لقد مر أسبوع كنت ساكن في الجحيم، لكن لكل من ينل نصيب من التعاسة و الشقاء سينال نصيب يكافئه من السعادة و السكينة ليكون هناك إتزان، أجل هذا ما أخبرنا به الأستاذ و هذا ما تعلمته في المدرسة بين سطور الكتاب و هذا ما صدقته في صميمي، لكن...لكن..بالله علي..كيف كنت أنتظر الجزء الثاني و أنا أعيش مع الشيطان سيد الجزء الأول ؟ لا مفر من الجحيم إذن نهائيا..فعيناه تتبعانني في كل مكان..
خارج كل هذه الفلسفة التي تفوهت بها و تطبيقا لجزء منها، ها أنا ذا أحمل أكثر من أربعة حقائب كأنها مملوءة بالحجارة و الأفضل هو أنني أصعد هذا التل الذي اختارته تلك الفتاة التي تمشي أمامي كأنها فراشة بريئة...لا بأس سألقبها بفراشة بريئة طالما أنها تغطي أشعة الشمس عني..
حسنا الآن لما كل هذا التعذيب في هذا الجو الحار، التفسير له هو أن عدوتي اللطيفة خطرت ببالها ة لأول مرة فكرة تخلو من التفكير الشيطاني أرادت و بكل بساطة أن تنضم حفلة صغيرة بمناسبة عيد ميلاد جدي العزيز...هههه يبدو أنني تفاعلت و دخلت في الخطة و بفضل ذكائي وقعت في الفخ... هل قلت أنها كانت فكرة سليمة أجل صحيح لأنها تخص جدي لكن متى دخلت فكرة أنني في حيز الأمان كان علي الهروب من البداية من الزهور الجميلة لأن تواجدها في الجحيم دليل على أنها مسمومة.....
هي الملكة و أنا خدمها لذا بإتباع المنطق هي تأمر و أنا أنفذ هذا واضح... كنت أصلي كل مرة كي تكون أوامرها لينة لكنها كانت في قسوة متصاعدة حتى أنها أرسلتني إلى البلدة المجاورة لشراء هدية جدي و سمعت التوبيخ دون قدرتي على التبرير ، ما إن وجدت أن قول المفاجئة قبل أوانها الحل الأنسب كي يوقف تحقيقه و لربما سأنال جائزة ظهرت هي من خلفه كالظل بل كشبح يحمل ورقة امتحان الرياضيات و التي من شدة سلامتها هي تنزف من كل مكان....آه ه ه ه...اللعنة....
وصلنا أخيرا إلى المكان الذي كانت تريد الجلوس فيه، بالنسبة لي وصلت متأخرا...ما إن وضعت الحقائب أرضنا و التي بدورها كادت تشق الأرض من ثقلها... لم ألبث أكثر من ثواني حتى تأمرني برفع الخيمة و إعداد كل شيء لنبدأ في تحضير الغذاء...يا إلهي الرحمة...الرحمة...
استغرقت ساعتين و أنا في وسط الفوضى و تذمراتها الملهبة للأعصاب...
أخرجت ملزمات الطبخ و أثناء محاولاتي البائسة في إشعال الفحم، لتحضير الشواء الذي رغبت به اقتربت مني بهدوء و همست...
-أنت أتمنى أنك لم تنسى الكعكة في البيت علينا وضعها كتحلية بعد الفطور و نفاجئ جدي...
ما إن أنهت كلامها اشتعل الفحم و انبعث الحرارة منه لكن أنا جمد الدم في عروقي لأنني تذكرت للتو أن اللعنة التي أنا غارق بداخلها سببها تلك الكعكة التي يجب أن تفاجئ جدي لم أحضرها نسيتها بالثلاجة ، كنت أفكر في أفضل قناع لأرتديه و أقابلها به لكن لم أجد سوى الملامح المندهشة و المفزوعة بسبب شيء ما و لأن عقلها يتنتمي لكوكب المريخ علمت ما فكرت به... لذا أظلمت ملامحها و خاطبتني بنبرة باردة و هادئة أنه السكون قبل العاصفة يا سادة فاربطوا الأحزمة....
أنت تقرأ
قنبلة تحت سقف بيتي
Comédie«أقِفُ مَكْتُوفَ الأيْدِي دَاخِلَ هذا السِجْنِ، أُرَاقِبُ بِصَمْتٍ الكَارِثَةَ التي أمَامِي، أُشَاهِدُ أَرْقَامَها تَتَغَيَرُ بِانْتِظَامٍ كَما لَوْ كَانَت تَتَرَاقَصُ عَلى أنْغَامِ عَدِّها التَنَازُليّ، أنْتَظِرُ انْتِهاءها خَاضِعًا كَيْ تنهِيَ أمْ...