14

293 47 16
                                    

دفع باب المَنزل ودخلنا، أبقيتُ بصري للأرض حِينما إقتربنا من غُرفة المعيشة وقد توضح صوتُ المُذيع في رياضة الغُولف التي تُجرى حاليًا.

"ليلي!" إستدار نايل بإبتسامة سُرعان ما تلاشت فورَ ما وقع بصره على ليام. نهضَ سريعًا وعيناه قد نصبتا على عينا ليام.. كأسدٍ يتربص بعدوه.

"ما الذي تفعله هُنا؟" سأله وقد تلاشت الحيوية التِي عانقت صوته قبل قليل. شد ليَام على خصري وقرَّبني إليه وسط نظرات نايل.

"جئتُ لأشكرك لأنكَ بقيت برفقة زوجتي." أجابه ليَام، لتحل فترة صمت ثقيلة وهُما يتبادلان نظرات قاتلة.

"حقًا؟ لا شُكر على واجب إذًا طالما هي ستبقى معِي." هاجمه نايل بالحَديث ساخرًا. زمَّ ليام شفتيه لبُرهة قبل أن يتطلع من جديد إلى نايل بهُدوء تام، بهُدوء ما قبل العاصفة.

"تبدو بحالٍ جيدة نايل.. لا تحتاج إلى رفقة ليليآن بعد الآن. تستطيع أن تتكفل بنفسك إذًا." ردَّ عليه، ليرفع نايل حاجبيه مستغربًا.

"وماذا إن أخبرتُك أنني لا زلت أريدها أن تبقى؟ لأن هذا هو مكانها.. هُنا." تذمر نايل والنظرات التي يتبادلانها تزداد شررًا.

"عفوًا هُوران، أهي زوجتكِ أم زوجتِي؟" عارضه ليام وقد شد على خصري ليتراجع حتى يخرج من المنزل. تقدم نايل وأمسكني من ذراعي الأُخرى ليشدني إلى صدره الصَّلب.

"وإن كانت زوجتك على ورق، فهل أنتَ تحبها حتى كزوجة لك؟!" قهقه نايل بمَرارة وهو يجعلني خلفه، يخبئني عن ليام. زفر ليام بصوتٍ مسموع وأغمض عينيه للحظة قبل أن يفتحهما ويحدق في نايل.

"هُوران، كفاكَ لعب أطفال.. دعني آخذ زوجتي وأعود للمنزل." أردف ليام حازمًا موقفه. ليقبض نايل على يده ويصر على أسنانه.

"بكل بساطة تأتِي تطالب بها بعدما أن علمت أنني أطمع بها؟ يالك من إنتهازي!" علَّق نايل ضاحكًا بجُرح.

"نايل.." دوى صوتُ لويس وهو يقترب لغرفة المعيشة. ليقع بصره على ليام.

"ما الذي تفعله هُنا باين؟" إنطلق صوتُ لويس بحقَارة واضحة وهو ينظر بإشمئزاز نحوه.

"أريد أخذ زوجتي لا أكثر." أجابه ليام ببرُود أعصاب ونايل لا زال يخبئني وراء ظهره. دوت ضحكة لويس السَّاخرة فجأة جاعلة منا نندهش ونتطلع إليه.

"إلهي! آلان رغبتَ بها؟ أنتَ أخرق ليام!" بصق لويس حديثه بغضب مكبوت. ليقترب لويس من ليام ويجذبه من قميصه.. كاد ليام أن يضرب لولا أن نايل شده إليه ليقبض ليام على طرف قميص كلٍ منهما وثلاثتهم يحدقون في بعضهم بنظرات تصدر لهبًا.

"رفاق!" إنطلق صوتِي أخيرًا لينظر ثلاثتهم نحوِي.

"توقفوا أرجوكم." تابعتُ بلطف، ليزفر نايل بضيق ويلتفت بوجهه بعِيدًا عنِي ويفلت ليام.. فيُقلب لويس عينيه على فعل نايل ليترك ليام من قبضته. أرخى ليام آخرًا قبضتيه من كلا قميصهما. خطى نايل مبتعدًا موليًا لي ظهره.

"إذهبي! غادري حالًا" صرَّح نايل وهو يخرج من غرفة المعيشة مخفيًا وجهه بذراعه.

"إذهبي معه ولا تعودي!!" صرخ فجأة. لأجفل وأخرج برفقة ليام الذي ظل صامتًا. بينما تقدم لويس نحو نايل ليُواسيه وهو يلعن تحت أنفاسه.

أغلقتُ الباب من خلفي وصُورة ظهر نايل مواجهًا لي لم تغادرني. وجدتُ سيارة ليام أمام المنزل وقد فتح الباب لي بإبتسامة، لم استطع أن أبادله لذا صعدتُ بصمت وربطت حزام الأمان ليجلس ليام على مقعد السَّائق وينطلق مبتعدًا عن منزل نايل. إنزويتُ في قوقعة صمت مما حدث هذه اللَّيلة، مجىء ليام، القُبلة.. الشِّجار الموشك على الحدوث بين ثلاثتهم، وآخرها طرد نايل لي من منزله.

إقتربنا من فُندق كلايتون كراون وقد تزين بأضوائه الخلابة. توقفنا عند المدخل ليفتح لي الموظف الباب، ترجلتُ من السَّيارة وصُراخ نايل لا زال يتبدد في أذناي. دخلنا للدَّاخل ليسير ليام نحو المصعد فأتبعه بهُدوء.. توقف المصعد عند الطابق التاسع عشر وأنا أتحاشى النَّظر إلى وجه ليام مُنذ أن دخلته.

تقدمنِي وأخذ بيدي في يده بلُطف.

"لا تُشغلي بالكِ بما حدث الليلة، حسنًا؟" إستكانت عيناهُ على عينيَّ برجَاء. لأومىء برأسي عاجزة عن الكَلام. سرنا في الممر الفَخم الواسِع حتى توقفنا عند باب لجناح. أدخل ليام البطاقة بمكانها المُخصص ليدفع الباب للخلف. ثمَّ وضع البطاقة في مكانها حتى تشتغل الكهرباء فورًا في الغُرفة.

غُرفة المعيشة كانت واسعة، مفتوحة على جميع الغُرف الموجودة في الجناح، حتى الشُّرفة! تزين الجُناح بألوان من البُني إلى الذَّهبي الملكي بشكلٍ خلاب. أيعنتُ النَّظر للشُرفة التي تطل على الجسر من البعيد. ثُم جلتُ ببصري حتى ذهُلت من وجه ليام الذِي بقي ينظر نحوِي.. طوال الوقت كما يبدُو.

"هل أعجبتكِ؟" سألني وقد امتزج صوته العميق بالدفء والحِنية. أومأت لأشعر بذراعه تحاوطني وتجذبني إليه سريعًا.

"إنها..جميلة." أخبرته بتوتر واضح. ليبتسم ببطىء وهو يتفحص وجهي.

"أنتِ أجمل ما رأته عيناي." أجابني فورًا لأشعر بوجهي كُتلة كلون الطماطم. هربت ضحكة لطيفة من حنجرته سريعًا. إستقرت يده الحُرة على وجنتي ليضغط عليها بحنية.

"لا تقلقي بخصوص نايل، كل شيء سيكون بخير.. أعدكِ." أضاف بجدية لأومىء برأسي للمرة الثالثة لهذا اليَوم. وعلى حين غرة كانت شفتيه فوق جبيني في قُبلة مُحببة، تسببت بتحليق قلبِي إلى البعِيد!

ضمنِي إليه ولم يفلتني.. حيثُ ما عاد لأي شيء يثير القلق أهمية وأنا بين ذراعيه طوال اللَّيل.

ألوَان الشَّفق || L.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن