الجولة الرابعة

2.5K 138 3
                                    

واقف بتوتر ينتظر بدء الإجتماع .... ينظر فى ساعته بين الفينه والاخرى فقد تأخرت شيري فى إحضار الملفات المكلفه بتجهيزها ليعرضها على مجلس إداره الشركه والممولين لمشروع القريه السياحيه التى كلف بعمل تصميمها الهندسي
نظر لأنس الجالس على رأس طاوله الإجتماعات بتساؤل فأومأ له الأخير مطمئنا
زفر بإرتياح عندما شاهدها تدلف من باب الغرفه محتضنه الملفات وتعلو ملامحها إبتسامه واثقه ... نظر لها بلوم فما تحمله بيدها هو عصاره عمله الفتره السابقه وقد أراد أن يثبت لأنس قبل والده انه على قدر المسئوليه التى منحهت له
أغلقت باب الغرفه وتقدمت مناوله الملفات له ثم جلست مكانها بهدوء
فتح رامى الملفات وبدأ فى عرض صور التصميمات على جهاز العرض وبدأ بشرح الصور تباعاً دون النظر الى الشاشه
رامى مشيراً للشاشه : كما ترون هنا سنقيم أكبر حمام سباحه فى القريه وسيكون تصميمه على هذا الشكل
دارت عيناه فى الوجوه الذاهله أمامه فابتسم شامخاً بانفه بثقه : كما سيكون هناك العديد من حمامات السباحه حوله لمختلف الأعمار
صوت ضحكه شيري إستوقفه فنظر لها بتساؤل فغمزته بمكر وأشارت برأسها للشاشه
حول نظره للشاشه سريعا واتسعت حدقتاه ... طحن أسنانه بحقد ثم أعاد نظره لتلك التى ترمقه بنظره انتصار
أنس مستفهماً : لا أفهم هذه ليست التصميمات التى أريتنى إياها ثم اردف باستنكار : أهذه هى التعديلات التى أجريتها على التصميمات ثم أشار للشاشه مضيفاً : انظر انها تصميمات لمدينه ملاهى لا قريه سياحيه
إعتذر رامى ثم نظر لها متوعداً وتحرك تاركاً الغرفه
عاد بعد دقائق محاولاً إلتقاط انفاسه ... وضع السى دى فى جهاز العرض ونظر لها بثقه ثم أردف : بطبيعتى لا أثق بالعاملين الجدد ثم رمقها بنظره ساخره : فإحتفظت بنسخه من العمل بمكتبى وساعرضها على حضراتكم الآن
نظرت له بحقد واشاحت بوجهها تزفر فى ضيق ......
انتهى الإجتماع وهنأ الجميع رامى على المجهود الرائع الذى بذله ... إقترب منه أنس وربت على كتفه بفخر : لم تخيب أملى بك بنى
إبتسم له بود فقد كان يأمل ان تنال التصميمات إعجاب الجميع وأولهم أباه الروحى (أنس) ... يحبه ويحترمه ، يعترف أنه الوحيد الذى إستطاع فهمه وتوجيهه بطريقه لا تثير نفوره من العمل . بل على العكس يشعر بأن داخله طاقه للعمل لا سابق لها واشتياقه لحياته العابثه بدأ يقل رويداً رويداً ويحل محله إهتماماً من نوع آخر ورغبه فى النجاح لم يعهدها فى نفسه من قبل ... تحرك أنس مع باقى أفراد المجلس وبقيت هى تلملم الاوراق من فوق الطاوله بانزعاج ..... لاحظت إغلاقه لباب الغرفه فهتفت بتلعثم مشيره للباب : ل لم أغلقته ؟
لم يجيبها ولكنه بدأ يتقدم نحوها بهدوء صياد يستعد للإنقضاض على فريسته والشرر يتطاير من عينيه ..... بدأت تتراجع للخلف بتوتر حتى إصطدمت بالحائط خلفها فى نفس اللحظه التى وصل فيها إليها
شيري بتلعثم : إبتعد لو سمحت
رامى مقتربا بوجهه من وجهها حتى لفحت انفاسه الساخنه بشرتها وهمس : خائفه !
حاولت التماسك وشمخت بانفها وتسائلت : و مم أخاف ؟
إبتسم بتهكم وأردف نافثاً فى شعيراتها المنفلته من عقالها حول وجهها مم أرسل القشعريره فى بدنها : منى أنا
حاولت دفعه فى صدره فلم يتحرك وكأنه إلتصق بالأرض من تحته فهتفت بانفعال : إبتعد
رامى رافعاً إحدى حاجبيه : وإن لم أفعل ؟
شيري بعصبيه : سأصرخ
ضحك بشده ثم صمت فجأه وهمس أمام شفتيها : تحذير أخير لا تلعبى بجانب النار يا زهرتى البريه ثم إقترب أكثر حتى أسكرتها أنفاسه ورائحته الرجوليه وهمس أمام شفتيها بإغواء : وإلا أحرقتكِ
إبتعد عنها محاولاً إخفاء تأثره بها وتركها وحيده فى الغرفه تحاول تنظيم أنفاسها التى اربكها اقترابه لذلك الحد
------------------------------------------------
فى المساء فى فيلا أنس المليجى
جلس الجميع فى حديقه الفيلا يستمتعوا بالنسمات الصيفيه العليله ورائحه الياسمين التى انتشرت فى الاجواء
كان رامى يتابعها من اول الأمسيه لم تغفلها عيناه للحظه .. لم تحاول توجيه أيه احاديث له لقد ظن نفسه لوهله انه غير مرئي ...
حقيقه تحيره تلك الفتاه .... فمنذ ان علم انها صاحبه صفحه باتونيا وهو لم يتوقف عن التفكير كيف لفتاه بعجرفتها ان تكون تلك الباتونيا الحالمه التى دائماً ما أعجبته خاطراتها ... تخيلها فتاه بأعين ناعسه أنثى ناعمه تأسر الرجل بضعفها الأنثوى .. لا فتاه بأعين كالمها ساحره شريره خلقت لتنثر تعويذاتها السحريه على قلوب الرجال ....
حرك رأسه نافضاً عنها تلك الافكار فنظر له أنس : مابك بنى ؟
رامى بابتسامه : لا شئ عماه
تدخلت زهره فى الحوار : أتحدثت اليوم مع والديك ؟
اومأ رامى بابتسامه : نعم امى تحدثنى كل يوم
لم يغفل عن نظره السخريه التى رمقته بها شيري فنظر لها بغيظ وأشاح بوجهه
رن هاتف أنس ففتحه مجيباً
أنس : أهلا سيد فاروق
فاروق : ............. .
أنس بابتسامه : الحمد لله لقد أتممنا الصفقه بنجاح ثم نظر لرامى بفخر واكمل والفضل يعود لرامى
فاروق : ................
أنس ناظراً لزهرة : غداً
فاروق : ................
ضيق أنس عينيه : وما هذا الأمر الهام ؟
فاروق : ................
أنس : حسناً الى اللقاء غداً
نظرت له زهرة باستفهام بعد أن اغلق الخط : ما الأمر ؟
أنس بتفكير : لا أعلم يريد مقابلتى غداً 
أومأت له زوجته بهدوء : خير ان شاء الله
إستأذنت شيري لتعود لغرفتها وكذلك رامى
اغلق باب غرفته وجلس على فراشه واضعاً حاسوبه على قدميه وفتح حسابه على الفيس بوك وبدأ فى التصفح حتى وجد ضالته .... منشور جديد لصفحه باتونيا ...
(يتهمونكِ بالغرور ، وانتى بريئه منه ، كزهرة بريه حفتها الأشواك ، لا قسوته منها ولكنه درعكِ الواقى ، أمانك وسط غابه تملؤها الذئاب )
نظر للمنشور أمامه وأعاد ظهره للخلف مستنداً على ظهر سريره عاقداً ساعديه خلف رأسه بتفكير .... إلتمعت عيناه فجأه وإعتدل فى جلسته ثم بدأ فى كتابه تعليق على المنشور ( زهرتى البريه .. أشواكك قد تجرح الذئاب ولكنها أبداً لن تمنع عطرك الأخاذ عن العبث بحواس العابرين )
نظرت للإشعار القادم على صفحتها منبئاً بوجود تعليق على منشورها الأخير ... إعتدلت ثم فتحت التعليق بحماس ونظرت لإسم المعلق بشك Ramy Elmasry
ثم اتسعت حدقتاه بمجرد النظر لصورته الشخصيه فها هو بوسامته المقيته يبتسم تلك الإبتسامه الساحره خرجت من صفحته كمن تهرب من فخ مهلك لا محاله .... قرأت التعليق مجدداً بتركيز فى فحواه ... زفرت بضيق ثم أغلقت حاسوبها ووضعته على الكومود بجانبها وتمددت مناشده النوم وحاشاه أن يرأف بها !!!
------------------------------------------------
مر اليوم التالى فى العمل بسلام .... عاد الجميع من العمل وبعد تناول وجبه الغداء طلب منهم أنس الإجتماع لأمر هام
إستاذن رامى منهم عازماً المكوث بغرفته وعدم التطفل على حديثهم العائلى  فمنعه أنس بدعوى انه قد أصبح بالفعل فرد من عائلته الصغيره ..... بدأ انس الكلام موجهاً حديثه لزوجته : أتذكرين مكالمه السيد فاروق بالأمس وطلبه مقابلتى اليوم فى امر هام
أومأت له زوجته فتابع محركاً عينيه بين الجميع بابتسامه : اليوم السيد فاروق طلب منى يد شيري لإبنه منير
اتسعت حدقتا رامى وشعر بقبضه تعتصر صدره وبدون وعى هب واقفاً وهتف : عفواً يا عماه ما هذا الهراء ومن هذا المنير أيضاً
تبادل انس وزهره النظرات فهبت شيري واقفه بدورها ثم نظرت له بتحدى وهتفت : وما دخلك أنت
رامى بانفعال : أعتقد انكِ سمعتى عمى أنس عندما قال أنه يعتبرنى أحد أفراد الأسره
زفرت بضيق فما كانت لتنفعل هكذا لولا تدخله ... تعرف منير حق المعرفه ببساطه لا يلائمها فلما تشعر الآن بتلك الغصه تخنقها
حدثت نفسها : الأمر بسيط يا شيري إرفضيه وانتهى الأمر ... همت بالحديث فأزعجها إحمرار عيناه والشرر المتطاير منها ... أكملت حديث النفس ذاك : ما باله ذلك الرامى معشوق النساء .. تمقته !! فهو لم يترك فتاه فى الشركه تتعامل معه لا يمطرها بنظرات الإعجاب المقيته تلك
رفعت رأسها بشموخ ورسمت إبتسامه على سغرها ثم نظرت له بتحدى وعاودت النظر لوالديها : أنا موافقه
نظر لها رامى بذهول ثم حول نظره لوالدها الذى إبتسم لها فور سماعه لموافقتها .... لم يعد يعى ما يدور حوله ... لا تلك الزرغوده المدويه التى أطلقتها عزيزة .. لا أحضان والديها لها ... ولا نظرتها المتشفيه له
إستأذن من الجميع بعد ان همهم بمباركه سريعه واختفى عندما هاتف انس فاروق يخبره بموافقة شيري على الزيجه
------------------------------------------------
بعد ان إنصرف فاروق وعائلته ودلف أبواها الى غرفتهم جلست فى حديقه الفيلا تشعر بالإختناق مابالها لم تعهد نفسها بتلك الحماقه لما وافقت على تلك الزيجه التى تعلم تمام العلم انها غير مناسبه لتطلعاتها ... وأين ذلك الروميو اتراه عاد لصخبه وفتاياته لقد إختفى منذ علم بقدوم فاروق وعائلته لقرائه الفاتحه وتحديد موعد الخطبه وها هو   للآن انتصف الليل ولم يظهر بعد
زجرت نفسها مؤنبه لها على تفكيرها به ...
سمعت صوت باب الفيلا يفتح فنظرت له من فوق كتفها وأعادت عيناها للكتاب الذى بيدها
... أغلق باب الفيلا الخارجى ونظر لها ثم تقدم جهتها بهدوء .... جلس قبالتها فلم توله إنتباه وتصنعت الإندماج فى القرائه
رامى برفق : ماذا تقرئين ؟
شيري بضيق مصطنع : لا شأن لك
زفر بضيق ثم هب واقفاً واقترب منها متناولاً الكتاب بيدها وقرأ الإسم المدون عليه (the fault in our stars) ( الخطأ فى أقدارنا )
أعاد لها الكتاب وهمس متسائلاً : أتعتقدين ذلك ؟
نظرت له بتساؤل : أعتقد ماذا ؟
رامى بضيق : لا شئ .. ثم صمت قليلا وإقترب حتى جلس بجوارها متسائلاً : سعيده !
شيري مشيحه بوجهها بلا مبالاه : لا شأن لك
إشتعلت عيناه وأطبق على كتفيها مقربا إياها منه وهتف من بين أسنانه : لمَ وافقتِ؟
أبعدت يديه بعنف وهبت واقفه ثم هتفت : قلت لا شان لك ألا تفهم !!
وقف بدوره محاولا إرتداء قناع البرود واقترب منها : لى كل الشأن أتفهمين
نظرت له بسخريه وتخصرت هاتفه : بأى حق !
وضع يده فى جيب بنطاله وبيده الأخرى أشار نحوها بسبابته واردف ضاغطاً على كل حرف : لأنك لن تكونى لغيري أبداً
نظرت له ببلاهه فاقترب منها واضاف بتأكيد : أبداً أتسمعين
إلتفت وركضت مسرعه الى غرفتها ... همت بغلق الباب فوضع قدمه مانعاً لها حاولت دفع الباب بلا جدوى فدفعه بكتفه فارتدت للخلف .. وقبل ان تسقط تلقفتها يداه وأغلق الباب بقدمه
نظرت له بخوف وهمست : إبتعد
احكم قبضته حول خصرها وهمس مقتربا : حاولت
همست بضعف : إبتعد رامى أرجوك
إقترب بوجهه من وجهها وأردف : لا أستطيع صدقينى حاولت ولم أستطيع واقترب ملتهماُ شفتاها فى قبله بل إعصار لا قبل لها به إعتصر خصرها بيد وبالأخرى ثبت راسها وعمق من قبلته .. حاولت دفعه بلا جدوى ولازل يعمق من قبلته إستجمعت كل قوتها ودفعته عنها لاهثه : أخرج أنا اكرهك أكرهك
نظر لها بذهول محاولاً تنظيم أنفاسه وبدون كلمه خرج وتركها تتهاوى على سريرها متلمسه شفتيها بعذاب هامسه لنفسها : ماذا فعلتى بنفسك يا شيرويت !!

روميو وشيرويتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن