#2# أحداث غريبة

2.4K 192 149
                                    

(الصورة بالأعلى تمثل أختا لورين بالرواية)

ابتسمت بسخرية ملقية بمعطفها على إحدى الأرائك مشمرة على ساعديها بضجر و قالت بهمس: أظن أن هذه العائلة ستفقدني صوابي يوما و لكن عائلة مجنونة أفضل من اللاشيء.

جو غلب عليه المزاح بأنواعه أثناء تلك الحملة التنظيفية التي عرفها منزلهم الجديد، غباء غير محدود قد تخلل تصرفاتهم ليضفي متعة في ذلك، أكملت لورين أخيرا تلميع زجاج النوافذ لترتطم عيناها على أخاها الذي كان أشبه بالكيميائي بمخبره واضعا بين قدميه إناء بلاستيكي قد مزج فيه أصنافا مختلفة من المحاليل الحمراء منها و البيضاء لتقع تلك المنشفة دهشة منها، تقدمت نحوه بنظراتها الخاوية الباردة و خاطبته بنبرة غاضبة :ما الذي تفعله يا غبي ؟
التفت إليها جويل أخير بعد انتهائه من خلطته السحرية ليجيبها بمرح: كما ترين أجهز المنظف الذي سأطهر به الأرضية.
تأملت تلقائية جوابه ببرود لتردف: اللعنة عليك يا جويل لقد مزجت منظفات المرحاض و الأواني في ذلك.
لفت صوتها الغاضب بقية العائلة ليتقدموا نحوهم بفضول محاولين استدراك ما غابهم، كادت لورين أن توبخه أمامهم حتى قاطعتها صوت شهقة أختها الكبرى قائلة: يا إلهي جويل ما الذي فعلته؟
اندلع الحماس في كيان لورين متأهبة بسماع تأنيباتهم و سخريتهم من تصرف مستفزها ليتحطم كل ذلك عند إكمال الأخرى بإعجاب: باربرا أنظري للون اللافت التي قد شكله أخانا إنه موضة هذا الشهر ،همهمت الأخرى بحماس مماثل ملقيين بسلسلة ثنائهم على ذلك الغبي الذي كان يهز رأسه ممثلا الفهم دون إدراكه لحرف مما يقولانه.
بادر الوالدان بالحديث ليتشكل أمل خافت لدى تلك الشابة بموقفهما و كالعادة قد كانا بعيدان كل البعد عن الصحة و الصواب و هما يقولان: يا إلهي رائحته عبقة نضرة أحسنت يا جويل نريدك أن تطلي البيت بهذا العقار.....
وضعت لورين كفها على جبهتها لذلك الصداع الذي انتابها من شدة بلاهة أفراد عائلتها و انسحبت ببطء عنهم متجهة لغرفتها بهدوء.

اثناء تناولهم لوجبة غدائهم الصامت خاطبت لورين والدها بمعالم وجهها المحتدة و هي تقول: والدي هناك خطب بهذه المدينة، جمالها و بهاؤها مجرد قناع يخفي حقيقة قبحها و غموضها.
حاول إخوانها الإنفجار على كلامها المقفى إلا أن نظرة والدهم قد كبحت ذلك ليجيبها بهدوء: و لما هذا القول صغيرتي؟
وضعت لورين تلك الفرشاة من بين يديها لتزين ملامح الجدية سيماها مجيبة: كل ما في الأمر أن المدينة تخفي خلف هدوئها شرا ما ،السكان رغم رزانتهم إلا أني استطعت إدراك مدى هلعهم من شيء ما و كأنهم مجرد دمى يحركون وفق رغبة أحدهم.

رغم صفة السخرية المشهورة في عائلتها إلا أنها استطاعت بحديثها هذا استرعاء حبل انتباههم و أثارت فطرة فضولهم لمعرفة حل لغز كلامها.
ضيقت الأم عينيها و هي تقول :أريد شيئا مختصرا حبيبتي فكما تعلمين ان ذهني يأخذ نصف الكلام أما الباقي فكأنه لم ينصت له.
صرت لورين شفتيها محاولة تمالك أعصابها لتعيده بقلة صبر: هناك خطر مجهول يترصد بهذه المدينة.
ساد الصوت لهنينة حتى قوطع بصوت صراخ التوأمان ذو الرابعة و هما يضربان بقبضتيهم مع بعض ليصرخ أحدهم :رائع هناك شر بهذه المدينة مما يعني......
فإجاب الآخر و كأنه فهم مقصد أخاه: سيهب باتمان و محققو العدالة إلينا، نحن جد محظوظين بذلك.

Danger?!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن