#3#العجوز المفقود

2K 212 54
                                    

ملاحظة لقد تم تغيير إسم الرواية إلى I'm....... ThE mAn In BlAcK.
بارت جديد من أجلكم، و طلبي كالعادة أن تضغطوا على تلك النجمة بالأسفل و التعليق بين الفقرات.
استمتعوا :
فابتسمت باستهزاء لمخيلتها لتصعد ناحية غرفتها مرتمية بخمول وسط دفئ فراشها، مدت يدها نحو السرير بغية إيقاف مصباحها و لكن صدفة قد وقع ضوءه باتجاه النافذة لتتسع عيناها برعب و هي تشاهد زوج تلك العيون الجاحضة تتأملها باستمتاع.
تصنم جسدها أمام تلك الهالات التي تحدق بها بصمت يعجز المرء تفسيره، ثبتت عينيها المتسعتان لذلك المنظر الذي تجف له الدماء و يتوقف سريانها، لم تكد تأخذ خطواتها الأولى نحو الباب من أجل الفرار حتى فاجأها اختفاء ذلك الغريب و المطمئن في ذلك أن أمر دخوله و النفاذ إليها شبه مستحيل.
وضعت كلتا يديها حول رأسها مدلكة جانبي صدغيها لعلها تزيل أمر تلك الصورة التي أخذت مكانا في ذاكرتها و تنعم بسويعات نوم كالبشر.

مع صوت صراخ أخيها الصاخب استقبلت صباحها، تململت و هي تأخذ أولى خطواتها مغادرة سريرها الدافئ مستقبلة نسمة عليلة و باردة في آن واحد ،لتشق طريقها نحو الأسفل لعلها تتناول وجبة فطورها بسلام كما يفعل أبناء جنسها، جلست بهدوئها المعتاد في مقعدها الخاص لتباشر بالأكل دون إلقاء أي تحية تذكر و ذلك الشيء الذي ألفه عنها أفراد الأسرة أين اكتفوا بالصمت على غير العادة. رفعت لورين بنيتيها محدقة بتلك الرؤوس المنشغلة بالأكل، لتقطع أخيرا ذلك السكون بقولها :أتوفي شخص من العائلة؟
ابتسم جويل بخفة ليتبع بصوت هادئ :بل توفي عمل أبي بالأمس و للأسف كان أمر تلقينا هذا الخبر كالفاجعة.
همهمت لورين بقلة اهتمام و قد شرعت بمسح فمها استعدادا للمغادرة قائلة: الفاجعة الحقيقية هي لحظة معرفة أمي بهذه الصاعقة التي ستودي بها لمشفى الأمراض العقلية لا محالة و المبهج أيضا تعود مدللتينا على الحياة البسيطة لعلهما يخرجان من الوضع المقرف الذي تبنيانه لشخصيتهما العاهرة. أغلقت الباب بابتسامة شقية بعد ملاحظتها لعلامات الإمتعاض التي طفحت وجوه أختيها و التي جعلت من نهارها في قمة جماله بالنسبة لها، ليس كرها منها و لا حقدا و إنما أرادت بقولها السابق أن توضح لهم وضعيتهم الآن فموسم الرخاء و العطاء قد انجلى ليحل محله موعد الشقاء و السعي لضمن البقاء.

بدأت مسيرتها مثل الأمس بتفقد العديد من الآثار التي تميز هذه المدينة العريقة بداية بمعالمها الآسرة تدرجا بمداخلها و مخارجها القليلة كونها بقعة محدودة المساحة و بالصدفة قد وجدت نفسها قد مرت على نفس الزقاق الذي ضم سابقا ذلك العجوز الخرف أما الآن فكرسيه المتحرك المكسو بطبقة الثلج هو جل ما وجدته بالقرب من منزله الرث، حاولت المرور من جانبه دون اكتراث إلا أن ضميرها الأحمق ظل يصدر ضجيجا و صخبا مثيرا اهتزازا في عواطفها الداخلية، لتزفر بعدها بحنق متوجهة لأحد جيرانه طارقة ذلك الباب الخشبي بخفة منتظرة أن يجيبها أحد وبالفعل قد مرت دقائق ليفتحه رجل قد طغى الشيب معظم شعره إلا أن ذلك لم ينقص من جمال مظهره رغم ابتذاله، ابتسمت تلك الفتاة بخفة لتردف: أهلا يا سيد في الحقيقة قد لجئت لحضرتك كي أستفسر عن العجوز.....
و بووووم قد أغلق ذلك الرجل الباب في وجهها تماما لتجعل من ملامح تلك الواقفة كالسمكة بفاهها المفتوح، لكنها سرعان ما عادت لأرض الواقع بعد تلك الإهانة التي قد تعرضت لها لتهمس: يا ضميري الطيب أأعجبك طبق الإهانة الدسم الذي قدم لك جراء عطفك المبالغ تبا لي و ل.....
توقفت الكلمات في حلقها بعد مشاهدتها لشخص ما يخرج من نفس المنزل الذي أهانها و للتصحيح قد كان شاب عريض المنكبين فخم الطلة، كاسح الجمال.... اكتفت بالتحديق بسيماته الآسرة و الذي يعد الأمر الذي لم تتجرء على فعله من قبل لتعود لأرض الواقع بكلماته الملكية و هو يقول :عذرا يا آنسة أتحتاجين لأمر ما؟
هزت لورين رأسها للجانبين محاولة طرد أفكارها المنحرفة التي بدأت بالبزوغ و لكن فعلتها تلك لمحت للواقف أمامها و كأنها ترفض عرضه ليهم بالمغادرة لولا سحب الأخرى أكمام معطفه الجلدي و هي تقول :في الحقيقة أحتاج أن أطرح عليك جملة من الأسئلة التي تحتاج أجوبة منك، فما رأيك؟

Danger?!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن