وجدت نفسي معك ( مُكتملة )

المواجهة

ضوء الشمس المتسلل للغرفة بين ثنيات الستائر ايقظها .. فتحت عينيها ونظرت للسقف لم تصدق ! ليلة الامس لم تكن حلم لكنها لم تكن نادمة علي رجوعها مره اخرى تحتم عليها أن تراه فالوقت اصبح ضيق..

قامت من مكانها وسمعت صوته في المطبخ يغني وهو يعد الفطار لم يتخلي عن تلك العادة ابدآ دائما ما يمزج الموسيقي في كل جزء من حياته يشغل الموسيقي ويدخل في مود مختلف ويعيش معه. كان دائما يخبرني " المزيكا لون الحياة من حوالينا 🎶 لو بطلنا نسمعها الدنيا تبهت والوانها تروح "

تحركت ناحيه باب لترحل في هدوء فهي رأته وكفي ..
سمعت صوته خلفها :
سامي : لو فاكرة إني هسيبك تمشي كده تبقي غلطانة ..مش عايزة تتكلمي دلوقتي مفيش مشكلة بس متمشيش وتخضيني عليكي أكتر من كده !

اومئت برأسها بانها موافقة وقالت : امال زوزة فين ؟

رد: راحت عند خالتي يومين عشان تعبانة.. كانت قلقانة عليكي جداا

احنت رأسها في حزن .. فغير الموضوع

سامي : تعالي انا حضرت الفطار !! 😊

ابتسمت ابتسامة بسيطة تحمل الم بداخلها ..

بعد ما تناولوا الافطار ..
جلست في البلكونة تنظر للبحر وامواجه العاتيه فقد كان فصل الشتاء وقتها وياااه إلهي كم افتقدت رائحة البحر ..

جاء يحمل كوب من القهوه في يديه لها .. جلس بجانبها فوضعت رأسها علي كتفهُ وظلا يشاهدا حركة الامواج علي الشاطئ ، كان بينهما رابط عجيب لم يحتاجا ل أن يملأَ الصمت بكلمات واهيه لتخطي هذا الصمت المحرج بل كان وجودهما معآ كافي لملء كل الفراغات .. كانت اقّرب شخص له وكان هو اقرب شخص لها .. فلم يحتاجا لشئ غير بعضهما البعض..

ايلين : انا لازم امشي يا سامي ، مش هينفع استني اكتر من كده!

سامي : انا مبقتش فاهم اي حاجة يا ايلين .. يعني ايه مش هينفع تستني اكتر من كده ! هتروحي فين ؟

ايلين : متضغطش عليا أكتر من كده ارجوك!

سامي : مضغطش عليكي !! امال اللي إنتي بتعمليه فيا ده ايه ؟؟ في ايه حصل لده كله !
( بدء نبره صوته ترتفع )

اختفيتي ومش فاهم ليه ! انتي مُدركه انتي عملتي فيا ايه ؟ لما الاقيكي اختفيتي  .. وسيبالي ورقه شوفتها بالصدفة  مكتوب فيها " انا اسفة "
انا دورت عليكي في كل حته في الاقسام والمستشفيات .. انا شكيت انك بتعملي فيا مقلب سخيف وهتطلعي تاني .. بس الموضوع طول قوي انا حتي كلمت عمتك اللي في كندا اسالها عنك .. يمكن اقدر اوصل لحاجه بس زي ما توقعت قالتلي مسمعتش منك اي خبر .. كنت زي الغريق اللي بيتعلق بأشايه بس كل حاجه بتوصلني بيكي اختفت .. هو انا استاهل منك كل ده ؟ ليه تعملي فيا كده !

ايلين. : انا اسفة ..

سامي : اسفة دي تقوليهالي لو اختفيتي يومين روحتي فيهم الساحل مع اصحابك لكن مش تختفي ٦ شهور وترجعي تقوليلي اسفة ! الأسف مش كفايه دلوقتي ..

تحركت من مكانها وذهبت ناحيه الباب .. جري سامي ورائها ..
سامي : انتي رايحة فين ؟!
ايلين : انا ماشية يا سامي .. انا كنت متخيله الموضوع هيكون اسهل من كده ولكن بجد مش قادره.

وضعت يديها علي مقبض الباب والدموع تترق في عينيها وهمت لتفتح الباب فوضع سامي نفسه حاجزآ بينها وبين الباب .

سامي: قلتلك مش هتمشي انا مش هتحرك من مكاني ولا انتي كمان لحد ما تفهميني في ايه ؟ وايه اللي انتي مخبياه عني!