الروح والنفس

4K 200 7
                                    

الفرق بين الروح والنفس:

الروح:

تعد الروح جسماً خفيفاً حياً لذاته علوي متحرك ، يسري في الأعضاء و ينفذ فيها ، و هي خلق من أمر الله ، لذا فإن البشر لا تعلم ماهيتها أو حقيقتها بالتحديد ، فهي ليست من جنس العالم المشهود و يصعب تحليلها

رغم ما للروح من ماهية غامضة ، إلا أن من الممكن أن تظهر آثارها على الجسد ، فإن العقل و الفقه و الإبصار و الحركات اللا إرادية ، هذه كلها لا تتحقق إلا بالروح ، فما إن نزعت روح الإنسان منه بطل كل ذلك و فسد ، فالإنسان لم ينتفع بخلق الله من بصر و سمع و غيرها إلا بعد أن نفخت فيه روحه ، قال تعالى

{فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين} الحجر/ 29.
وفي يوم القيامة عندما تعود الأرواح إلى الأجساد بعد النفخ في الصور يقوم الناس أحياء يبصرون
{ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} الزمر/ 68

النفس  :

نفس الإنسان هي الجزء المخاطب في القرآن الكريم و المكلف دائماً والنفس هي ( الذات ) وهي الأساس في الإنسان ، و من ذلك ما جاء في كتابه تعالى {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} غافر : 17.

و يمكن تقسيم النفس إلى أقسام ثلاثة ، و هي

النفس المطمئنة

و هي أرقى درجات الرفعة التي تصل إليها النفس البشرية ، لذا فإن الوصول إلى تلك المكانة المرموقة و المتمثلة في درجة النفس المطمئنة يحتاج الكثير من العمل ، و يحتاج الرقي إلى هذه الدرجة من الإنسان أن يكون صادقا مع نفسه في البداية و واضحا أمام ذاته دون أي هروب أو خداع ، و بعد الصدق مع النفس عليك أن تكون صادقا مع الله مخلصا له عملك مزيلاً في ذلك كل حواجز المعاصي والآثام لنيل رضاه، و أخيراً فإن ذلك يتطلب من الشخص الصدق مع الآخرين من حولك و قد جاء ذكر النفس المطمئنة في القرآن الكريم
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

النفس الأمارة بالسوء

و هي النفس التي تكون مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالشيطان و الهوى وبفعل السوء ،و هي دائماً ما تأمر صاحبها بفعل الخطايا و الآثام وارتكاب الرذائل موسوسة في ذلك لصاحبها بشتى الوسائل و المغريات التى توقعه فى الإثم و الخطأ و تقوده إلى الجحيم وبئس المصير، و قد قال تعالى في ذلك

{وَمَا أُبَرِّىءُنَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌِ}

النفس اللوامة

وهي درجة وسطى بين كل من النفس الأمارة بالسوء و تلك المطمئنة ، فهي تقع بالذنب لكنها تعترف فيه بعد ذلك ، و جاء ذكرها في القرآن الكريم
{ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}

تطوير الذات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن