقها وجعلت ريوتو يحمل لها الاكياس التي ملأتها بالفواكه والخضار وكل ما تحتاج اليه لتمضية هذا الاسبوع دون الدخول الى السوق مجددا
في طريق العودة كانت هيلين تتحدث بسعادة ( ياسلااام ...السوق فارغ اليوم لذلك تم تخفيض الاسعار ...هذا سيغنيني عن الخروج الاسبوع القادم )
كان ريوتو صامتا يستمع اليها وهي تتحدث وهو يؤمي برأسه دليلا على انه يستمع اليها حتى لاتشعر انها تكلم نفسها
في الاتجاه المعاكس لهما اخترقت دراجة نارية حمراء صاحبها يرتدي خوذة ولا تظهر من ملامحه شئ رصيف المشأة وهو يسير بسرعة كبيرة ولايتوقف حتى مع صيحات الناس له ، وعندما مر قرب ريوتو وهيلين اقترب اكثر من ريوتو ليضربه على قدمه مما دفعه لاطلاق صرخة عالية وترنح وسقط ارضا فصاحت هيلين بصاحب الدراجة ( ألا ترى امامك يا هذا؟) لم يزعج صاحب الدراجة نفسه بالتوقف او تقليل سرعته حتى بل اكتفى برفع يده دليلا على اعتذاره واختفى من بين الانظار
امسك ريوتو ساقه وهو يتألم وقد تناثر ما يحمله على الرصيف ، ساعدته هيلين على النهوض وقالت ( هل انت بخير ؟) أوما لها ايجابا وعلامات الالم بادية على وجهه
اتجه بعض المارة وساعدوهم على التقاط الاشياءالتي تناثرت في الرصيف وهم يطلقون كلمات شتم على صاحب الدراجة وغباءه وكيف انه يسير في الرصيف المخصص للمشأة لا للدراجات
لم يكن ريوتو قادرا على المشي بشكل جيد ورغم محاولات هيلين لاقناعه باستأجار سيارة توصلهم إلا انه رفض ذلك
وبعد عناء طويل وصلا الى المنزل وفور دخوله اتجه لغرفته ورمى نفسه على السرير ونام لعله يستيقظ وقد زال الالم

هنالك في ميناء قديم توقف صاحب الدراجة الحمراء عند مستودع كبير في ذلك الميناء
كان المسودع مليئا بالكراسي والصناديق وبعض الطاولات الصغيرة قد وضعت عليها مشروبات كثيرة وطعام معلب
خلع صاحب الدراجة خوذته ليظهر شعره الاسود وبشرته السمراء وعيونه البنية كان يبدوء في العشرين من عمره تقريبا
اقترب منه شابان والذي كان احدهما دانيال فقال له ( اذا ....ماذا حدث ؟؟) اجاب صاحب الدراجة ( لم استطع صدمه كان الرصيف مليئا بالناس ناهيك عن ان زوجة الطبيب كانت تسير معه ولكنني ضربت قدمه فقط ) ضرب دانيال احدى الصناديق التي قربه بيده بقوة وقال ( تبا ) قال الشاب الاخر ( هذا يعني انه لامحال من انتظار قدوم هكسي ) قال دانيال ( اجل...هو من سيخبرنا ماذا نفعل )
استيقظ ريوتو على صوت كازو وهو يوقظه ليجد الساعة قد اشارت الى العاشرة مساءا ، صدم حقا عندما علم انه قد نام اثناء عشر ساعة كاملة
قال له كازو ( مالامر ؟ اخبرتني هيلين بامر الدراجة ، هل انت بخير؟ وكيف حال جرجك ؟؟) قال ريوتو ( انا بخير ..لم يعد الجرح يؤلمني ) قال كازو ( حقا!! لقد قلقت عليك عندما اخبرتني هيلين انك لم تستيقظ منذ الصباح ولم تأكل شيئا ..دعني ارى الجرح ) قال ريوتو ( لا داعي لذلك انه لايؤلمني ) قال كازو ( لذلك اريد ان اراه ) امسك كازو بقدم ريوتو ورفع بنطاله عن ساقه ليظهر ذلك الجرح الكبير الذي بدأ لونه يصبح اخضرا واخرج مادة لزجة منه باختصار كان شكله مقرفا
ضغط كازو بيده حول الجرح ليخرج المزيد من تلك المادة وصاح ريوتو بقوة فقد ألمه هذا كثيرا
صاح به كازو ( ايها الغبي كيف تترك جرحا كهذا ! قد يسبب تسمما في دمك وتموت ) ثم ذهب الى غرفته وعاد بسرعة وهو يحمل حقنة  ومقص وقطن وشاش ودواء في زجاجة صغيرة
قام بقص قدم بنطال ريوتو بالمقص ثم اعطى ريوتو وسادة القطن وقال له ( اذا احسست بالالم عضها ولكن لاتحاول سحب قدمك ابدا ) قال ريوتو وقد دب الخوف فيه ( لالا انا لا اتحمل مثل هذا الالم ) قال كازو ( هذا افضل من قطع قدمك ان لم تقتلك ) امسك كازو بقدم ريوتو ووضع قليلا من ذلك الدواء الذي في الزجاجة على القطن وبدأ ينظف الجرح عميقا
احس ريوتو وكأن احدهم يقطع جزءا من جسده بلا تخدير واخذ يطلق صيحات قوية ويطلب منه ان يتوقف ثم امسك بالوسادة وعضها بقوة من شدة الالم
اخيرا انتهى كازو من تنظيف الجرح وحقن ريوتو بتلك الابرة وربط قدمه بالشاش
كان ريوتو مرميا على السرير مثل الميت فهمس كازو قربه ( ريوتو !!) همهم ريوتو دليلا على انه يسمعه فقال له كازو ( هذه الابرة بها مهدئ سيجعلك تنام لذا لاتت...) وقبل ان ينهي كازو كلامه كان ريوتو قد نام حقا
ابتسم كازو وغطى ريوتو وخرج.

الذاكرة المفقودة ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن