الجولة الثالثة

2.8K 152 4
                                    

فى المساء
إجتمع الجميع فى غرفه الجلوس يتابعون أحد الافلام الاجنبيه فى جو اسرى حميم لم يعهده رامى من قبل .... لم يتابع الفيلم ولكنه اخذ يتابع الأجواء حوله ... أنس يجلس متوسطا زوجته وابنته محتضنا كتف كلتاهما والجميع مندمج مع الأحداث غافلين عن زوج الأعين التى تتابع بصمت وشرود ...
قطع شروده رنين هاتفه ... نظر للهاتف ثم استأذن وتحرك مغادرا للغرفه ........
وصل الى حديقه الفيلا ثم فتح الخط ..
ألفت : رامى حبيبي كيف حالك ؟
رامى : انا بخير يا امى ولكنى اشعر بالإختناق هنا فلا اصدقاء لى ولا اخرج الا للشركه
ألفت بضيق : لا سامح الله ابيك فهو مصر على إكمالك بنفسك للعمل فى مصر رغم محاولاتى لإقناعه ان يرسل أحد أكفأ موظفيه بديلاً عنك
تأفف رامى : أعلم يا أمى لن يرسل أحداً غيرى إنها طريقه جديده للعقاب ثم حرك حاجبيه بشقاوة وأردف ولكنى سأحاول إستغلال الفرصه
ألفت بإستفهام : أى فرصه تلك التى تتحدث عنها !
رامى وقد تنبه ان جملته الأخيره كانت بصوت مرتفع فتحمحم : لا شئ امى قبلى لى نفسك كثيرا
ضحكت ألفت : حسناً انتبه لنفسك بنى
رامى : سأفعل أمى ... ثم انهى الإتصال وشرد ناظرا للفراغ امامه
-----------------------------------------------
نظر أنس لساعتها ثم نظر حوله : أين رامى ألم ينهى اتصاله بعد !! ثم حول نظره لشيري : إذهبى إليه يا شيري
شيري بضيق : ولم انا يا أبى أين عزيزة ؟
زهره : الوقت تأخر وعزيزة ذهبت باكراً أبيها مريض
نظر لها أنس باهتمام : أأعطيتها ما يكفى من النقود ؟
أومأت زهره براسها موافقه واردفت مبتسمه : أيعقل ألا أفعل فى ظروف كتلك
إبتسم لها أنس بفخر وربت على كتفها بحنان ...
نظر جهه شيري وأضاف بعتاب : لا تعجبنى معاملتك مع رامى يا شيري
شيري بضيق : وماذا فعلت انا يا أبى ؟
أنس عاقدا حاجبيه : لست أعمى يا شيري لأغفل عن عدم تقبلك له ولكن لا تنسي انه ضيفنا وإكرام الضيف واجب بالإضافه لان والده وجده لهم على الكثير من الأفضال 
ثم همس برجاء : لأجلى حبيبتى
إقتربت محتضنه أبيها ثم هبت واقفه رافعه سبابتها : لأجلك فقط
أومأ لها والدها بابتسامه فبادلته بمثلها وانصرفت
------------------------------------------------
واقفا أمام مجموعه من زهورها التى غرستها أناملها وتابعت نموها كأم تتابع نضوج وليدها
نظرت لذلك الغافل عن وجودها تتفحصه بصمت ثم تحمحمت
نظر له من فوق كتفه فاقتربت هاتفه : أبى يسأل عنك ألن تدخل !
رامى ولازال ناظرا للورود أمامه : من زرع تلك الورود !
شيري بفخر : انا
التفت لها رامى وهمس بغير تصديق : أنتى ؟
شيري بتساؤل : نعم انا لم العجب !
رامى معيدا نظره للأمام : لا شئ ... هل تفهمين فى الفلوريوجرافي (لغه الزهور )
شيري بثقه : نعم بالتأكيد افهمها فقد
استخدم كل من وليم شكسبير وجين أوستن وتشارلوت وإيميلي برونت وأبناء الكاتب فرنسيس هوجسون برنيت, من بين الآخرين, لغة الزهور في كتاباتهم. استخدم شكسبير الكلمة "زهرة" أكثر من 100 مرة في مسرحياته .  وقد ذكر وشرح في هاملت وأوفيليا المعاني الرمزية لكل من زهور الثالوث وروزماري والشمر وزهرة الحوض ونبتة السذاب وزهرة الربيع وزهرة البنفسج. وفي مسرحية حكاية الشتاء, تمنت الأميرة بيرديتا أن تمتلك زهرة البنفسج والنرجس والربيع لتصنع باقات لصديقاتها. وقد نشرت فينيسا ديفيتبوف رواية قد حصلت على أفضل المبيعات في نيويورك تايمز . وهذه الرواية تتركز على لغة الزهور وإضافة إلى معجم زهورها. ثم ابتسمت وأردفت :  أما عن ألوان الزهور ومعانيها الدارجه
فالبيضاء تمثل النقاء ورسالتها "انت هديه السماء"
اما الصفراء تمثل السعاده والغيره في الحب ورسالتها " لن تكون لاحد غيري"
والبنفسجيه تمثل الحب الحزين وكأنها تقول "مهما حدث سأظل احبك "
والزرقاء تمثل الوفاء وكأنها تقول "انا لك الى الابد"
إلتفت لها بابتسامه عذبه أول مره تلاحظها وقاطعها مكملاً وهو يقترب نحوها بطريقه مغوية وهمس : والورده البرتقاليه تمثل رهافة المشاعر ورسالتها "رقتك تفوق رقة الورود"
و اقترب أكثر . والورده الحمراء تمثل الرقه والافتتان ورسالتها "انا معجب بك "
ثم إقترب أكثر حتى أصبح على بعد خطوه واحده وهمس ناظرا لعمق عينيها  : والورده الخضراء تمثل الامل والرجاء ورسالتها "اتمنى ان تكون لي "
تسمرت نظراتها على عيناه فى حديث صامت قطعتها هى مبتعده خطوة للخلف ثم أجلت صوتها : لم أكن أعلم انك تفهم فى لغه الزهور
وضع يديه فى جيوب بنطاله ثم إبتسم لها إبتسامه ساحره : وانا لم أكن أعلم انك بتلك الشاعريه ... ثم أضاف : أنتى تعلمين انها لغه الشعراء والعاشقين ومع ذلك تعلمتها
ثم إقترب منها على مهل واخرج إحدى يديه متلمساً وجنتها المشتعله مم جعل نبضاتها تضطرب وخافقا يزأر داخل صدرها معلنا العصيان : بداخلك انثى تتوق للحب ولكنها تخشاه ثم إقترب وهمس أمام شفتيها : لمَ ؟
إبتلعت ريقها بتوتر ونظراتها لازالت معلقه بعينيه .... تنبهت لوضعهما وتأثرها بكلامه فدفعته متراجعه للخلف وهتفت : انا لست كتلت الفتايات اللاتى ترافقهن ... ثم رفعت سبابتها فى وجهه محذره : لا تلعب معى تلك الألاعيب أتفهم
التفت مغادره المكان بسرعه كحمل يهرب من مواجهه الأسد
------------------------------------------------
مرت امتحانات شيري بسلام وجاء اليوم الموعود
التف الجميع حول مائده الإفطار كذلك الروتين اليومى الذى اعتادوه وأعتاده معهم بل وأحب الجو الأسري المرح الذى يضفيه وجود أنس وحنان زهرة و.... جنان شيري
انتهت وجبه الإفطار وذهب أنس ورامى الى العمل برفقتهم شيري
ما ان دلفت للشركه حتى لاحظت نظرات الفتايات الهائمه نحو ذلك المغرور بجانب أبيها إبتسمت بسخريه وتحركت نحو مكاتب الإداره حيث مكتبها ومكتب أبيها و.. هو .......حيت شيري السكرتيره التى لم تعجبها طريقه ارتدائها لملابسها ولا النظره الناعسه التى رمقت بها ذلك الرامى عند دخولهم المكتب
دلف رامى الى مكتبه ولحقت هى بوالدها حتى مكتبها والذى إكتشفت انه المكتب الملاصق لذلك المتحذلق حركت شفتيها باستياء ودلفت للغرفه
أشار لها أنس لتجلس على المكتب فاعتذرت باستحياء : لا أبى إجلس انت
أنس بابتسامه حنون مشيرا للمقعد : إجلسي على مكتبك أريد ان أراكى وانتى صاحبه للمكان .... احتضنت والدها وقبلت وجنته وهتفت : أطال الله بعمرك أبى لا حرمنى الله منك
إبتسم لها وأشار للمقعد : هيا إجلسى
استدارت حول المكتب ثم جلست على مقعدها بثقه
نظر لها والدها بسعاده : لكم انتظرت ذلك اليوم
إبتسمت له وهتفت بحماس : أرأيت ها أنا حققت لك امنيتك وامنيتى بان أساعدك فى عملك وأريحك قليلا من أعبائه
وقف والدها مبتسما ثم حركه سبابته محذراً : لا وساطه هنا والأوامر ليست منى ولكن من رئيسك المباشر
نظرت له ببلاهه وهمست بتساؤل : رئيسى المباشر !
فتح باب الغرفه واومأ لها مبتسما ثم انصرف
------------------------------------------------
بسأم أخذت تطرق سطح مكتبها بالقلم فى يدها ....  لما أحضرها والدها وتركها هكذا بدون عمل او تدريب على الأقل وأين ذلك الرئيس منعدم المسئوليه الذى يترك موظفيه هكذا
حدثت نفسها : ليتنى احضرت إحدى رواياتى..... نظرت للحاسوب أمامها وفتحت صفحتها على موقع التواصل facebook
دخلت على صفحتها التى أنشأتها للخواطر النثريه والتى لا يعلم عنها أحد (خواطر باتونيا ) ولمن لا يعرف معنى الإسم فهو اسم تركي معناه وردة البلاط الملكي ....
كتبت ( حواء الملهمه ، حواء المسالمه ، حواء ذات الكيد العظيم ، خليط أنثوى يمتزج بداخل كل أنثى ، لا تسعى للحصول على واحده دون الأخرى ، فلكل منهم رونقه ، أحب الملهمه ، واحتوى المسالمه ، وإحذر كيدها العظيم )
فتح باب مكتبها وأطل براسه هاتفا بمرح
رامى : أيمكننى الدخول  !
شيري بلا إكتراث ونظرها على شاشه الحاسوب : لا
ضحك رامى ودلف للغرفه ثم أغلق الباب خلفه متسائلا : ماذا تفعلين ؟ ... ما اعلمه انه لم يطلب منكِ أحد عملاً لتقومي به بهذا الإنهماك
تركت ما بيدها وعقدت كفيها على سطح مكتبها باستهانه : ماذا تريد ؟
عقد ساعديه امام صدره وحرك رأسه نفياً ثم أشار بوجهه ناحيتها و بابتسامه متسليه : انتى من تريدين لا أنا
نظرت له ببلاهه : انا
أومأ برأسه بالإيجاب بصمت ودار حول مكتبها حتى وقف خلفها
صمت دام لأكثر من دقيقه فنظرت له من فوق كتفها ... وجدته يحملق فى شاشه الحاسوب ، بارتباك لاحظه أغلقت شاشه الحاسوب ثم فرقعت بأصابعها أمام عينيه هاتفه : هااى علام تنظر ؟
حول نظره نحوها وهو لازال على صدمته ، رفرف باهدابه وتسائل : انتى صاحبه صفحه باتونيا !
أشاحت بوجهها وهتفت : لا شأن لك .. ثم اعادت وجهها اليه متسائله : لمَ أتيت الا عمل لديك !
نظر لها متفحصا ثم رفع حاجبه : هذا عملى أيضا
نظرت له ببلاهه فأكمل : انا المسئول عن عملك هنا وانا المكلف بتدريبك ان كنتى لا تعلمين
أشارت نحوه بسبابتها باستنكار وهتفت : أنت تدربنى انا !
أومأ براسه باستمتاع : نعم انا .. وهيا لنبدأ أعلم انى تأخرت عليكى ولكنى كنت أراجع صفقه مهمه للشركه
نظرت له بحقد وهتفت من بين أسنانها : ولما انت ألا يوجد غيرك هنا لتدريبى على اساسيات العمل
حرك كتفه بلا إكتراث مصححا : لا يوجد غيري يأتمنه والدك على إبنته الوحيده
ضحكت بصوت مرتفع من مزحته تاه هو فى ملامحها الباسمه  ، شفتاها التى انفرجت كاشفه عن صفان من اللؤلؤ سلبا لبه ...تعلقت عيناه بغمازة يتيمه تستقر على خدها الأيسر .. أراد  ان يتلمسها بانامله مستشعرا ملمس بشرتها الحريريه
فاق من شروده على صوتها هاتفه بسخريه : يستأمنك أنت !
أجابها رامى بثقه : نعم ثم تسائل : ألا تثقين فى حكم والدك على الأشخاص
هتفت بانفعال : أثق بأبى أكثر من نفسي
حرك كتفيه لأعلى متسائلا : إذن أنبدا !!
------------------------------------------------
فى المساء فى فيلا أنس المليجى

أبى اريد ان أذهب للسوق لأشترى ملابس جديده
نظر لها والدها ثم نظر فى ساعته : الساعه الآن السابعه يا شيري
حركت شيري كتفيها : وماذا فيها يا ابى
أنس : ستتأخرين !
شيري بثقه : لا تقلق أبى لن اتأخر أعدك
هب رامى واقفا : سأذهب معها
نظرت له شيري بغيظ وهتفت : ساذهب بمفردى
قاطعها أنس بهدوء : رامى سيذهب معك هكذا سأطمئن عليكى
تأففت شيري وهتفت مشيره له بضيق : وماذا سيفعل فى السوق ؟
رامى مجيباً : سأشترى بعض الملابس أنا الآخر وأيضاً أريد ان أخرج فأنا لا أعرف أحد هنا ولن أفوت فرصه كتلك
ضربت بقدمها الأرض وتحركت فابتسم وذهب لاحقاً بها
------------------------------------------------
إستمتع كثيراً بالتسوق معها رغم ضيقها الذى لم تحاول إخفاؤه وصمتها أغلب الوقت ولكن لا يعلم لما يشعر بتلك النشوة وهى الى جواره
نظر لها وهى تقود السياره بجانبه وتسائل : أيمكن ان أطلب منك طلب !
شيري ولازالت تنظر للطريق : همممم
رامى : أريد ان أجلس على البحر قليلا ثم أضاف بتوسل : رجاءاً
نظرت له بجانب عينيها ثم أعادت نظرها للطريق وأومأت موافقه ....
وقفت بالسياره ثم ترجلت وترجل بدوره متتبعا لها
شيري : أتريد ان تجلس على الشاطئ نفسه أم نجلس فى أى مكان يطل على البحر !
رامى : أريد ان اجلس على الشاطئ
اقتربا من الشاطئ فهمت بخلع حذائها ... نظر لها بتساؤل : ماذا تفعلين ؟
شيري : ماذا ! أنا أعشق ملامسه الرمال لبشره قدمى ثم تسائلت : ألم تجرب ذلك الشعور قبلاً !
حرك رأسه نفياً فاردفت : هيا إخلع حذائك والحق بي ثم بدأت الركض
نظر فى إثرها ذاهلا . ان تلك الفتاه متقلبه تماماً كأمواج البحر إبتسم للتشبيه وخلع حذائه وركض لاحقا بها .....
جلست على الرمال فجلس جوارها يتأمل ذلك المشهد الخلاب ونجوم السماء تلقى بضوئها على صفحه الماء
رامى بشرود : أنا أعشق شكل السماء ليلا
لا مجيب لا يسمع سوى الصمت المحيط به
تلفت ناحيتها فوجدها تمسك بهاتفها وتضع سماعات الأذن فأزاح واحده وحدثها متسائلاً : ماذا تسمعين ؟
تأففت وسحبت طرف السماعه من يده : لا شأن لك
أعاد سحب السماعه مره أخرى ووضعها فى أذنه تلك المره
موسيقي تأثر القلب وتسرق الأنفاس شعور بالحماس والإنطلاق بين النوته والأخرى لأول مره يسمعها ولكنه شعر أنها ليست المره الأولى وبالطبع لن تكون الأخيره فنظر لها بتساؤل : ماذا تسمعين ؟
نظرت له وضيقت بين عينيها وأردفت بتساؤل : ألا تعرفه ؟
حرك رأسه نفياً فأجابته : إنه عمر خيرت مؤلف موسيقي وموزع وعازف بيانو مصري وهو من أشهر الموسيقيين المصريين في الوقت الحاضر
أومأ برأسه مبتسماً : موسيقاها رائعه
أجابته بنظره شارده فى المشهد أمامها وابتسامه خلابه تعلو ثغرها : أعشق الجلوس على البحر وسماع موسيقاه لا أدرى أشعر بالحريه ، بالإنطلاق ، أشعر بأن كل ما حولى يخاطبنى يفهمنى وأفهمه أشعر بالحزن والسعاده فى آن واحد ، السكينه والتوتر ، ثم إبتسمت وتنهدت : أشعر بالإكتمال
نظر لها سارحا فى ملامحها وشغفها الواضع بعمق عينيها وأردف متسائلا : وما إسم تلك المقطوعه !
شيري : قضيه عم أحمد
ضيق بين عينيه : ماذا ؟
ضحكت شيري بانطلاق وضربته فى كتفه هاتفه : تلك المقطوعه ألفها عمر خيرت كموسيقي تصويريه لفيلم بهذا الإسم وذلك سبب تسميتها
ضحك بدوره وتحسس كتفه بمزاح : لم أعلم ان من الممكن ان تمتلك الفتايات قبضه كقبضه الملاكمين
نظرت لها وقد غادرها حماسها فجأه ووقفت هاتفه : لقد تأخر الوقت هيا بنا .....

روميو وشيرويتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن