قصر المملكه:
كان الوضع مازال على حاله وضع جيمس مراقبه مشدده على اليزا والتي كانت تقوم بعملها بتوتر طوال الوقت وقد لاحظوا اصدقائها الخدم ذلك حتى دانيال المزعج قد توقف عن ازعاجها بعد ان اشفق على حالها الحاىره الحزينه ... ( ليس هناك اي خبر من البارحه هل تريد الموت ام ماذا؟) قالها الملك لرىيس الحرس( مايكل ) بصراخ (اعتذر جلالتك ولكن الوضع اشبه بالبحث عن ابره في كومه قش و خاصه ان تنكرها لم يجلب الشبهات حولها حتى الحصان قد ربطته في قارعه الطريق ) قالها مايكل رىيس الحرس مطىطاً رأسه و كان الملك قد طفح كيله واخذ يصرخ الى ان امره بالانصراف .. كان الملك ومنذ ان تسلم السلطه مستبدا لم يقف بوجهه سوى شخصان كانا مصدر قلقه
كان روبرت بملامحه القاسيه اشبه بشخص يبحث عما يريده وكان قد خسر كثيرا بالبحث حتى تحول الى طمع ومن ثم الى جشع كان والده على عكسٍ منه قد عاشت المملكه بازدهار في عهده. الى ان تسلم روبرت الحكم ..... لكن الطمع شيء كالسم لا يقتل بسرعه بل يسير بين عروقك الى ان يصل للقلب يحتله بالكامل ليدمر كل شيء حتى انت... فتتحول الى سادي تستلذ بسماع توسل الناس بك ولا تتوقف عن ايذائهم ..
( اذا ليس هناك حركه خاطىه منها ) قال جيمس وهو ينظر من الشباك معطياً ضهره للحارس المُراقب لتحركات اليزا
( لا شىء سوى توترها الداىم و القلق اعتقد انها حقا لا تخفي شيىا ولكن قلقها على الاميره هو ما يجلب الشبهات حولها ) حقد جيمس حاجبه الاشقر محركا يده لينصرف الحارس سمع صوت الباب يغلق ( ماذا تفعلين ايتها الكاثرين اين تودين الوصول ) ... جيمس لم يعشق الاميره كاثرين ابدا سوى بعض الاعجاب المراهق فقد اعماه الانتقام لوالده..... كانت المشاكل في داخل البلاط الملكي من لا نهايه ومن دون حلول هذا ما يجعل مشاكل المملكه لا تحل كان الوضع اشبه بغابه والبقاء للافضل ومعنى للافضل اي " من يقتل ويدمر اكثر" سواء بينهم او من هم بين ايديهم "الشعب" ....
__________________________
(انا لا افهم لماذا نسير من طريق الغابه هذا لماذا لا نقطع الطريق المعبده بالعربه ) قالت كاثرين وهي وتسير في الغابه التي تفصل المدينه عن ( المرج الازرق ) اي اراضي عاىله دويل الشاسعه كان الطريق ملىء بلاوراق والاغصان و الاشجار المحطمه والتي تجعل السير غير مريح ومليء بالعثرات
( لاني وببساطه لا اريد ان اعدم بتهمه خطف الاميره يوم ميلادها ... فجنود والدك في كل مكان فاعتذر مولاتي لابد انك متعوده السير على السجاد الحريري لكن هذه الطرق هي ما تسير عليها باقي الفتيات في سنك في انكلترا بحثا عن الحطب او الثمار ) قال ارثر بهدوء بارد وهو يسير بحذر كانت ملابسه تعطيه هاله من الفخامه والهيبه وردائه البني الجلد الذي يغطي ضهره كله حتى قدمه والذي ينسدل على الارض قليلا ويطير خلفه ان هبت الرياح .. و سيفه و سلاحه الذان لايتركان خصره قميصه الابيض المفتوح لتبرز اولى عضلات صدره الاسمر كانت كاثرين تسرح بحلته بين الفنيه والاخرى ولكن كلامه القاسي معاها دوما يجعلها تعرف كميه الحقد والكره الذي يكنه لها لا تلومه فهي متاكده انه ليس الوحيد فهذا شعور انكلترا كلها وهذا هو سبب وجودها الان هنا فالحزن وحده لا يكفي ......اجابت كاثرين بمرح وهي تسير ببطىء متعثر ناظره الى الارض بطفوله مبتسمه رافعه يديها كمن يسير على حبل رفيع يخاف السقوط ( ليس صحيحا ) نظر جاك اليها بطرف عينه رافعا حاجبيه فاكملت كاثرين بعد ان توقفت على احدى الاشجار ( اه سيد ارثر هلا ارتحنا قليلا منذ الصباح نسير والارض غير مريحه ) توقف ارثر بعد ان رأها تجلس بهلاك حرك رىسه ( لنرتاح لكن ليس كثير فالبحث في المدينه شارف على الانتهاء لابد انهم سيبدئون بالبحث في الغابه يجب ان نصل الى المرج بسرعه... و ماذا تقصدين باليس صحيحا ) قال جملته الاخيره وهو يجلس بقربها متكئا على جذع الشجره
( حسنا لاباس القليل من الراحه فحسب ) قالتها ببتسامه مكمله ( اقول ليس صحيحا لم اقضي حياتي على سجاد ساخبرك ولكني حقا لا امتدح نفسي ) حرك راسه موافقا ( في الحقيقه كنت طوال الوقت فتاه مشاغبه فانا اتسلق الاشجار لاقطف الثمار او لاراقب الحرس و افعل المقالب بهم دوما واحيانا اذهب الى الحديقه المهجوره في اراضي المملكه والتي كانت اشبه بالغابه فهي كانت لامي الملكه اينجل وبعد وفاتها تم اغلاقها تماما.. دوما ما كنت احاول اعاده الحياه فيها و استطيع ان اقول اني نجحت اضافه الى اني اساعد الخدم بالطبخ احيانا فانا طاهيه جيده ) كانت كاثرين تتكلم وابتسامه حزينه تزين محياها ( تساعدين الخدم اذا ) قالها بصوت هازأ كانها كانت تكذب وكشف كذبها نظرت له كاثرين ( لماذا هذه الابتسامه انا لا اكذب ابدا اقسم ...) طئطىت رأسها مكمله ( انا ليس لدي اصدقاء طوال حياتي كنت وحيده حتى الخدم يرفضون ان اساعدهم كوني اميره كذلك نظرات الخدم الجدد الذين ياتون وينظرون لي ولابي بكره شديد كاننا مسوخ لم اكن اعلم سببها الا بعد ان ادركت كلام الخدم الهامس عن ابي حاولت التاكد كنت اتاكد دوما عند نزولي الى المدينه كنت اسىل اي احد عن معامله الملك لم يكن هناك مديح ابدا كانو بائسين وقد خيم الحزن على وجه الجميع .. لهذا اتيت لك فانا لست سيىه اريد تغير تلك النظره عني انت الوحيد المعارض لابي وكونك الوحيد القريب من اهالي المملكه يجعلني اثق بك لهذا عرضت عرضي للسابق ) .. كانت نظرات ارثر طوال الوقت بين الصدمه والحزن على حالها وروحها الوحيده والمجروحه تغاظى عن جملتها الاخيره ساىلا ايها ( لماذا تكرهين والدك ) تحولت نظرات كاثرين الى الصدمه ناظره الى باطن عينيه ثم انزلت عينيها التي انطفئ نورها فجأه مما اشعر ارثر بوغزه في قلبه استقامت كاثرين ( لقد تاخر الوقت لنكمل الطريق سيدي )؟و سارت قليلا بتعثر كالسابق
( اعتذر الم يجدر بي ان اسال هذا سوال ؟) قالها ارثر وهو يكمل سيره بجانبها حركت راسها نافيه ( على العكس بل اعتقد انه من حقك ان تعرفه فانت لازلت غير واثق بحسن نيتي ) .. ( اذا؟! ) قالها ارثر حاثاً ايها على على الاستمرار لتكمل ( فقط لست مستعده والوقت غير مناسب اذا هل لي ان اسالك نفس سوال .. ما الذي يجعلك تكره ابي وانت من المجلس فتقريبا كل من في المجلس راضين عنه لانهم يسرقون باريحيه ) ابتسم جانب فمه والذي يضفي على وسامته جمالاً اخر ( اعتقد اني ساجيب نفس الجواب فهذا ليس بالوقت المناسب) نظرت نحوهه بصدمه ثم ضحكت والذي ضحك معها ايضا ( هذا ليس عادلا فقد تكلمت كثيرا عن نفسي اما انت فاكتفيت بصمت )... ( الانك حمقاء مغروره ) عقدت كاثرين حاجبها مستعده للقول بانها ليست كذلك و رافعه يدها لتضرب كتف ارثر الذي ابتعد بسرعه مما ادى الى تعثرها امسك ارثر خصرها لامساكها فوقعت عليه انغرس وجهه في جيدها والذي كان الشعر قد انسدل عليه بعد سقوط القبعه كانت راىحتها مخدره رفعت راسها ببطى مستنده على صدره نظر كل منهما بعين الاخر توترت كاثرين كثيرا مما جعلها تدفع نفسها بسرعه ممبتعده مما ادى الى تالم ارثر واصدر صوتا خفيفا وقفت كاثرين محاوله مساعدته همت بسير لكنها جلست صارخه بالم على الارض توقف ارثر واضعا يده على كتفها ( ما بكِ هل انت بخير هل قرصك شيء لماذا تمسكين كاحلك هل اذاك شيء هناك ) بدات كاثرين تشهق ببكاء (كاحلي .. قدمي انكسرت انها تولمني جدا ) ارتاحت ملامح ارثر قليلا فالوضع افضل من ان يقرصها ثعبان او عقرب ابعد يدها ليرى فحرك يده بمهاره على كاحله كانت انينها المتالم وشهقاتها تزيد كلما ضغط اكثر على المنطقه ( ليس كسرا انه التواء فحسب لكن سيؤلمك لعده ساعات لذا يجب ان لا تضغطي على قدمك كثيرا ) حركت راسها ودموع لا تفارق وجهها ( لكن كيف ساكمل بهذه القدمً الطريق مازالت طويله والوقت يداهمنا) تنهد ارثر بيأس ( ساحملك على ضهري هيا فلا وقت لدينا ) نظرت كاثرين بصدمه له ( ماذا تحملني هنا وللارض هكذا انت تمزح انت لن تستطيع هذا صعب انا لست خفيفه ) ابتسم بستهزاء ( حقا انتي لست خفيفه سلاحي الذي احمله اثقل منكِ يا فتاه ) عقدت كاثرين حاجبها ( وما ادراك انت) ضحك ارثر بنفاذ صبر ( حقا اذا انت ذهبت الى الفراش البارحه طيرا وانتي فاقده للوعي على الغالب ) ( حقا انت حملتني؟ ) (حقا هل هذا وقته ان تسالي كل تلك الاسىله هيا اصعدي ) حركت راسها بموافقه متردده استدار هو لتمد كاثرين يدها حول رقبته و تلف قدميها حول خصره فقد ساعدتها ملابس الاصطبلي كثيرا في هذين اليومين كانت خجله وتنظر باعجاب لقوته كان يسير وكانه لا يحمل شيىا غزت راىحته رئتيها كانت تسحب انفاسا طويله كانها تخزن راىحته داخلها لا تعرف السبب الى الان ولكنها تشعر بامان لم تشعر بمثله منذ عشرون عاماً .... كان الطريق متعروجا ومتعبا وقد هم ارثر بالكلام ( لقد بقي القليل وسنصل لنرتاح ) اجلس ارثر كاثرين على صخره كانت خجله للانها اتعبته ( اعتذر منك ) .. ( حسنا لاباس ) كان قد جلس على جذع الشجره واشعل غليونه ذو راىحه الجميله ( انت لم تجيب على عرضي السابق واكتفيت بضحك) قالت كاثرين بتوتر بعد صمت قليل ( الانه عرض مضحك) قالها وهو ينفث دخانه وينظر نحوها بطرف عينه بسكون ويعيد النظر امامه ( ليس كذلك ان تزوجنا ستصبح انت ولي العهد بعد والدي وبما ان الشعب يحبك سوف يثور من اجل استبعاد الملك و توليك العرش بعده تستطيع فعل ما تريد الانه لن يكون زواجا حقيقيا ... انا لن اتدخل بك ولن افعل شىء ايضا يسيء لك او للمملكه ) بعد صمت كانت كاثرين تنتظر جوابه خلاله ( انت تقولين لافعل انا ما اريد ولتبقين انتي مجرد زوجه لا حقوق لها سوى البقاء في الغرفه داخل قصر منفصله عن زوجها هل هذا ما تريدين ان تكونين تلك الزوجه التي يتم خيانتها مع الكثير من نساء وهي تعلم وصامته ؟؟ حقا؟ اذا ما الذي يجعلك تقبلين هذا على نفسك وتضحيه بروحك و تسحقيها برضاك ) قد تجمعت الدموع بحسره داخل عينيها التان اصبحتا كالبحر الهاىج بامواجه الساحقه المتالمه انزلت راسها ناظره الى يديها التي كانت تفركها بتوتر ( الظلم .. ابي ظالم ليس فقط على شعبه بل علي وعلى الخدم كان ظالما ومستبدا على جميع حتى عليها..... ) انزلت راسها اكثر تحاول منع دموعها من تساقط ( حتى على امي قد اعماه الجشع بشكل مخيف ومقزز .. هذا ما يجعلني اريد الزواج بهذه الطريقه ) رفعت راسا وهي عاقده حاجبها بالم ( ان اكون في قصر مع زوج يعامل شعبه جيدا ويعيد اللوان السماء لهذه البلاد وان تعود وجوه الاطفال التي امست كرجل عجوز فقد طاقاته ولون الحياه داخل عينيه ان يقوم الناس بواجباتهم بحب ولا ينامو وبطونهم تتالم جوعاً........ و ان يبادلوني الحب في نهايه ذاك الذي دونه اصبحت وحيده اكره نفسي العاجزه عن مساعدتهم نظراتهم لي اريد ان تتحول الى حنان بدلا من الحقد الذي يجعلهم يتمنون قتلي ... اعتقد انهم يستحقون مني ان اضحي بعمري ففي النهايه لا يوجد شيء يدعى ان يكون الجميع سعداء لابد من تضحيه احدهم لكني مع هذا لن اكون الشخص التعيس على الاقل قد احصل على اصدقاء صادقين يحبون ويتمنون لي الخير ) لقد اعتصر قلبه كثير اعتصر وهو يتخيل حياتها التي تضحي بها فقط من اجل نظرات حب لا اكثر لم تطالب عناقاً من احد او حبا او ايا يكن فقط تريد ان يبدلون نظرات التقزز تلك التي يرمقوها بها حقا هذا اقصى طموحها حتى انها لم تطالب بزوجً يعشقها ويدللها كأميرات القصص ... كان الصمت قد احتل المكان بالفعل كان ارثر يفكر في كل هذا نحوها سمعها تتحرك وتمسح دموعها وتسكت شهقاتها الخاىنه التي تخرج دون حولاً منها اعطاه ضهرها لتصعد عليه وليكملوا ما تبقى من الطريق معا كجسد واحد متجاوزين كل تلك العثرات التي ستواجههم يستندون على بعض ففي النهايه يد واحده لاتصفق و لا تنجز شيىا يستحق ان يتم التصفيق له ..
____________
المرج الازرق ( ارضي دويل )
أنت تقرأ
ارثر دويل
Romanceرحله في القرن السابع عشر ..حيث الاميره الوحيده ....الملك الظالم وتاجر الاسلحه العادل.... الحب يطرق الابواب فجئه لكن ان تكره ثم تحب هذا هو الحب المخلد .. P.s :ان اعجبتك لا تخفي اعجابك واخبرني به