الجولة الخامسة

2.3K 146 1
                                    

عاد لغرفته لا يعى ما دهاه كيف لم يستطيع التحكم فى نفسه أمامها وهو من مر بالكثير وقابل الكثير والكثير من النساء لم يفقد سيطرته على نفسه مع أى منهن ... لعن غباؤه وتسرعه ... إقترب من الباب منتوياً العوده والإعتذار منها ولكن كرامته أبت ... جلس على طرف فراشه واضعاُ رأسه بين يديه ... مسح وجهه وخلل شعره بانامله بضيق وهمس محدثاً نفسه : ماذا تفعلين بى شيري !!!
------------------------------------------------
مرت ثلاثه أيام على تلك الحادثه ... لم يقترب منها ولم يحاول الحديث معها أو حتى مشاكستها كعادته بقدر ما أراحها ذلك البعد وأعفاها من حرج التعامل معه بعد موقفه الأخير معها بقدر ما أثار ضيقها الغير مبرر .....
ذهبت لمكتب والدها كحالها كل يوم بعد انتهاء العمل ليعودا للمنزل سوياً فهو منذ تلك الحادثه فوجئت به يستأذن والدها أن يذهب ويعود بمفرده بحجه حاجته ليتعرف أكثر على البلد حتى العمل يرسله لها مع تلك المتأنقه على الدوام  ... زفرت بضيق وهمت بطرق باب مكتب والدها
اتاها صوت تلك المتخذلقه : السيد أنس فى غداء عمل وطلب منى ابلاغك بذلك
شيري من بين أسنانها : ولمَ لم تبلغينى قبلاً
رفعت الفتاه كتفاها بلا مبالاه وأشارت للاوراق المتناثره فوق مكتبها : كما ترين مشغوله فى الكثير من العمل 
نظرت لها شيري بحقد وتناولت هاتفها وطلبت رقم والدها ...
شيري : أبى لمَ لم تخبرنى بانى سأعود بمفردى اليوم !
أنس : آسف حبيبتى لم اجد متسعاً من الوقت لأخبرك
شيري بضيق : لا عليك أبى سأذهب بمفردى
أنس هاتفا : ولمَ ! لقد أرسلت منير لاصطحابك ألم يأتى بعد
شيري : لا أبى لم .....ثم قطعت كلامها واردفت : ها قد اتى يا أبى ساذهب الآن
إقترب منير باعتذار : عفوا شيري الطريق كان مزدحماً والمسافه من النادى طويله
نظرت له متفحصه ملابسه الرياضيه وشعيراته القصيره المتناثره فوق جبهته بفوضويه محببه ... ولمَ لا وهو فتى النادى الأول وبطل الجمهوريه فى الإسكواش للثلاث سنوات السابقه ... ومن هيئته تلك يبدو انه أنهى أحد مبارياته للتو ...
قاطع تفحصها صوته الساخر خلفها : أنرت يا سيد منير
يا الله لكم إشتاقت لصوته ونبرته الساخره تلك ... إلتفتت له محاوله إخفاء لهفتها ... فتحت فمها لتتكلم وأطبقته مجدداً ... تلاشت الكلمات أمام وسامته الصارخه نظرت له بتفحص لم تستطع اخفائه ... لقد استطالت لحيته بعض الشئ وقصر شعره ... حدثت نفسها : يا الله ما هذه الورطه هل إزدادت وسامته أم ماذا !!
رفرفت بأهدابها وحاولت إخفاء تأثرها به ثم وبلا وعى منها تأبطت ذراع منير الذى نظر لها بابتسامه وربت على أناملها برفق ... تسمرت عيناه على كف منير المحتضن أناملها و انتفخت أوداجه ... رفع عينان مشتعلتان لهما وإقترب هاتفاً من بين أسنانه متناولاً  يده الممسكه باناملها مصافحاً : لا عليك سيد منير فأنا سأعود للمنزل الآن .. سأصطحب شيري معى وأذهب انت ثم أشار لملابسه بسبابته لأعلى وأسفل : وأكمل عملك
حاول منير الكلام فأزاحه رامى عن طريقه بهدوء مصطنع ودفعها امامه برفق هاتفاً : هيا شيري ... إبتعدا بضع خطوات فالتفت له ...
شيري محاوله إبعاد يده : لا سأذهب مع منير
رفع قبضته فى وجهها معتصراً لها وهمس قرب أذنها محذراً :أقسم إن لم تتحركى أمامى الآن لأجعلك تندمين . ثم حرك سبابته محذراً لا تختبرى صبرى أكثر
لم يكد يتحرك حتى فاجئته لكمه من منير الذى كاد يموت غيظاً من تصرفه المستفز ...
إرتد رامى على إثرها للخلف وكاد يفقد توازنه
منير هاتفاً بعصبيه : من تكون أنت لتحدثها بتلك الطريقه
إندفع رامى نحوه وامسكه من تلابيبه وهتف من بين أسنانه : لولا عمى أنس وإحترامى للمكان لأخبرتك من أكون بطريقتى ... تدخلت لإنهاء الحوار وابعدت رامى عنه وهتفت : يكفى هذا .. سأذهب مع منير ولا شأن لك بى ... ثم التفتت لمنير الذى نظر له نظره انتصار وحدثته : هيا بنا
إعتصر قبضته بضيق وهتف بوعيد : هكذا إذن يا شيري !!
------------------------------------------------
فى المساء فى فيلا انس المليجى
عاد أنس متأخراً من عمله على غير عادته فاستقبلته زهرة : لمَ كل هذا التأخير ؟
أنس جالسا بإرهاق : العمل يا زهرة وماذا غيره ....
زهرة وهى تجلس بجانبه : وما الأخبار؟
أنس : لقد اتممت الصفقه الحمد لله وسيقيم السيد أديب غداً فى أحد أكبر الفنادق إحتفالاً بإتمامها ثم إبتسم لها واكمل : حضرى نفسك
زهرة : انا ! لا انت تعلم لا أحب تلك الاجواء الصاخبه
أنس برجاء : سيأتى كل من رامى وشيري وأيضاً السيد فاروق وزوجته وإبنه منير ... لأجلى حبيبتى
أومأت برأسها موافقه بابتسامه فبادلها إياها ... نظر حوله ثم لها وأضاف : أين الأولاد ؟
زهرة : شيري فى غرفتها كعادتها تقرأ ورامى لم يعد للآن
هب واقفاً وتناول هاتفه وطلب رقمه
أنس : أين أنت !
رامى مبتعداً عن صوت الضجيج حوله : انا مع بعض اصدقائي عمى
أنس بضيق : ومن أين لك بهؤلاء الأصدقاء ثم أضاف بعتاب : ألم تعدنى ان تبتعد عن تلك الأجواء
رامى باعتذار : آسف عمى لقد خرجت لأرفه عن نفسي قليلا ... ثم أضاف بتساؤل : ماذا هناك هل عمتى بخير و .. شيري !
أنس بإدراك : لا عليك الجميع بخير ولكن أريدك فى أمر هام اليوم لا تتأخر سأنتظرك
رامى : حسناً سآتى بعد قليل
أغلق أنس الهاتف ثم نادى عزيزة التى اقبلت بابتسامتها المعهوده
عزيزة : نعم سيدى
أنس : أبلغى شيري إننى اريدها
أومأت عزيزة : حسناً وانصرفت .....
أقبلت شيري على والدها والقت بنفسها فى حضنه كعادتها .. بادلها اباها الإحتضان ثم جلس وأجلسها بجانبه ثم قرص وجنتها وهتف : ما أخبار إبنه أبيها اليوم
شيري بفخر : كالعاده يا أبى أقوم بكل ما كلفت به على أكمل وجه
ضحك انس وتسائل : وماذا كنتى تفعلين بغرفتك
شيري محركه كتفيها : لا شئ مهم
أنس : حسناً حضرى نفسك لحفل الغد فى فندق الفور سيزونز
شيري وقد عقدت حاجبيها باستفهام : ولمَ !
أنس بفخر : لقد أتممت اهم صفقه فى تاريخ شركتنا تعرفينها صفقه أديب الخولى رجل الاعمال المعروف
أومأت برأسها فأردف : وسيقيم هناك إحتفالا للتعارف على شركائه ولابد أن نظهر بأبهى صورة
أضافت زهرة بابتسامه حنون : وسيكون هناك السيد فاروق وزوجته ومنير
اومأت شيري بهدوء وصمتت قليلا ثم تسائلت بتردد : و و رامى هل سيحضر ؟
أنس : بالطبع سيحضر
------------------------------------------------
أوقف سيارته وسحب شهيقاً طويلاً وزفره بهدوء ثم ترجل من سيارته ...
دلف الى حجره الجلوس وألقى عليهم السلام متجنباً النظر الى تلك المنكمشه على نفسها بجانب والدها تنظر له بترقب
أنس بابتسامه ناظراً لساعته : جيد لم تتأخر
رامى بابتسامته الساحره وهو يجلس : لا أستطيع التأخر عنك عمى
أنس : حسناً إستعد لحفل غد للتعرف على شركاء السيد أديب
رامى ببشاشه : أتممت الصفقه !
أومأ له انس بابتسامه : نعم حضر نفسك لحفل الغد
هب وقفاً وهتف : بالتأكيد جاهز منذ الآن ثم نظر لها ثم اشاح بوجهه فى صمت .....
هب واقفاً : حسناً سأذهب لأنام لأنى مرهق جداً
وقف أنس بدوره : وأنا ايضاً .... تحرك الإثنان ونظراتها تلاحقهم حتى إختفا عن الأنظار
نظرت لها زهرة بحنان ثم أمسكت بذقنها مواجهه عينا إبنتها : ما بكِ ؟
شيري بتساؤل : ما بى أمى ؟
زهره بابتسامه : أنا من تسأل الآن أجيبينى ... أريد ان اعرف ما يقلقك فانتِ لستِ على طبيعتك منذ أيام ؟
شيري مشيحه بوجهها : لا شئ أمى
أعادت أمها وجهها نحوها وهمست مربته على وجنتها : أنا أمك أشعر بكِ أكثر من نفسك ... صمتت قليلاً ثم تسائلت بنظرات متفحصه : لمَ وافقتِ على منير وأنتى تحبين غيره ؟
توترت ملامح شيري وهتفت بذهول : أحب غيره !
زهره بابتسامتها الحنون : نعم تحبين غيره شيري
شيري بتلعثم : أنتى واهمه أمى
ربتت الأم على كتفها وأردفت وهى تهم بالوقوف : فكرى جيداً بنيتى لا تجعلى عنادك يدمرك  ثم تركتها وانصرفت
نظرت شيري فى إثرها ذاهله ..... خرجت بعد قليل الى حديقه الفيلا ممسكه هاتفها ثم تلفتت حولها وطلبت الرقم وانتظرت الرد
مروة بصوت ناعس : نعم
شيري : آسفه حبيبتى أيقظتك
مروة وقد أفاقت : شيري !
زفرت شيري : نعم
مروة وقد إعتدلت فى جلستها : ما بكِ ؟
شيري : أنا فى ورطه يا مروة
مروة : ماذا أى ورطه ؟
شيري ناظره لشرفه غرفته : أ أنا أحب
ضحكت مروة بشده وهتفت : أحببتِ منير بتلك السرعه ليس سهلاً أبداً منير أوقع شيرويت المليجى !!
شيري بضيق : أى منير بالطبع ليس منير
مروة بإدراك : لا تقوليها ... روميو !!
شيري بانزعاج : نعم نعم روميو أحبه يا مروة لا أعلم كيف أو متى لم أنتبه أبداً لذلك الا الآن تصورى أمى لاحظت وانا .. صمتت قليلاً ثم همست بألم : إكتشفت أنى أحبه فى الحقيقه لم أعرف للحب معنى سوى معه دبرينى يا مروة ماذا أفعل ؟
مروة بتصميم : تحدثى مع منير بهدوء وانهى الخطبه قبل الحفل
شيري بضيق : لا أستطيع وأبى ؟
مروة : أباكى لن يغصب إنه يحبك ويريد سعادتك
شيري : لا لا أستطيع
مروة : كيف لا تستطيعين هل ستتزوجين منير وانتِ تحبين آخر ؟
شيري بانفعال : لا أعلم حقاً لا أعلم ... لمحت إضائه غرفته وخياله من خلف زجاج نافذته ينظر نحوها
همست بتلعثم : سأغلق الآن سأهاتفك غداً
مروة : ولكن ... لم تستطيع إكمال جملتها فقد أنهت شيري المكالمه
زفرت مروة بضيق وهمست : يا الله يا شيري عناد البغال ذاك سيدمر حياتك .... ثم صمتت مفكره قليلاً وإبتسمت بجذل مصفقه بيدها بحماس : لن أكون مروة حتى أكتب بيدى قصه الحب تلك (روميو و شيرويت)
------------------------------------------------
دلفت لغرفتها وإفترشت سريرها مفكره فى حالها ثم إعتدلت متناوله حاسوبها وفتحت صفحتها (باتونيا) وكتبت
( غريب أمر الحب والأغرب احوال العاشقين . فالحب تماماُ كالإنسان . يولد هشاً ضعيفاً . ثم يغدو مشاكساً عنيداً . ينمو وينمو حتى يشتد عوده وتقوى عزيمته . يصبح قوياً آسراً محطماً للأدرع مقتحماً للحصون . فارساً مغواراً فخوراً بغزوه )
ضغطت زر النشر وابتسمت بأسي ثم أغلقت حاسوبها ووضعته جانباً و تمددت محتضنه وسادتها مناشده النوم ..
فى غرفته لم يكن بأحسن حالاً منها فمنذ ان رآها تتحدث فى الهاتف وهو يشعر بالغليان .. هل تحدث ذاك المنير ثقيل الظل .. ماذا تقول .. وماذا يقال لها .. زفر بضيق ثم تناول هاتفه وفتح موقع التواصل الإجتماعى يعبث به حتى يزوره النوم
إتسعت حدقتاه عندما قرأ ما نشرته للتو على صفحه باتونيا ... أعاد القرائه مره ، إثنان ، عشره ... أغلق هاتفه واعاد ظهره للخلف عاقداً ساعديه خلف رأسه بتفكير ... هل تقصده !! أم تقصد خطيبها المزعوم
لا طريقه أمامه ليعرف سوى أن .... إبتسم محركاً حاجبيه بشقاوة وتمدد مناشداً للنوم ......

روميو وشيرويتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن