2

1.9K 215 137
                                    

2015/05/01

أبلغ من العمر أربعة عشر وقد تخرج أخي الأكبر اليوم؛ بعد طلاق والدايّ مكثنا مع والدتي وقد عملت هي لجني لقمة العيش بينما الأكبر كلما طُلِب منه العمل تحجج بأنه يدرس.

لا أنكر إن صدمة إنفصالهم لا زالت موجودة بداخلي لكن، لازلت اكافح!
دراستي المكثفة؛ اعتنائي بالمنزل؛ صنع أجواء مرحة فيما بينهم كان شيء صعب!

للحقيقة أكره فكرة إني قاصرة أكثر من سخرية الناس لي و الشعور بالنقص.. لأنني لم أستطيع أن أعمل!
لم يدفع والدي نفقة عيشنا ولا وون واحد.. كانت المسؤولية على عاتق والدتي مما اشعرني بعبئ.

كانت حفلة تخرج بسيطة ولطيفة مع إبتسامات فخورة؛ كان سعيدا أم يدعي لم أستطع تمييز ذلك حتماً.. لكنني أعلم إن عليه إعالة العائلة!

كان الخطأ بادراً مني لأني قد رسِمتُ آمالاً عليه!
إنه إبن أبيه فماذا يكون؟

----

مرّ إسبوعين وهو يمدد الفترة.. لم أرى إبتسامه لي منه منذ فترة طويلة؛ يوم وبعده وهو يصغُر بعيناي بتصرفاته.

هو لم يحاول، ولا حتى لمرة التعويض عما حصل، كان فقط يتجاهل ما يحصل بخروجه من المنزل مع رفاقه أو يقوم باللهو بأجهزة المنزل.. لم أراه كأخ لي!

رأيته كعالة للأسف.

كانت بداية العطلة الصيفية ووالدتي ذاهبة لوظيفتها التي هي سكرتيرة فشركة؛ كنت أُرتِب المنزل هنا وهناك إلى أن رأيته يلهو بهاتفه
"إلى متى ستبقى هكذا؟".

"ماذا تقصدين؟"
كانت له تلك الإبتسامة التي لطالما كانت مزعجة بالنسبة لي بينما لم يُتعب نفسه لينظر لي
"أعني العمل.. ألا ترى والدتي وكدِّها؟ أليس عليكَ مساعدتها؟!"
لم أستطع كبح نفسي فخرجت صرخة مني ليرمقني بغضب ومن ثم عاد للهاتف مرة أخرى.

حتماً لقد اكتفيت منه ومن الاعيبه؛ لقد كان واضح لي ولوالدتي إنه لا ينوي فعل شيء.. إبن أبي يحب أبي حتماً
"أيها الحقير ألا تظن إنك عالة؟ ألم تكتفي من الاعيبك؟ ألا تشعر بوالدتي أو بنا على الأقل؟ ألا تعلم إنك الرجل الأكبر هنا؟"
كانت صرختي مُصاحبة لدموع لم أشعر بها؛ في حين نظراته زادت غضباً ليرمي هاتفه جانباً على الأريكة وينهض.

فليحدث ما يحدث.. لم أعد أهتم بما سيفعل فأكملت بينما واجهت طوله
"كما يبدو إن لا رجل بيننا للأسف!"
صفعته لم أنساها.. أبداً!
تلك الصفعة التي جعلتي أعي على أشياء كثيرة أهمها إنه لا شيء بحياتي بعد اليوم.. كان صداها هو ما تبقى وبكاء الصغير.

وقد كان ذلك جزءاً من الجحيم!

وقد كان ذلك جزءاً من الجحيم!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
SS ¦ حَياةً مَنسِيَة | HIJOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن