الجولة السادسة

2.3K 134 6
                                    

فى الصباح بمنزل أنس المليجى
نزلت السلم بسرعه ناظره فى ساعتها بضيق فقد تأخرت فى النوم على غير عادتها
إستقبلتها والدتها بنظرات عاتبه : تأخرتى فى النوم شيري لم يستطيع أباكِ إنتظارك
تأففت شيري بضيق : أعلم يا أمى حسناً سأستقل إحدى سيارات الأجره ثم اضافت : لابد أن انتهي من إصلاح سيارتي سريعاً حتى لا أزعج أبى
أتى صوته من خلفها مقاطعاً حديثها : لا بأس سآخذكِ معى
إضطربت ضربات خافقها وتوترت ملامحها
لاحظت زهرة إضطراب إبنتها فتدخلت فى الحوار : أنا اتفق معك يا رامى إذهبا سوياً
شيري باعتراض : أمى
زهره بحسم : ستذهبين معه يا شيري حتى يطمئن قلبى عليكِ
زفرت شيري وأومأت برأسها باستسلام
تحرك حتى أصبح بمحازاتها وأشار لها لتتقدمه : هيا
------------------------------------------------
تتهرب منه منذ فتره وها هى الآن معه ... هل السياره ضيقه أم إنها تتوهم ! رائحه عطره مختلطه برائحته الذكوريه خدرت حواسها عائده بها الى تلك اللحظه التى تحاول نسيانها بلا جدوى تململت فى جلستها فنظر لها بطرف عينه متسائلاً : ما بكِ ؟
شيري : لا شأن لك بى
إعتصر مقود السياره بيده واشتعلت عيناه غضباً من ردها المستفز ذاك فزاد من سرعه سيارته بلا وعى
شيري ناظره له بفزع : توقف
لم يلتفت لها وأزاد السرعه اكثر
شيري بهلع وقد بدأت ترتجف : توقف أرجوك
إنتبه لرعشه صوتها فنظر لها وهاله إنكماشها على نفسها ورعشتها
أوقف السيارة على جانب الطريق واقترب منها مربتاً على كتفها بجزع: حسناً إهدئي لم اكن أعلم أنكِ تخافين السرعه
إرتعشت شفتاها وترقرقت الدموع فى عينيها ... تتبع بيده مسار دموعها على وجنتها بحنان خدرها وعيناه تتأملان شفتيها المرتعشتان ... إبتلع ريقه بتوتر وإبتعد عنها بهدوء محاولاً السيطره على إنفعالاته وهمس متفحصاً لها : هل هدئتِ الآن
أومأت له برأسها فى صمت
زفر بارتياح وأعاد تشغيل سيارته وتحرك بهدوء هذه المره
------------------------------------------------
وصلا الى الشركه وبدأ كلٍ فى عمله
رن هاتفها فنظرت للرقم وفتحت الخط
مروة : كيف حال صديقتى العاشقه ؟
شيري بتحذير : لا تعيديها
مروة ببلاهه مصطنعه : لا أعيد ماذا !
شيري : لا تلعبى معى تلك الألاعيب
مروة باستسلام : حسناً حسناً ما الاخبار اليوم
زفرت بضيق وهتفت : لقد تأخرت اليوم فى النوم وذهب أبى بدونى
مروة : ألم تذهبى للعمل ؟
شيرى : بلى
مروة : كيف ؟
شيري : مع رامى
هبت مروة واقفه وقد تهللت ملامحها : روميو !
شيري بضيق : ما قصتك مع روميو ذاك
مروة بلا إكتراث : لا عليكِ أكملى
شيري : لا شئ أوصلنى وانتهى الأمر ولابد أن اعود باكراً لأستعد للحفل
مروة باستفهام : أى حفل ؟
شيري : حفل خاص بالشركه ... اتأتين معى !!
مروة : لا ادرى
شيري برجاء : لأجلى مروة
مروة : حسناً
شيري بسعاده : هل اخبرتك من قبل بإنكِ أفضل صديقه على وجه الأرض
مروة بفخر : نعم نعم أعلم
ضحكت شيري بانطلاق وهتفت : سأمر عليكِ فى السابعه
مروة : حسناً سانتظرك
------------------------------------------------
تأملت نفسها فى المرآه بفستانها الزهرى الطويل الذى إحتضن جسدها الغض مفصلاً منحنياته بإغراء ... عيناها مرسومه بنفس لون فستانها مم أبرز لونها واتساعها ... رفعت شعرها وانسابت بضع خصلات بفوضويه محببه على بشرتها اللؤلؤيه
إبتسمت لنفسها برضا مرسله لإنعكاسها فى المرآه قبله ثم تحركت مغادرة غرفتها
وفور خروجها من الغرفه إصطدمت بجسد صلب وكادت تسقط لولا تلقفتها يداه محتضناً خصرها برفق ... تبادلا النظرات لدقائق لا تعلمها حتى إعتدلت فى وقفتها فإبتعد عنها متحمحماً ... نظرت له بتفحص ببدلته السوداء الأنيقه وربطه عنقه الزهريه !! هل كان يعلم لون فستانها !
وقف يتاملها سارحاً وخياله يرسم لها العديد والعديد من الصور تجمعها به دون غيره
صوت أقدام أجفله فابتعد عنها بارتباك ....
زهره : ماشاء الله لن يستطع احداً منافسة جمال واناقه أبنائي اليوم
إبتسم لها رامى بحب ثم إقترب مقبلاً جبهتها : لا حرمنى الله منكِ أمى ... ثم أضاف بتساؤل : هل استطيع مناداتك بأمى !!
إبتسمت له زهره بحنانها الذى يعشقه وهمست بتأثر مربته على كتفه : بالطبع بنى فأنا اشعر بأنك إبنى تماماً كشيري ...
نظر لتلك الواقفه فارغه الفاه بينهم وإقترب هامساً : إغلقى فاكِ
ضحكت زهره بانطلاق وزجرته عاتبه : أستفتعلان الشجار الآن
رفع يديه باستسلام وهتف : لا شجار اليوم ... بالإذن منكِ أمى ثم نظر لشيرى وأردف غامزاً : ومنكِ يازهريه
------------------------------------------------
وصلت الحفل برفقه والديها وصديقتها مروة
نظرت مروة حولها وتسائلت : أين روميو
شيرى بضيق : لا أعلم لقد إنصرف قبلنا متعللاً بإحضار صديق له
مروة مشيره للبعيد : أنظرى أليس هذا خطيبك المنتظر
شيري بإبتسامه ساخره : نعم
مروة : إنظرى انه آت نحونا ثم تسائلت : هل هذه والدته ؟
شيري ناظره للمتأبطه ذراع منير : نعم هى
مروة محركه شفتها باستنكار : تبدو لى خبيثه
زجرتها شيري ضاحكه : ليس الآن أرجوكِ
ضحكت مروة بدورها
سلمت على الجميع وإقترب منها منير هامساً : هل ستصدقينى لو قلت أنكِ اليوم أجمل ما رأت عينى ؟
إبتسمت له بهدوء فقرب ذراعه منها هامساً :
أتسمحين لى !
أومأت براسها وتأبطت ذراعه ناظره للواقفه بجوارها تبتسم لها بهدوء
إلتف الجميع حول الطاوله يتابعون الحفل ومنير بين يحاول بين الفينه والأخرى جذب اطراف الحديث مع تلك التى تدور بعينيها بين الحضور باحثه عنه !!!
لاحظته من بعيد يتقدم نحوهم .. تتابط ذراعه فتاه مغناج متمسكه به وكانه طوق نجاتها بفستاتها القصير الأسود وشعرها الاسود الممتد حتى خاصرتها وشفاتها المصبوغه بالأحمر القانى
لاحظت مروة تبدل ملامحها فهمست فى أذنها : ما بكِ ؟
أشارت لها برأسها ساخره : روميو
نظرت مروة فى اتجاه نظر صديقتها ثم أعادت النظر لها وهمست : هذا هو روميو لا غيره !!
شيري : نعم هو
مروة بتأنيب : بالله كيف كنتى تمقتيه .. ثم أعادت النظر له وهمست انه كممثلى السينما
شيري بضيق : مروة !
مروة ضاحكاً : حسناً سيده غيورة ولكن من الأفضل ان تغارى من تلك الدميه المتشبثه به كالعلقه لا منى
تقدم ناحيتهم وحيا الجميع ثم قدمها لهم : شيماء صديقتى مضيفه طيران
حياها الجميع وإبتسمت لها شيري بسماجه
جلسا برفقتهم وتابعتهم شيري من بين أهدابها بضيق حاولت إخفائه
مروة : أهدئي شيري منير ينظر نحوك
رفرفت باهدابها وابتسمت لصديقتها ثم عاودت النظر لمنير متابعاً حديثه الذى لم تنتبه لأغلبه
همست شيماء شيئاً فى أذن رامى فابتسم لها ووقف متناولاً يدها
تتبعتهم عيناها حتى وصلا الى حلبه الرقص ..تقدم رامى من منسق الموسيقي وهمس له بشئ فتغيرت النغمه لأغنيه وبدأوا بالرقص وعيناه ترمقانها بنظرات ماكره ذات مغزى ويحرك شفتاه مع الكلمات
( انا مجنونه بالغيره عليه و ما ابي غيره
واللي يمه يقرب لخلي سيرته سيره
ياعالم هذا مجنوني حياتي هو مطلوبي
لا يفكر أحد يقرب لا صوبه ولا صوبي
قلبي يحترق لاجله و غيره حتى من اهله
وعادي ان قلتوا مجنونه اذا ظلي حسد ظله
حبيبي هذا وبكيفي احبه اكره كيفي
وهو مثلى من الغيره قلبه يغار من طيفى
حبي كله نار بنار و حسادي عليه كثار
انا اخترته و حبيته و اذا حبيته شو اللي صار)
انتهت الأغنيه ورقصتهم الساحره التى أبهرت الجميع
نظرت لمروة المبتسمه بعبث هامسه : لاحظتى نظراته لكِ وكلمات الأغنيه ثم حركت حاجبيها بشقاوة غامزة : يبدو أن روميو يبادلك نفس المشاعر
كزت شيري على أسنانها بضيق وهتفت : هكذا إذن ثم أضافت بتصميم : سنرى
نظرتله بتحدى وبادلها النظره بتحدى مماثل فاقتربت من أذن صديقتها هامسه بشئ فأومأت لها الأخيره ضاحكه وذهبت الى منسق الموسيقي فى نفس الوقت الذى إقتربت فيه شيري من منير هامسه بشئ فابتسم لها ونهض متناولاً يدها فتأبطت ذراعه وتحركت بجواره حتى وصلت لحلبه الرقص غمزتها مروة وتحركت وبدأوا الرقص على الأغنيه بانسجام مردده الكلمات وترمقه بتحدى بين الفينه والأخرى
(سمعني نبضك دفيني بنار حضنك
ابيك الليلة وحدك اليا تكون
قرب عليا حس النار اللي فيا
ابي ايديك بايديا نلف الكون
وش اقول وانت معايا
وش اقول انسى هوايا
وش اقول انت غلاي
يا فرح عمري معاك الوقت يجري
من شوفك ليه مدري تدوب الروح
انسى اللى فيني من حضنك بين ايديني
يا حبي وكل سنيني فداك الروح
كل شي نسيته معاك عمري بديته
نسيت الكون كله معاك
لو عمر ثاني غيرك ما احب تاني
الك كل لحظة انا اشتاق)
إنتهت الرقصه وصفق الجميع بحماس للثنائي العاشق .... إنتهى صبره مع انتهاء آخر كلمات الأغنيه وأعتصر قبضته مانعاً لها من تحطيم وجه ذلك المنير المستفز
إعتذرت من منير لتدلف للحمام لتعديل زينتها فأومأ لها وعاد للطاوله مبتسماً
تابعت مروة الأحداث بنظره متسليه وعندما همت شيماء باللحاق برامى الذى تحرك تاركاً للطاوله فور انتهاء الرقصه أمسكت بمعصمها وإختلقت حديث يلهيها عن ذلك الروميو الغيور
خرجت من الحمام متوجهه ناحيه الطاوله وإذا بقبضه حديديه إلتفت حول معصمها ساحبه لها
شيري محاوله إفلات معصمها : أترك يدى ماذا تفعل أجننت
نظر لها بأعين مشتعله وقبل أن تعى ما يحدث حملها بين يديه وهى تركل وتحاول تخليص نفسها من أسر ذراعاه بلا جدوى ....
دخل موقف السيارات وفتح سيارته ثم ادخلها بعنف وإلتف سريعا حول السياره ودلف ثم أغلق السياره أوتوماتيكياً
حاولت فتح الباب بلا جدوى فصرخت به : إفتح الباب
رامى بعصبيه : كيف جرؤتى !
شيري : ماذا ؟
رامى ممسكاً معصمها بانفعال : كيف تسمحين له أن يلامسك بتلك الطريقه
شيري بثقه : وما دخلت أنت
رامى صارخاً : لا تختبرين صبري فقد نفذ
شيري بعصبيه : وما شأنك أنت أنا ومنير سنتزوج قريباً وخطبتنا بعد يومين لا أكثر
رامى ممسكا كتفها بعنف : لن تتزوجيه .. لن تكونى لغيرى أفهمتِ
شيري بثقه : لا لم أفهم
رامى وقد فقد آخر ذره تعقل لديه : سأفهمكِ إذن ... ثم قبض على شعرها مقرباً إياها منه وتناول شفتاها فى قبله عنيفه حاولت الإفلات بلا جدوى .. لم يتركها واستمر فى تقبيلها وعندما شعر باستسلامها بدأت قبلته تصبح أرق شيئاً فشئ حتى بدأت تبادله القبله متخلله شعره بأناملها ... إبتعد عنها بعد قليل لاهثاً فأخفضت رأسها خجلاً ... إمتدت أنامله رافعاً وجهها نحوه ثم همس بعشق أذابها : أحبكِ شيري لم أتخيل أن أقولها يوماً ولكن ها أنا أقولها بكل حواسي
شيري بعذاب : و وأنا أيضاً
رامى رافعاً حاجبه بمكر : وانتِ ماذا ؟
شيري بهيام : أُحبك رامى

روميو وشيرويتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن