#5#تعملين في الحانة فعلا!!!

1.7K 176 82
                                    

أهلا و سهلا أعزائي القراء، اشتقت لكم بحجم بعد السماء عن الأرض، في الآونة الأخيرة وجدت أن الإقبال على هذه الرواية جد قليل لذلك ارتأيت إكمال قصتي الأولى لأتفرغ لهذه يمكن أن يطول الغياب شهر أو شهرين، و جد آسفة لذلك و لكن يمكن أن أقلص المدة في حالة تغير الوضع الراهن.....

حمحم الآخر بدهشة من جوابها ففعلا قد باغتها بسؤال بعيد كل البعد عما قد تناوله في حصته و ذلك اعتقادا منه على شرودها لتفاجؤه الأخرى بجواب قد جعل منه محل همسات البقية و إستهجانهم.
ابتعد عنها الأستاذ بعدما رمقها بكل معاني الإمتعاض و الغضب مكملا درسه الذي سبق له بدايته و ذلك قبل وقوع ذلك الموقف المحرج بالنسبة له.

بعد انتهاء المحاضرة حزمت لورين أغراضها بغية مغادرة أجواء الجامعة المتجمد نحو منزلهم الدافئ، و بينما هي كذلك فأذا بها تلمح تلك الفتاة الغريبة قد خرجت من أحد الأزقة المنعزلة بمظهر لا يحسد عليه أحد، لباس ممزق و مدنس، بشرتها البيضاء مزرقة بعمق، خصلات شعر متطايرة كأعشاش الطيور كل ذلك ذلك جعل من بطلتنا تزفر بعمق متضايقة لمدى تعدد فرص لقاءاتهم منذ اليوم الأول، أكملت سيرها مشيحة ببنيتيها عنها لتصل أخيرا لملجأ راحتها الوحيد بهذه القرية ألا و هو منزلهم العتيق، بضعة دقات كانت كفيلة بسماعها لشجار التوأمين عمن له الأحقية بفتحه أولا، و دام الشجار داخلا ليدوم معه انتظار تلك الفتاة خارجا، وصل صبرها للذروة فرفعت قدمها عاليا بنية ركل ذلك الباب لعل أحدهم يشفق على حالها و يدخلها بدل التجمد في الخارج لكنها توانت عن ذلك لسماعها صوت انفتاح الباب تحت يد أباها الذي بادلها بابتسامة ترحيبية و متأسفة في آن واحد، ألقت عليه السلام ببرود متجهة نحو المطبخ باحثة عن قوت يعوض جهدها الذي أحرق لها أغلبية سعراتها الحرارية. أغلقت باب الثلاجة بإحباط، و يال الأسف لم يتذكر أحدهم حصتها كما نصت عليه العادة، أرادت في تلك اللحظة تحطيم ذلك المطبخ على رؤوس قاطنيه من شدة حنقها، لكنها أبت إلا و أن تتمالك نفسها لتأخذ بعض الفواكه الباردة صاعدة للأعلى دون أن تنبس بأي حرف مع أفراد أسرتها.

تدحرجت الساعة من ربوة الصباح معلنة قدوم المساء، و إستيقاظ تلك الأميرة الباردة من أفرشتها القطنية، تربعت أعلى تلك الأريكة الريشية مستمتعة بروعة ملمسها لتشاهد بعض المحطات لعلها تطرد مللها الذي بات يزاولها كثيرا منذ إقامتهم بهذه البقعة، بعد برهة شدها صوت صادر من الأعلى لتخفض صوت التلفاز و تصعد بترو بهدوء لعلها تكتشف السبب وجدت نفسها أمام رواق طويل يؤدي لغرف إخوتها و لكنها سرعان ما اختفت بحرص عند مشاهدتها لكل من والديها واقفين هناك و قد كانوا في خوض مشاحنة أو شيء من هذا القبيل.

سمعت صوت أمها المتغلغل غضبا و هي تقول : ما الذي تقوله هل جننت، نحن عائلة بيمانتل العريقة مفلسون و ماذا أيضا تريد مني طرد الخادمين و ذلك لعدم إمكانيتنا من توفير أجرتها أتعلم ماذا اذهب للجحيم.
رفع الوالد كفه عاليا لكنه قد صارع نفسه لكبت ضربها و هو يزمجر :نعم كل ما تلفظتي به صحيح و من الآن كل الأشغال عليك أنت و بناتك و ما الضرر في ذلك، لسنا أول و آخر من يفلس و .....
اعتلت ابتسامة شقية ثغر لورين لتنزل تلك الأدراج و هي تهمس باستمتاع :والدتي و أعمال البيت..... التشويق قادم يا رورو فصبر عليك لذلك الأجل. (رورو و هو اسم دلع أطلقته لورين على نفسها و ذلك لحبها بذلك خاصة و أن لا أحد قد بادر بذلك لذلك قد نافت العادة و ابتكرة واحدا لها ).
لربما قد يفهم القارئ من كلامها الامبالاة من الحالة التي آلت إليها وضعهم الحال و لكنها العكس تماما، فهي ترى من باب الإفلاس وجها و تأملا جديدا بأن تكون عائلتها مستقبلا متفهمة و مسؤولة عن أفرادها يدا واحدة تستشعر بحرارة الفرح و قساوة البرد.

Danger?!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن