احيانا نذهب للبحث عن السعاده باقدامنا نسير تحت المطر غير ابهين بالوحل الذي نسير فوقه هو شيء اشبه بالسير داخل نفق مظلم و تحتك سكه حديد وامامك ضوء خافت يسمى الامل .. فاما ان تخرج من تلك الظلمه لترى السعاده واما ان يصل القطار ليدهس حتى قدرتك على الحلم لتتحطم اخر امالك ولينطفى ذلك الضوء للابد..... هكذا كانت حال كاثرين عند رؤيتها لارثر والذي كان يمثل لها الضوء في اخر النفق والامل بعد الظلام لكن تلك القبله اشعرتها وكأن القطار قد دهسها بالفعل او كان رتلاً من الجياد سار فوقها و ما كان له ان ينتهي ....
تسمرت مكانها دون حراك شحب وجهها وشعرت ان الدماء في عروقها توقفت .. لم تفهم السبب ولكن كل ما حلمت به شعرت انه تحطم هي لم تحلم بزواج الكامل تحت سقف واحد ملئ بالحب ولكن حلمت بحب من نوع اخر يكون على حساب قلبها ما شعرت به مختلف كانها تسحب احدهم من حلمه لحلمها الذي رغم بساطته فهو في نهايه مؤلم ونتائجه في اخر المطاف هي الوحده ايضا...
ناهيك عن احساسها بان ارثر لديه عشيقه والذي تاكدت منه في هذا الصباح المتناقض بين جمال شكله وتعاسه لحظاته اصبح كل ما في الامر نغزات في صدرها و غصه في نفسها وقدمها التي تثاقلت ... سارت بضع خطوات للخلف بصدمه ارادت الهروب فحسب ليس من القصر ولا من ارثر فحسب ارادت الذهاب الى ابعد نقطع في الارض لينتهي تعذيبها لذاتها ومن اجل الناس ..... كان كل شيء سيسير على ما يرام لولا مادلين والتي ندهت باسمها ليلتفت ارثر و كذلك اليزابيث التي عقدت حاجبها كونها لاول مره ترى امراه غريبه او امراه غيرها في اراضي دويل .... لاحظ كل من ارثر ومادلين التي لم ترى شيىا سوى شحوبه وجه كاثرين الذي لم تفهمه و الذي كان مطئطئاً وتنظر للارض : ( ما بك حبيبتي لماذا انتي شاحبه .. هل انت بخير ) قالت مادلين وهي تمسك صحون الطعام ... اهدأي واجيبي السوال ببتسامه هذا كل ما فكرت به كاثرين التي رفعت راسها نحو مادلين ساحبه نفس عميق وقد حاربت جبال الجليد على خديها من اجل ان تشق تلك الابتسامه محياها
( بخير بخير فقط انا جاىعه ) تحركت كاثرين بصعوبه اما مشاعر ارثر كانت مضطربه بطريقته طبعا فهو هادئ كأن شيئا لم يحدث ... اما نظرات اليزابيث كانت مليئه بتكبر وتعالي والانزعاج ( من هذه ارثر عزيزي؟؟ ) شددت على اخر كلمه و ابتسمت بتعالي اما كاثرين فقد ظلت تنظر لها بنبل اخلاقها لتكمل اليزابيث( انا اليزابيث برونز .. تستطيعين مناداتي السيده اليزابيث) كون اليزابيث قالت ذلك بتكبر والذي جعل شيطان كاثرين يظهر فقط اردت ان تقول لها انها الدوقه والاميره كاثرين لا تعلم فقد ارادت ان ترى انحنائه الاحترام لتحطم غرورها المستفز ...كان كل ذلك سيحدث لولا تدخل ارثر ( انها الانسه كيت ويلسن ابنه صاحب مصنع الجلود السيد ويلسن ) حسنا كان ذلك جيدا على الاقل لم يضهرها كابنه الخادمه الهاربه او شيء من هذا .. رفعت اليزابيث حاجبها ( حقا هكذا اذا وما الذي تفعله هنا ) اخذ ارثر نفسا بنفاذ صبر والذي تخشاه اليزابيث قاىلا( اعتقد ان الفطور قد جهز يا اليزابيث هلا نذهب ) قالها وهو يشير الى ماىده الطعام عاقدا حاجبيه ..... كان الوضع متوترا فلم تتوقف اليزابيث عن استجواب كاثرين الى ان وصلت للنقطه التي وترت كل من كاثرين و ارثر الذي استطاع السيطره على تعابيره كالعاده اليزابيث: ( هل سمعت عن هروب الاميره كانت فعلا صدمه لجميع ملوك البلاد هي مختفيه منذ ثلاث ليالي) ثم ضحكت بصوت ( اعتقد ان وجدتها انت سوف تفعل الاعجاىب ) ظل ارثر ينظر لها بصدمه اما كاثرين فقد ظلت تسعل وتوترت بشده الى ان جاىت مادلين وقدمت لها الماء لتسيطر على نفسها ....
اليزابيث بابتسامه ( ماذا هالارعبك ارثر الان لا يوجد داعي فكرهه لعاىله بت مختلف فهو رجل نبيل) امسك ارثر ضحكته باعجوبه لم يفهم لماذا فهي تدعي انها تفهمه ولكن لم تصيب اي شيء من شخصيته ..وهذا ما كانت كاثرين تجهلهه فقد زين الحزن محياها بالفعل شعرت ان لا مكان لها هنا او على الاقل ليس على هذه الطاوله لتقول ( اعتذر انا شبعت ساذهب لاساعد مادلين ) قالت جملتها الاخيره بانكسار شعر به ارثر اما اليزابيث فقد اسعدها ليس لشيء ولكن كونها تساعد خادمه المنزل تعتقد ان هذا لن يجعل ارثر يفكر بمن هي دونه مستوى
استدارت نحو ارثر وقد امالت عليه باغراء ( اذا سيد دويل هل اشتقت لي ) ابتسم ارثر و تقدم ليكمل صحنه لتضحك اليزابيث مكمله ( لابد انك فعلت فقد اشرق وجهك ... اييي ماذا فعلت في ثلاثه شهور السابقه اذا )
اجاب وهو مستمر ينظر للصحن ويقطع ما بداخله بهدوء ( لا شيء سوى العمل ) استقامت اليزابيث و استدارت حوله لتضيع كلتا يديها من الخلف على كتفه وتحركه باغراء بقيت قليلا ثم مدت يدها نحو صدره تحتضنه وقد وضعت خدها على خاصته قبلته قبله على خده لتستمر بنفس الوتيره ( نستطيع ان نغير ونجعل ال "لا شي" كل شيء الليله ) ضحكت ضحكه مقززه بجانب اذنه اما هو فلم يتوقف عن الطعام ولم يحرك عينه من الصحن بل ظل مستمرا وكان لا احد بالغرفه حرك راسه بعد كلامه مجيبا ( لا اعتقد ان هذا سيحدث بعد الان اليزابيث ها واريد ان اكمل طعامي فيجب ان انزل الى المدينه ) ابتعدت اليزابيث وهي عاقده حاجبيها ( ما معنى هذا الان ارثر ) ليجيب ارثر وهو مستمر على نفس الوتيره الهادىه ( معنى هذا ان ليس كل شيء تتركيه ممكن ان تعودي لتجديه على حاله ) اجابت اليزابيث وقد بدا الغضب يتسلل الى صوتها ( كيف يعني ما الذي تغير ثم انت تعلم طبيعه عملي الذي احبه فانا لن اترك الاوبرا حتى يتركني صوتي ولكني لن اتركك انت ايضا ) اجاب ارثر بعد ان انتهى من طعامه واستقام ناظرا لها ( وانا لن انتضرك طوال حياتي ... انا لم اعدك بشيء اليزابيث سابقا عندما كنا مراهقين اما الان فقد اختلف الوضع كثيرا وخاصه في هذه الثلاثه شهور ) زمجرت اليزابيث غاضبه ( هي السبب اليس كذلك تلك التي تدعى اليزابيث هي السبب تلك الصفراء ) تنهد ارثر وهو يرتب هندامه (لا انتي هي السبب لذا كفي عن رمي اخطاىك على غيرك و توقفي عن انانيتك التي قد تخسرك الكثير تفكيرك بنفسك متناسيه الاخرين ) قالها وهو يخرج من منزل
أنت تقرأ
ارثر دويل
Romanceرحله في القرن السابع عشر ..حيث الاميره الوحيده ....الملك الظالم وتاجر الاسلحه العادل.... الحب يطرق الابواب فجئه لكن ان تكره ثم تحب هذا هو الحب المخلد .. P.s :ان اعجبتك لا تخفي اعجابك واخبرني به