الذاكرة المفقودة ( مكتملة )

البارت 24

جلس كازو في الصباح باكرا على الاريكة وهو يفكر
كان كل من في المنزل نيام  لذلك كان هادئا هدؤا ساعده على التفكير دون ان يشوبه شئ
رن هاتفه ليقطع تفكيره فنظر لاسم المتصل واجاب ( ما الامر مورينو ؟ لما الازعاج من الصباح !!)
-( لم استطع الانتظار حتى تاتي المشفى لاخبرك..) همهم كازو كدليل له ليكمل فتابع مورينو ( اعتقد انه قد كان معك حق...لقد علمت بعض المعلومات عن مايكل لربما تفيدنا...) واخذ يخبره بما يعلم

اغلق كازو هاتفه وهو يبتسم بنصر فيبدؤ انه قد امسك اخيرا بطرف الخيط الذي سياخذه للحقيقة ولحل لغز دام ثلاث سنوات
حمل هاتفه وضغط على بعض الازرار قبل ان يقربه من اذنه
جاءه صوت غليظ نعس ( مرحبا سيد كازو هل من مشكلة ؟؟) اجاب ( عذرا لاتصالي في مثل هذا الوقت حضرة العقيد ولكنني احتاج منك لخدمة مستعجلة )
قال الرجل ( قل سارى ان كان بامكاني المساعدة بها )
قال كازو ( شكرا لك...اريد ورقة قضائية لتفتيش خزنة مايكل ماجانيشي بالبنك )
.
.
.
بعد يومين من ذلك كان كازو جالسا على السرير في غرفة استراحة الاطباء وقد ضغط بسبابته وابهامه على جانبي رأسه بألم وهو يشعر بالصداع
اما مورينو فقد كان متكئا على الحائط ممسكا بهاتفه ويبتسم بين الحين والاخر
-( توقف عن الضحك وحدك كالمجنون ) جاء صوت كازو المتعب وهو يحدث مورينو فقد مل من مشاهدته وهو يضحك وحده وعيناه مثبتتان على الهاتف
لم يقل مورينو شيئا فهو لايسمع شيئا عندما يمسك هاتفه
تنهد كازو بيأس فهذا لايفيد
اراد ان يقول اي شئ يبعد مورينو عن التحديق بهاتفه وعندما هم بالكلام استوقفه صوت رنين هاتفه فاجاب( مرحبا حضرة العقيد هل من اخبار ؟؟)
اجاب الاخر ( اسف لاني تاخرت فقد كان الامر صعبا جدا ولكنني استطعت احضارها اخيرا ) ابتسم كازو وقال (  شكرا لك لن انسى لك هذا ابدا ...سنكون عندك بعد قليل )
قال مورينو ويبدؤ انه كان يستمع للحديث ( سنكون ؟!!!) اجاب ( اجل انا وانت )
قال مورينو بسرعة ( لالا انا لدي...) بتر جملته وهو ينظر لكازو الذي رفع احدى حاجبيه مستنكرا وابدى تعابير غريبة على وجهه
تنهد مورينو قائلا ( لا تنظر إلي هكذا ...حسنا ساذهب ) واغلق هاتفه قبل ان يضعه في جيبه ويخرج خلف كازو

وصل ثلاثتهم للبنك المركزي الذي افتتح فيه مايكل حسابه واتجهوا لاقرب رجل في الاستقبال
فاخرج الشرطي الاذن القضائي بتفتيش خزنة مايكل
اخذ ذلك الشاب في الاستقبال يتفحص الورقة بعينيه قبل ان يأخذها لرجل اربعيني قد كسى اللون الابيض بعض خصلات شعره واخذا يتحدثان ولكن لبعدهما فلم يسمع احد ما قالاه إلا ان ذلك الرجل الاربعيني اقترب منهم قائلا ( من هنا سيدي ) واشار على احدى الابواب
دخلو الى تلك الغرفة التي تقبع في مكان مغلق وأمن داخل البنك
كانت حوائطها قد امتلأت بالخزن المغلقة فاتجه ذلك الرجل الذي يبدؤ من تصرفاته انه مدير البنك وفتح احدى الخزن ثم ابتعد فاسحا المجال لكازو ليبدأ بالتفتيش.....
عقد ذهبي مرصع بالماس وقد رأه قبلا ترتديه زوجة مايكل ومجموعة اوراق عديمة الفائدة فلم تكن سوى عقود قديمة مع احدى الشركات
ضرب كازو الخزنة بقوة وهو يصيح ( تبا...ليست هنا )
بدأ عقله بالتفكير اين يمكن ان تكون ؟ إن لم تكن مع مايكل فمع من ؟؟
قال مورينو ( عما تبحث بالضبط ؟؟) لم يجب كازو فغرقانه في التفكير قد عطل كل حواسه الاخرى
عاد مجددا ينبش بين الورق ولكن هذه المرة بدقة اكثر فاخرج من بينها ورقة بيضاء قد الصقت بها صورة لرجل ثلاثيني ذو شعر اسود مجعد ولحية خفيفة واسفل الورقة قد كتب رقم هاتف
فاخرج الورقة واعطاها للشرطي قائلا ( اتستطيع ان تعرف لي هوية هذا الرجل ؟؟) اجاب ( بالتاكيد..احتاج فقط لبعض الوقت ) قال كازو ( حسنا خذ وقتك )

بعد دقائق كان ثلاثتهم خارج البنك فالشئ الذي يبحث عنه كازو ولا يعلم احد ماهو لم يجده فقال مورينو ( لم تجبني...عما تبحث ؟؟) قال ( ان مات ادورد ولم يكن له وريث فمن المستفيد ؟؟) اجاب مورينو ( مايكل ) قال كازو (  كان لدى ادورد فوق امواله الطائلة اراضي كثيرة بالعاصمة قد تم ايجارها لاحدى الشركات الاستثمارية بسبب  مواقعها الجغرافية وقد كان ايجارها ياتي سنويا ويتم تحويله الى حساب ادورد في البنك والذي كان يقوم بسحبها في الحال
ولكن اين كان يذهب الايجار في السنوات الثلاث الماضية ؟؟ ) همس مورينو ( ربما مايكل ....ولكن كيف ؟؟!!)
قال كازو (  لقد غفلنا حقا عن هذا الامر...لقد ذهبت بالامس للرجل العجوز و المسؤول عن اخذ الايجار سنويا وتحويله لحساب ادورد وقد اخبرني ان مايكل جاء اليه قبل شهرين تقريبا قبل الحادثة واخبره بان ادورد يريد منه تحويل المال لحساب اخر ابتدائا من السنة المقبلة واعطاه رقم الحساب ولمعرفة ذلك العجوز  بعائلة ماجانيشي كلها تقريبا فلم يشك في حديث مايكل وقد كان يحول المال طوال السنوات الثلاث الماضية في ذلك الحساب ولكنه قد غفل عن الاتصال بادورد وسؤاله فلو كان حقا يريد منه ذلك لاتصل به ولما ارسل شقيقه
لقد علمت فيما بعد ان الحساب يخص رجلا يحمل جوازا روسيا وهو بروسيا الان ولربما تعرف عليه مايكل هناك بروسيا واسمه جانار
ولكن الاهم من ذلك انه لم يوجد في جواز سفر مايكل ما يؤكد قدومه للبلاد قبل شهرين من الحادثة فهو منذ خروجه لم ياتي إلا بعد الحادثة بايام ولاول مرة
ويستحيل لذلك العجوز ان يخلط بين مايكل وشخص اخر فهو يعرفهم معرفة شخصية
اذا كيف قال ذلك الرجل ان مايكل جاء اليه ومايكل في ذلك الوقت كان في روسيا كيف؟؟) قال مورينو بتعجب ( حقا غريب...لابد من احضار مايكل وذلك العجوز بالاضافة الى جانار هذا ليتم التحقيق معهم ) قال كازو ( لا..لا اريد ان اقحم الشرطة في هذا الامر لهذا لم اخبر العقيد بما قاله لي الرجل العجوز ولكنني ساجعل مايكل يقودنا بنفسه نحو الحقيقة دون ان يشعر ) قال مورينو باستغراب وقد رفع احد حاجبيه ( كيف ؟؟!!) ابتسم كازو قائلا ( انا اعرف كيف افعل ذلك ...) ثم تابع ( لهذا كنت ابحث عن اوراق ملكية المباني الخاصة بادورد فانا واثق انها لم تحترق وفكرت انها لربما تكون مع مايكل ولو وجدتها حقا معه فسوف يدان بالتاكيد فالاوراق قد اختفت من منزل ادورد قبل الحادث بشهر تقريبا وإن كان كلام العجوز صحيحا فإن مايكل هو اخذ الاوراق ايضا ولكنني لم اجد الاوراق في خزانته وهو لم ياتي ابدا للبلاد قبل الحادثة...هنالك شئ غريب في هذه القصة !!) قال مورينو بشرود ( بل قل ناقصا )