#4#أول أيام الجامعة

1.8K 187 117
                                    

أهلا بكم بعد غياب، و ذلك راجع لتردي أفكاري في هذه المدة، أحس أن الإقبال على هذه الرواية مقارنة بروايتي الأولى لا شيء لذلك نظرا لانقطاع تحمسي لإكمالها أتمنى أن أتلقى بعض عبارات التشجيع منكم إن لك تمانعوا ذلك بالطبع و أرجوا أن تستمتعوا بالبارت
Vote & comments
Injoy:

ابتسم لها زين بخبث مكملا :بل مضاجعة العاهرات و أيضا من فضلك هناك شاب يريد أن يغفو قليلا لذلك... ثم أشار ملمحا للباب و قد أتبع بصوته الساخر :من فضلك... أخرجي.
حاولت إيميلي الإعتراض إلا أن ابتسامات الآخر المستفزة بددت كل ذلك لتتوجه مغادرة بعد إلقائها آخر كلماتها: الزعيم يريدك بشدة خاصة بعد تمرداتك لأوامره بالأمس.

أغمض عيناه من قوة صفع تلك الفتاة الباب خلفها ليهمس ببطء و قد زفر أنفاسه البطيئة التي تنم عن الضجر و الحنق: يا ترى أي محاضرة سأتلقاها الليلة؟
مع تسلل أولى معالم اليوم الجديد فتحت تلك المتظاهرة بالنوم عيناها بتعب ففكرة أن اليوم يصادف أولى أيامها الجامعية في هذه المنطقة كفيلة ببث مشاعر النفور في دواخلها، نزلت للأسفل بعد تجهيزها لنفسها و قد أملت أن لا تجد أحدا هناك و لكن كيف لها ذلك و أخاها المستفز بارع بتحطيم كل ذلك، كان جويل جالس بإهمال فوق سطح كرسيه يبتلع قهوته ببطئ و قد رافق ذلك إغماضه لبنيتيه من حين لآخر ،ابتسمت لورين سخرية على ذلك المنظر الغبي الصادر من أخاها الأغبى لتتظاهر بعدها بالهدوء خوفا من إيقاظه و إيقاظ استفزازه الخامد، جالت بعينيها وسط صفوف تلك الثلاجة بحثا عن فطور يسد حاجتها لتعبس بعدها لكون كل الأغذية بحاجة لطهو. زينت معالمها الهادئة بنسيج العبوس و الإنزعاج من أمها التي من المفترض أن تقوم بكل هذه تحت عنوان الأمومة و العاطفة، لكنها سرعان ما التوت شفتاها باستغراب من ذلك الكوب المصفوف أعلى الطاولة رفقة بعض الكعك و الملحق بورقة زينتها بعض الحروف، تقدمت نحوها بتعجب و هي تحدق بتلك الحروف التي تجمعت في بضعة كلمات و هي تفيد "بالصحة و العافية -جويل-" .

أخذت زمنا محاولة فك أحجية ذلك النائم الذي يتظاهر في يقضته بكون الأخ السيء و المتنمر مبطنا تحته غطاء العطف و الإهتمام و أمام هذا الموقف وجدت لورين نفسها من دون أي إدراك تتقدم نحوه مهدية خده إحدى قبلها الخفيفة ثم غادرت بمزاج معتدل نسبيا.
و أي مزاج هذا الذي ابتدأ بالأحسن ليتنهي بكابوس مجسد على أرض الواقع بداية بنسانها لمظلتها مرورا بضياعها و إهمالها للطريق الموصل لجامعتها و أخيرا شقلبة سماوية منها لتحتضن تلك الأرضية الجليدية بوجهها ،رفعت نفسها ببطء بسبب طبقة الثلج السميكة التي تحيطها من كل جهة لتهمس مشجعة بذلك نفسها التي تجهز رفع علم استسلامها :"سوف أصل للجامعة مهما كلفني الثمن، هل فهمت أيتها الجامعة الغبية سأصلك و لو كنتي في الصين أقصد و لو كنت....." ثم زفرت بإحباط مكملة :"كيف أصل للصين و أنا ضائعة في قرية لا تتعدى مساحتها بضعة آرات".
بضعة دقائق إضافية كانت كافية بوصول تلك الفتاة لوجهتها، و هنا رفعت رأسها نحو ذلك البنيان العظيم لتشرد فيه و في هندسته التي كانت أشبه بكفين محتضنين بعضهما البعض، سرعان ما تأوهت بألم إثر اصطدام أحدهم بكتفها بقوة، استدارت نحوه بغية الإنفجار في وجهه لتتفاجئ بفتاة أشبه بعقلة الأصبع، ضيقت عيناها باستغراب منها لتمد كفها مساعدة تلك القزمة على الوقوف رغم حنقها من اصطدامها العنيف بها، لتهم بعدها بغية الدخول إلا أن الأخرى تشبثت بذراعها قائلة بصوت قد تذبذب من شدة ارتجاف صاحبته التي كانت تلعب بنظارتها بخجل : شكرا لكي إنني فعلا ممتنة......
و مثلما هو منتظر من بطلتنا التي تملصت من الأخرى مغادرة دون أن تبالي بتكملة حديثها فيكفيها وجع الرأس الذي ستتلقاه من جيش أساتذتها الجدد، بعد معرفتها لقسم محاضرتها توجهت نحوه بملل لسببين أولهما أنها كانت ضجرة من كل ما حدث لها لحد الساعة من سوء حظ و آخرهما هو ملاحظتها لاختفاء جميع الطلبة من الأروقة مما يفيد تأخرها و بالتالي ستكون محل اهتمام الكل بدخولها المفاجئ .طرقت الباب ببطء منتظرة إذن البروفيسور من الداخل و الذي لم يتأخر كثيرا لتجد نفسها صحبة رجل في الأربعينيات من عمره ذو ذقن ملتحي بإهمال ،نظارات عملاقة تغطي عيناه الغائرتين و مئزر مصفر مثير للإشمئزاز فإذا بها تسمع صوته بعد أن جعلها مقابلة لوجوه الطلاب الآخرين و هو يقول :لقد انضمت إليكم طالبة جديدة من مدينة نيوكاسل، ثم استدار نحوها مطالبا إياها بتقديم نفسها لتزيف ابتسامة صفراء في وجوههم و هي تقول: لورين بيمانتل تشرفت بمعرفتكم و قد تلا ذلك توجيهها لأحد المقاعد بالصفوف الخلفية نظرا لامتلاء الصف.
كان صوت الأستاذ يرن في أذنيها كصخب الطبول، جل ما أخذت من محاضرته عبارة لم يكن حاجة للطب لولا إنعدام الخطر المهدد بالبشرية، و بالفعل قد وجدتها عبارة غامضة رغم بساطة كلماتها، أغمضت عيناها فوق سطح تلك الطاولة الباردة مرسلة إليها قشعريرة قد لاقت استحسانها و بهذه الوضعية قد انتهت أولى محاضراتها لتخرج أخيرا من ذلك القفص الذي كبل جماح تنفسها.

Danger?!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن