الجولة الثانية

3.1K 153 1
                                    

جلس برفقه الجميع فى غرفه الجلوس يتبادل وعمه أنس الحديث .. ذلك الغافل عن نظرات الإعجاب المستتره التى يمطر بها شيري بين الفينه والأخرى .. وضيق الأخيرة الغير غافله عن تلك النظرات .. ماباله ذلك الوقح .. ألا يخجل  ،،
تاففت شيري بضيق ثم قاطعت الحديث وهي تحاول رسم ابتسامة دبلوماسية علي ثغرها
" أمى يبدو ان الغداء سيتأخر  .. سأذهب لغرفتى لقد سئمت "
التفتت لها زهرة ورمقتها بنظرة عاتبة خفية عن الأعين ،،
" لا حبيبتى إجلسي بصحبتنا قليلا فقط .. حتى تنتهي عزيزة من إعداده "
توقف رامي عن الحديث .. متجاهلاً الرجل الأكبر سناً .. التفت يرمق شيري بطرف عينه .. لن يتركها تذهب بهذه السرعة .. لم تتاح له فرصة الحديث معها بعد .. لقد كان يستمع لوالدها بانتباه غير حقيقي .. وعقله مع تلك الفاتنة التي تثير بداخله مشاعر جديدة عليه .. لم يعتد التجاهل ، لم تتجاهله امرأة من قبل ولن يحدث .. إعتدل فى جلسته ليواجهها هاتفاً باهتمام  " ماذا تدرسين يا شيرى ؟ "
نظرت له بحقد ثم هتفت من بين أسنانها " انا فى السنه الثالثه من كليه الهندسه "
رفع حاجبه بإعجاب وعيناه تلتهمان ملامحها بنهم " مممم ممتاز " ثم ضيق بين حاجبيه ،، " اتحبين الدراسه ؟ "
نظرت له بسخريه وهي تعقد ذراعاها أمام صدرها ..  لقد طفح الكيل .. اجابته بحدة  ،، " ليس الجميع مثلك "
نظر لها والدها بغضب وهتف " شيري "
إستوقفه رامى وابتسم له ثم نظر لها .. لقد أعجبته اللعبة التي تلعبها معه تلك الصغيرة  " انا أيضا خريج هندسه ان كنتى لا تعلمين ومن أعرق جامعات الولايات المتحدة "
نظرت له من أسفل لأعلى هاتفه باستهزاء  " ولما لا يبدو عليك إذا "
إبتسم رافعاً إحدي حاجبيه بثقه وتسائل " وكيف يجب أن أبدو ! "
نظرت له بضيق .. ثم أشاحت بوجهها عنه ولم تجيب فاردف بمزاح
" لم أكن أعلم انه لابد لخريجى هندسه ان يبدون بشكل معين " ثم نظر لها نظرة تقييميه " وانتِ بالنسبه لى لا تبدين الا كطالبه فنون جميله أو اى جامعه أنثويه أكثر "
ثم غمزها " الهندسه لا تليق بكِ "
طحنت اسنانها بغيظ .. لولا وجود والدها لحطمت فك ذلك اللعين .. لذلك هتفت باستنكار
" وبمن تليق اذا ثم اشارت نحوه محركه سبابتها لأعلى وأسفل ... بك انت ! "
إستغفر أنس ربه سراً .. يعرف ابنته حق المعرفة وذلك ما يخيفه " فليكفى هذا " ووجه حديثه لزوجته المرتبكة " أين الغداء "
أومأت زهره برأسها بسرعة وقد فهمت مقصد زوجها .. ثم نادت عزيزة ،،،
------------------------------------------------
غريب أمر الإنسان .. ينجذب لكل ما هو ممنوع بدعوى الرغبه به .. الرغبه فى التغيير فى كسر حاجز ما بينه وبين ذاته .. كانت له كتحدى منذ الوهله الأولى .. لم يقابل فتاه فى حياته أظهرت سخطها الغير مبرر من وجهه نظره له .. نوع جديد من الفتايات ولن يهنأ له بال حتى يكسر ذلك العنفوان الصارخ بعينيها ،،
انتهى الغداء الكارثي علي خير أخيراً .. وقفت شيري و استأذنت وعادت لغرفتها بهدوء
أغلقت باب غرفتها وزفرت بضيق .. يبدو ان الفتره القادمه لن تمر مرور الكرام وذلك الرامى الوقح يمطرها بنظرات الإعجاب ولا يبالى بحضور والدها
جلست على حافه فراشها ممسكه طرفه  وعيناها شاردتان فى الفراغ ،،
أفاقت من شرودها على رنه هاتفها .. نظرت للرقم وابتسمت هاتفه لنفسها " فى وقتك كالعاده كأنك تشعرين بي "
فتحت الخط وهتفت " مروة "
أتاها صوت مروة مازحه " اكنتى تضعين يدك على زر الرد قبل ان اتصل أم ماذا ! "
تأففت شيري وهتفت بحقد وعيناها شاردتان في الفراغ أمامها " لا حبيبتى اريد ان أضع أصابعى فى عين أحد الأشخاص فقط "
شهقت مروة بفزع مصطنع " اتريدن فقئ عينى يا شيري .. لا سامحك الله "
ضحكت شيري بانطلاق " لا اتكلم عنك يا بلهاء "
ضيقت مروة عينيها وتسائلت بخفوت حذر " عن من إذا ؟ "
تنهدت شيري بضيق " عن ذلك الوغد روميو "
مروة ببلاهه " من ! "
شيري موضحه " انه ابن صديق والدى ، شاب مدلل ..  لا أعلم كيف انهى كليه ككلية الهندسه من الأساس
إستوقفتها مروة هاتفة بعدم فهم " انا لا أفهم أى شئ .. عن أى روميو تتحدثين "
شيري بنفاذ صبر " قلت لكِ ابن صديق والدى .. جاء من الولايات المتحده اليوم .. وسيقيم عندنا لفترة " ثم تأففت " تخيلى ذلك الوقح يمطرنى بنظرات الإعجاب غير مكترثاً لوجود أبى "
ضحكت مروة بانطلاق " يال المصادفه وأيضاً إسمه روميو ! "
شيري موضحة " إسمه رامى ،، انا من أطلقت عليه لقب روميو بسبب أفعاله "
قهقهت مروة باستمتاع وهمست وكأنها تتذوق الكلمات " هممم روميو وشيرويت "
شيري ببلاهه " ماذا ! "
مروة مستدركة "لا عليكى.. وماذا ستفعلين ! "
شيري بمكر " سترين "
مروة ضاحكه " اذا الفاتحه مقدما على روح الفقيد "
------------------------------------------------
انتهى اليوم وذهب كل الى غرفته .. دلف رامى الى الغرفه التى خصصتها له زهرة .. تلفت حوله بإعجاب ثم تقدم وفتح الدولاب .. كانت زهره قد اعدت له ملابسه  بعنايه .. ابتسم بامتنان واختار ما سيرتديه ودلف الى حمام الغرفه ،،
كانت شيري قد تحركت على أطراف أصابعها مقتربه من الغرفه ... تلفتت حولها بحذر .. وضعت اذنها على الباب .. وانصتت بتركيز ..  حتي إسمتعت لصوت باب الحمام يغلق ،،
فتحت باب الغرفة بحرص ونظرت فى الممر حولها ثم دلفت علي أطراف أصابعها ،،،
رشت المسحوق الأبيض على السرير سريعا .. ثم اسرعت لخارج الغرفه .... نظرت للعلبه بيدها  وقرأت المكتوب (بودره عفريت ) ثم حركت حاجبيها بشقاوة وغادرت مسرعة الى غرفتها .. بعد أن نظرت لباب الحمام المغلق بنظرة متشفية ،،
خرج رامى بعد ان حظى بحمام انعش بدنه .. صفف شعره سريعا وتقدم من السرير فقد كان يوم مرهق بحق ... القى بجسده المنهك علي الفراش وعقد ساعديه خلف رأسه ناظرا للسقف .. سارحا فى عينان بلون الفضاء الشاسع .. وابتسامه خلابه تأسر القلوب .. ابتسم بجذل وحرك انامله فى خصلاته الرطبه .  ثم أطفأ النور وإعتدل مناشدا النوم ،،
تململ فى نومته فاركاً كتفه .. تقلب على جانبه الآخر وبدأ يفرك جسده بعنف .. حدث نفسه " يا الله هل اصابنى تغيير الجو بحساسيه أم ماذا ؟ "
حاول مجددا النوم بلا فائده .. لازالت الحكة تؤرق مضجعه .. ساعات يحاول النوم بلا فائده  .. إعتدل فى جلسته وأضاء النور بجانب سريره .. فرك راسه بضيق ناظراً حوله ثم إستند بذراعاه على حافة الفراش ... حبيبات تنزلق تحت يده .. ضيق بين حاجبيه ورفع يده ناظراً لها .. وجد حبيباب لمسحوق أبيض لا رائحة له  .. نظر له بشك لوهله ثم كز على اسنانه بإدراك وهتف من بين أسنانه " هكذا إذا يا شيرويت " .. ثم ابتسم بشراسه وأردف  " انتى من أعلنتى الحرب ورامى لا يخسر أبداً "
------------------------------------------------
فى الصباح ،،
نزل أنس الى حجره الجلوس مبكراً فوجد رامى جالساً يرتدى ملابسه إستعدادا للخروج .. ابتسم له بسعادة "
ما هذا النشاط يا ولدى .. يبدو ان شهاب ظلمك فيما قال "
ابتسم له رامى .. قبل أن تتبدل ملامحه للضيق المصطنع " صباح الخير يا عمى .. اجل ابى دائما يظلمنى هكذا "
أومأ له أنس موافقاً واضاف بجدية " كنت سأتركك اليوم ترتاح .. ولكن يبدو انك مستعد للعمل "
ابتسم رامى بغيظ واردف فاركا يديه بوعيد  " نعم  مستعد جداااا " .. وحول نظره الى السلم الذى كانت شيري واقفه عند أوله تستمع لحديثهم وابتسامه انتصار مرتسمه على ملامحها سرعان ما تلاشت بعد جملته ونظرته الأخيره نحوها ،،
تقدمت منهم وقبلت والدها على وجنته متجاهلة لذلك الغاضب بجواره وتسائلت ناظره حولها " أين أمى ؟ "
أنس " فى المطبخ تعد الإفطار مع عزيزة "
أومأت له بابتسامه وسرقت نظره عابره جهه ذلك الذى يكاد ينفجر غيظا بجانب ابيها
انهى الجميع تناول الإفطار فنهضت مسرعه " سأذهب الى الجامعه وإختفت من أمامهم 
نهض رامى خلفها مسرعاً فنظر له أنس بتساؤل " الى أين؟ "
رامى وهو يغادر " شبعت سأنتظرك فى الخارج عماه "
واسرع من أمامهم .. نظر أنس لزوجته بتساؤل .. فرفعت كتفها بمعنى لا أعلم ،،
لحق بها قبل أن تركب سيارتها وأغلق الباب مقترباً منها وهمس من بين اسنانه " بودره عفريت ها !! "
شمخت بانفها وعقدت ساعديها امام صدرها بلا مبالاه فأردف " هكذا إذا الإستقبال فى مصر ممممم "
ثم أردف بشراسه " انتظرى رد الهديه قريبا " ثم غمزها وانصرف تاركا لها فارغه الفاه ناظره فى إثره بوجل
------------------------------------------------
دلف رامى وأنس الى مكتب الأخير .. وسط نظرات الإعجاب التى أمطرته بها الفتايات والتى لم يغفل عنها بالطبع
جلس أنس خلف مكتبه وأشار له بالجلوس
قبل أن يتكلم " انظر يا بنى انا رجل عملى أحب عملى جدا وأحب من يعطى العمل حقه ... بدون كثره حديث لقد سمعت من والدك عن عدم التزامك وهذا يقلقنى .  أريدك ان تعتبرنى كصديق لك " ثم أرجع ظهره للخلف " أعلم ان الإبن قد يخشي الإفصاح بدواخله لوالده " ثم اردف غامزا : " ولكنه يستفيض بالشرح لصديقه اليس كذلك ؟ "
إبتسم له رامى متفهماً وأومأ برأسه ايجاباً
بادله أنس الإبتسامه وتابع " لم أشأ ان اتحدث معك فى الأمر فى المنزل .. فضلت الحديث معك على انفراد " ... ثم مال بجسده على سطح مكتبه وعقد كفيه " انظر يا بنى ... أنا كنت مثلك "
نظر له رامى بشك فابتسم له أنس وأومأ براسه شارحاً : " نعم انا كنت وحيد أبوى . كنت الفتى المدلل معشوق الفتايات ولكن " ثم ظهر الاسي على ملامحه " بعد ان توفى والدى وجدت نفسي وحيدا وسط السوق .. لا أعلم شيئا .. حرفيا يا ولدى لقد كاد السوق يبتلعنى لولا جدك رحمه الله "
نظر له رامى بذهول فأومأ له " أجل جدك كان له الفضل على بعد الله كان صديق والدى وقد أوصاه والدى بى والحق يقال لم يتركنى لحظه هو أو شهاب "
ثم نظر له بحنان " أعلم يا ولدى ما تمر به من ضياع .. لا اريد منك فعل شئ سوى فقط ان تستمع لنصائح ذلك العجوز أمامك وتعتبرنى صديق لك فهل تقبل ؟ "
إبتسم له رامى وأجابه بصدق " بالطبع ،، انا لم أكن أعلم انك تعرف جدى الذى لم أقابله فى حياتى .. ولكنى كنت استمع لحكايا والدى عنه رحمه الله . وأنا أعدك عمى ان أحاول "
إبتسم له أنس بدوره " وهذا فقط ما أريده منك "
ثم إعتدل فى جلسته وضغط الزر بجانبه .. لم تفت دقيقة حتي طرق باب المكتب  واستأذنت السكرتيره للدخول ،،
بعمليه حدثها أنس " خذى السيد رامى الى مكتب السيد شهاب " ثم أردف بتساؤل " لقد انهوا تجهيزه أليس كذلك ؟ "
اومأت له الفتاة ونظرت بطرف عينها لذلك الصارخ الوسامه بجوارها .. أنس " جهزى أيضاً المكتب المجاور لأن شيري ستبدأ تدريبها معنا بعد ان تنتهى من اختباراتها "
نظر له رامى بصدمة " ماذا ! "
اومأ له أنس بابتسامه " هيا الى عملك لا تضيع الوقت " ثم رفع إصبعه محذرا  " ولا اريد اخطاء "
------------------------------------------------
عادا من العمل فكانت زهره فى استقبالهم
تلفت أنس حوله " هل تقرأ الساحره الصغيره ! "
ضحكت زهره " لا ولكنها لم تعد بعد لقد هاتفتنى لان لديها كورس بعد الإختبار " ثم نظرت لساعتها " ساعه وتكون بالبيت "
إبتسم رامى بمكر وتحرك مستأذنا " ساذهب لأبدل ملابسى وأعود من بعد إذنكم "
أنس " تفضل بني "
صعد رامى الى غرفته ودلف للحمام ثم بدل ملابسه وخرج على أطراف أصابعه ....
تحرك فى الرواق باحثاً عن غرفتها.... حتي وجدها ،،
دلف الى الغرفه وجال بنظره بها .. غرفه انثويه لا تليق بتلك مدعيه الأنوثه ابتسم ساخرا محدثا نفسه " من تلك مدعيه الأنوثه يا أبله .. انها شعله من الانوثه .. ولكنها تخفيها خلف مظهرها الشرس اللا مبالى " .. نفض راسه وتحرك فى الغرفه باحثا عن شئ ما ،،،
بحث بسرعه فى جميع أغراضها حتى وجد ضالته
ابتسامة مشاكسة شقت ملامحه .. دار بعيناه في الغرفة حتي توقفت عيناه علي دولاب ملابسها .. رفع حاجبه بخبث وهو يقترب من هدفه .. ثم أنهى عمله وانصرف
------------------------------------------------
عادت مرهقة من الخارج فوجدت الجميع فى غرفه الجلوس ،،
تقدمت منهم بابتسامه وألقت التحيه ثم جلست بأحضان أبيها كعادتها
أنس " كيف كان الإختبار اليوم يا إبنه أبيكى "
إبتسمت له وهتفت بفخر " كالعاده يا أبى طبعا إطمئن "
ربت أبيها على رأسها بحنان وأردف قارصاً وجنتها " هيا إذا الى غرفتك بدلى ملابسك حتى ينتهى الغداء "
إبتسمت له مقبله وجنته .. ثم أقبلت على أمها مقبله وجنتها كذلك .. ونظرت لذلك الجالس بإشمئزاز وانصرفت غافلة عن النظره العابثة التى رمقها بها ،،،
------------------------------------------------إلتف الجميع حول طاوله السفره وشرعوا فى تناول الغداء
أخذت تتململ فى جلستها اثناء تناول الغداء فنظر لها بجانب عيناه محاولا كتم ضحكته
حكت ظهرها بيدها واكملت غدائها.......
جلس الجميع بعد الغداء لمتابعه إحدى المسلسلات
كانت شيري تحك جسدها كل فينه واخرى .. لا تفهم ما يحدث لها .. لقد تحممت للتو .. لايمكن أن يكون ما يحدث لها بفعل العرق ..
نظرت نحوه فجأه فوجدته ينظر لها بنظره ماكره وابتسامه لعوب تعلو ثغره ،،
ضيقت بين حاجبيها بشك .. فوجدته يحاول كتم ضحكاته
هبت واقفه وإستأذنت لترتاح قليلا قبل ان تبدأ فى مذاكرتها .. قام بدوره زاعما حاجته للنوم .  وبعد ان إبتعدوا عن أبويها اسرع ليسير بمحازاتها وأردف مائلا عليها ونظره لأعلى السلم ،،
رامى " لا تتلاعبى مع مستر اميركا مجددا يا ... شيري " ثم غمزها " أصبحنا متعادلين الآن "...
وارتقي درجات السلم ضاحكا .. تاركاً لها تتوعده فى سرها  ،،،،

روميو وشيرويتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن