【طرق الموتُ بابه】

153 22 148
                                    


أولفير : متى نلتقي؟ -سألتهُ من خلف سماعة الهاتف-

_بعد نصف ساعة في مقهى الثقافة .

-قالها ونظرتُ إلى الوقت مشيراً 4:00 عصراً -

أولفير :حسناً فاليكن ذلك ، الى اللقاء.
-ودعتهُ و أنهيتُ الاتصال متجهاً نحو خزانة الملابس على يسار غُرفتي الرمادية إقتنيتُ سروالاً أسود مع بلوزة رمادية اللون  ثم ذهبتُ لأستحم-

خرجتُ من المنزل مرتدياً معطفِ وقايةً من برد الشتاء  بعدها ودعتُ والدتي طابعاً قُبلة على وجنتها.

لم يأخذ السير كثيراً من الوقت حتى وقفتُ على بابٍ خشبية دخلتُ إلى المقهى ذو الطرازِ القديم  لاحت عيناي باحثةً عن رفيق دربي و تؤام روحي في هذا المكان الصغير ، لوحَ لي عند الطاولة السابعة فـمشيتُ إليه وعانقتهُ بحرارة.

ماثيو : كيف حالك ياعزيز . -قُلتها وأنا أضمهُ بشوقٍ دامَ ثلاثة سنين -

أولفير :  سيئة جداً  ، من الجيد مجيئك اليوم . - قلتها بنبرة حُزن وأنا أترِكُ عناقه-

ماثيو : مابك ؟ هل هناك خَطبٌ ما؟ .
- صمت ثم اردفت - اليومان الماضيان لم أشعر براحة قط قلبي آلمني كثيراً ، هل هناك شيء ما حدث؟.

أولفير : إن أيامي معدودة .

- قُلتها وإسود وجهي كـ إدلهام الليل بعد مرور منتصفه ، جلسنا ثم قُلت -

أنا مصاب بمرض تاي ساكس سأصبح أصم وأبكم و مشلول في غضون 6-8 أشهر .!

ماثيو : أنت تمزح !! من أين لك بهذا المرض وأنت في بداية شبابك؟!!
-قُلتها متعجباً من هذا الهراء الذي يتفوهُ به-

أولفير: ليتها مزحة ياصديقي ليتها.
-بانت على وجهي ملامح الأسى ثم اردفتُ قائلاً -انه وراثي  بالأضافة في الاشهر القادمة لن استطيع تنفس أو الاكل إلا بواسطة أنابيب ،لم يجد الطبُ علاجاً لهذا المرض بعد ، الموت فيه محتوم.

-قُلتها وشعرتُ بالأختناق في نفسي كـرجُلٍ هوى من أعلى قمة جبلية  -

ماثيو : تباً ، لقد علمتُ ذلك كياني كُلهُ مُرتبطٌ بك شعرتُ بإنقباض قلبي بين حين وأخرى  ، لذا سأنتقل الى جامعتك لتكون تحت نظري . - رددتُ عليهِ بشجنٍ متقاسم -

أولفير : عُد إلى دراستك هذه آخر سنة لك لاتضيعها بالاهتمام بي ، أما أنا سأترك الجامعة وأستغل مابقي من عمري لأفعل أشياء تسعدني.

-قُلتها وأنا أبتسمُ بحُزن وكأن الطقس يواسيني حيث أمطرت بغزارة تمنيتُ حينها لو إن دموعِ تنهمر كـ غزارته أو يعلو نحيبي صارخاً مثل رعده-

روحٌ مهيضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن