بقيت على السَّرير وعاد لويس يحمل الصينية ليضعها على الطاولة ويجلس بجانبي، أحاط كتفيَّ بذراعيه في عناق لطيف.
"أأنتِ متأكدة من أنكِ بخير؟" سألني بعدما أن لاحظ بأن يدي لا تمتد للطَّعام الذِي أعددتهُ أمي من أجلي. أومأت بهدوء.
"لا أعلم لمَ رحل! لقد أخبرني الرفاق الذِين كانوا معه تلك الليلة بأنه شرب كثيرًا، ثم تلقى إتصالًا ليجيب عليه في الخارج.. ليعود للمنزل." كررتُ كلامي وأنا أشعر بإحتراق يضطرم في صدري. شد عليَّ لويس وجذبني إليه.
"لا تقلقي، سيعُود.. إنهُ يحبك. لابد من أن هناك شيئًا قد حصل." حاول طمأنتني وقد عاد نشيجي المكبوت.
"لقد ترك خاتمه يا لوي! لقد هجرني!" هتفتُ بضعف وأنا أحيط ظهره بكلا يدايَّ في خيبة وإنكسار. هسهس لويس وهو يمسد يده على ظهري بحركة مُتعاطفة.
"هشش، لا تبكي. سيتضح كل شيء.. لا بأس، لا بأس." ووسط حديثه وجدتني أجهش بالبُكاء للمرة الألف منذ يومَينْ. راح لويس يدندن علَّ بُكائي يخفت.
"لا داعي للبكاء. سيندم، وسيعود..صدقيني." أردف بحنان واضح في صوتِه المبحوح. قبضت على قميصه من الخلف وإشتدَّ بكائي.
"لقد رحل بسبب ذلك الإتصال!" أخبرته وسط بكائي بصوتٍ متقطع. عُدت أفكر بقوة في المكالمة التي قد تكون سببًا في رحيله.
"شخص ما.. أخبره شيئًا! شيء بشع جعله يتركني!" هتفت بصوتٍ أعلى وعاد جسدي للإنتفاض بين ذراعي لويس.
"اهدئي يا ليلي..إهدئي!" تحدث لويس بسرعة وهو يمسك وجهي بين يديه، يمسح دموعي الحارة المالحة.
"سنبحث في هذا الشأن وسنتواصل مع ليام.. لكن الآن عليكِ أن تهدئي!" بات صوتُه محملًا بالجدية والشفقة. أومأت له بينما إستمرت عيناي بالبُكاء بصَمت.
"جيد." غمغم وهو يمسح دموعي، ثم إنحنى ليحمل صحن الغداء والملعقة.
"تناولي طعامكِ إذًا." تحدث وهو يقلب الحساء ببطىء قبل أن يضعه بين يداي. إبتدأتُ بشرب الحساء الدافىء والحريق في قلبي لازال يحرقني، يوجعني، وينهيني!
بقي لويس يراقبني للحظات قبل أن يتجه نحو الصينية ويسكب لي عصيري المفضل البارد ليهديه لي بعدما أن حمل الصَّحن لأتجرع العصير مرة واحدة مبردًا حلقي الذِي غدى حارًا بفعل الحساء.
"جيد..أحسنتِ." إمتدحني لويس ببشاشة على وجهه. أعاد الكأس للصينية وحملتُ أنا الصحن لأكمل حسائي.
رنَّ هاتفي في حقيبتي، نهضتُ من على السَّرير وإتجهت للمنضدة البيضاء لأجلب هاتفي. أومأ لي لويس قبل أن يخرج من الغرفة معطيًا لي خصوصية.
![](https://img.wattpad.com/cover/104356966-288-k584284.jpg)
أنت تقرأ
ألوَان الشَّفق || L.P
Fanficهَذِهِ الرِّوَاية مُهدَاةٌ إِلَى: @SabaaAhmedJ - حينها أدركتُ تمامًا بأنني اتخذتُ القرار الصَّحيح في حياتِي. بإعجابِي به منذ أول مرة رأيتهُ فيها، بالوقوع فِي حبه، بالتمسكِ به بالوقوع أكثر من مرة فِي حبه وكل مرة أجمل من سابقتها.. وبالزواج مِنه وأخذ ن...