آثمه 1

43 3 0
                                    

2015/12/5

2:30 بعد الظهر

هدوء مخيف يعم غرفه تلك المراهقة .. هدوء يخبر الكثير وأول ما يقوله هو أنها مختلفه وأنه لايجب عليك أن تفكر بالاقتراب منها ابدا

كل ما يمكن للمنصت سماعه هو صوت نقرات قلمها الخفيفه على تلك الورقه ، ترسم ملامح احدهم باحترافية شديده يكاد الناظر إلى هذا الإبداع أن ينكر انه من صنع هذه الفتاة الهاويه التي تجهل قواعد الرسم

توقفت عن الرسم وقطبت جبينها عندما اتضحت ملامح هذا الشخص ، أزاحت شعر غرتها ذات السواد الحالك بعيدا عن جبينها إلى خلف اذنها ليتيح لها مجال أكبر من الرؤيه

انه نفس الشخص الذي ترسمه منذ تواجدها في هذه الغرفه .. أي منذ اربع عشر يوما بالضبط

أخذت نفسا عميقا وهي تفكر عما يحاول عقلها الباطن تذكيرها به ويتعلق بهذا الشخص ، تعرف تماما ان -كما اخبرها الطبيب- محاوله تذكرها لأي شيئ غير مجديه ، لكنها تستمر في رسم وجهه ك اللعنة الملقاة عليها حتى تتذكر كل شيئ قامت بنسيانه

أيقظها من تفكيرها صراخ روز من الطابق السفلي
"سيلينا اريد الحديث معكي قليلا"

شعرت المراهقة باذنها يحرقها و الدماء تتصاعد ل رأسها من الغضب ، هذا هو الشعور عندما تسمع صوت أكثر شخص تحقد عليه في العالم و الذي تعيش معه تحت سقف واحد لسوء الحظ

ممتنه لكونها لم تضطر إلى التعرض لهذا التلوث الصوتي طوال السبعة عشر عاما التي عاشتها حتى الان

زفرت الهواء ب اقتضاب تذكر نفسها أنها مجبرة على تحمل هذا الاستفزاز وعدم قطع حنجرة روز ' فقط لأجل سلامته ' ، تمتمت ببعض كلمات التهدئة لنفسها بينما تعبر الدرجات الى الأسفل حيث كانت روز تجلس على الآريكه الحمراء التي بمنتصف غرفة المعيشه تعبث بشيئ ك ورقه بين يديها

سيلينا تكره كونها تعيش مع المدعوة ب روز في نفس المنزل و تتنفس الهواء الذي تتنفسه ، يجعلها هذا تريد خنق نفسها أو اقتلاع رئتيها ، لاكنها عاجزة عن المغادرة لأنها لم تبلغ الثامنة عشر بعد ولا تملك حق الأستقلال

بمجرد دخول سيلينا الى حجرة الجلوس اتخذت مكاناً على أقرب اريكه لها و بنفس الوقت أبعد واحده عن روز ، لم تحاول حتى صنع تواصل بصري مع الأخرى و بقيت صامته منتظره منها التحدث

بينما كانت سيلينا تحترف البرود ف روز كانت بحاله من الهلع و التوتر بصمت تحاول ترتيب ما تريد قوله ب ذهنها ، لم يدم الصمت كثيرا حتى نطقت سيلينا بنفاذ صبر

عناق باردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن