20

301 40 34
                                    

"عليكَ الحُضور!" هتف بوجهه وقد إنحنى على المكتب بكلتا ذراعيه. رفع الآخر ناظريه نحوه ببرُود قبل أن يُعيد رأسه بين الأوراق التِي بين يديه.

"لن آتي يا نايل." أجابه بجمُود وبنفس الجواب. قطَّب نايل حاجبيه وقبض على يديه بقُوة ليجذب ياقة قميص الآخر بقوة إليه. حدَّق في عينيه البُنيتَين.

"إنها في المشفى يا معتُوه! وكم مرة عليَّ أن أخبرك بأنني كذبتُ عليك؟ لقد كذبت.. لأنني أحببتها! والآن هِي كليًا لك! هي تحتاجك ليام!" بصق حديثه بغضب مكبوت، لينزع الآخر نظارته وينظر إليه بذاتِ اللامبالاة.

"لقد فعلت ما فعلت! طلقتها، لا أريدها.. خذها أنت. إنها لا تعني شيء بالنسبة إلي!" فكَّ قبضتي نايل عن قميصه ونفض عنه ليجلس على كرسيه بهُدوء.

"لماذا تزوجتها؟ لمـاذا؟ أأنتَ معتوه حقًا؟ تستغلها؟ وحينما تسمع شيئًا كاذب عنها تتركها؟! أتعلم! أنتَ لا تستحقها بتاتًا!"إنتهى بنايل يصرخ في وجه ليام، الذِي ظل ساكنًا.

"هذا ليس شأنك هوران." ردَّ عليه وأخفض بصره للأوراق التي بين يديه. إستكان نايل للحظة ثم خطى للباب.

"إذا كنت تكترث حقًا لأمرها، إن أحببتها حقًا ولو للحظة.. إذهب للمشفى بحق الله." إختتم حديثه بإنغلاق الباب الخشبي خلفه. رفع ليام رأسه ونزع نظارته وتطلع للباب حيث لاح له شبح ليليآن.. زمَّ شفتيه وعاد يقلَّب الأوراق بين يديه.

لحظاتٍ حتى إنغلق الباب من جديد وبات المكتب فارغ.

"كريستين، أنا خارج! ألغي كل شيء ودعيه لجورج!" تحدث عبر هاتفه وهو يُشغل محرك سيارته وينطلق للمشفى الذِي سجله نايل وتركه عند السكرتير. قاد من لندن إلى بارنارد كاستيل بلا توقف وإستغرق في الطريق نصف ساعة.

ركن سيارته الهونداي عند المدخل وسار بخطى مُسرعة للإستقبال.

"ليليآن باين؟" سأل الموظف، الذِي راح فورًا يبحث في القائمة على شاشة الحاسب.

"الطابق الثاني الغرفة c-23" أجابه ليهرول ليام إلى المصعد المفتوح بابه، نقر على الطابق الثاني وتطلع للباب الحديدي بصَمت.

خطى للخارج وسار في الممر الأبيض يجول بعينيه على أبواب الغرف المغلقة، ليجد مُبتغاه. تقدَّم ببطةء وقبض على مقبض الباب بتريث. هو يعلم ما قال له نايل، إنهيارها.. كإنهيارها السَّابق حينما كانت في السنة الأخيرة من الثانوية.

دفع الباب للخلف وخطى للداخل. تهشم قلبه فورَ ما وقعت عيناه الدافئة كالشوكولاتة عليها، على ذلك الجسد الممدد بإعياء على السَّرير. رَّقت نظراته لها وتقدَّم للسرير.. إنحنى قريبًا منها وأزاح لفائف شعرها عن جبينها ببطىء.

ألوَان الشَّفق || L.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن