4

1.4K 212 75
                                    

2016/09/10

أضحيتُ بالسادسة عشر منذ أسبوعاً مضى؛ ومنذ وقتها ذهبت باحثة عن عمل جزئي. لابد وإن أجد من يجعلني أعمل لديه.. إنتهى بي الأمر بعاملة داخل مقهى حيث إنني أمينة الصندوق.

الناس يأتون ويذهبون وأنا فقط أعد بالأموالِ وأدون الطلبات والتأكد من عدم وقوع أخطاء، كنتُ أعود للمنزل كجثة متحركة فقط، أرى أخي الصغير وهو يدرس لأُلاعبه قليلاً وأخلد إلى النوم.

عندما انهض أحياناً أشعر بعظامي تتهشم؛ كوني أحمل حلماً.. الشيء الوحيد الذي جعلني صامدة ووقوف والدتي بجواري.

لابد وأن يكون هناك بصيص أمل في كل كرة ظلام.

----

"من سيأتي إلى المطعم معي؟"
صرخت بحماس مستدعية إنتباه من هم على الطاولة..ليصرخُ أصغرهم حماساً "أنا" بعثرت شعره مع إبتسامة خفيفة تمازحه
"هذا صحيح!"

كون راي أخي الأصغر من أجمل تفاصيل حياتي جعلني أُكمِل لأجله؛ ربما إبتساماتي تأتي من بين يديه.. هو أروع ما حدث لي بمشاعره اللطيفة و تصرفاته العفوية.

ذو الثمانية أعوام داخله روحاً مشرقة لن أستطيع يوماً إمتلاك واحدة تشبهها.

----

"إجلس هنا ولا تتحرك وإن رغبت بشيء فقط إرفع يدك إلى الأعلى وسآتي إليك"
أومأ مُطيعاً ليجلس على طاولة بجوار الخزينة يلعب بجهازها بينما هي تستقبل الطلبات.

دلف هو محاوطاً خصر فتاة بدت وكإنها بائعة هوى بفستانها القصير وقهقهاتها التي ملئت المكان؛ بينما جلسا على إحدى الطاولات تبعتهما بنظراتها.. لم ينتبه لوجودها بينما يحاور تلك التي تجلس أمامه.

طوال فترة جلوسهم كنت تتبعهم بنظراتها بين الوهلة والأخرى؛ حينما نهض ليدفع الحساب وقف قبالتها بينما يُخرِج أمواله.

إنتبه لوجودها تجمّدت حركته قليلاً ليتظاهر بعدم معرفته لها أمام فتاته لتقهقه بسخرية أمامه
"هل من الصعب أن تلقي التحية على أختك هنا؟"
كان متوتراً ويدور برأسه هنا وهناك بعيداً عني
"الحساب هو خمسة وثلاثين دولار!"
أخرج الأموال ووضعها على الطاولة ليهرول خارجاً بينما تلك الفتاة لحقته.

هل هو محرج مني؟
لما قام بتجاهلي حتى؟
بدأت أرى به والدي!
"زير نساء حقير"
تمتمت لتعود مكملة عملها وهي تعتني بمن يجلس قربها.

هل هو يملك الأموال ولا يعطينا منها؟
جميع أفكارها تمحورت على أخيها لتشتد أعصابها ومزاجها أصبح سيء.. توعدت له بكلام داخل المنزل!

في النهاية هو عديم إحساس؛ هل سيؤثر به كلام؟

كانت قد فقدت الثقة بجميع رجال العالم؛ كونهم لم يعرفوا معنى الحياة والوفاء.. كونها تحملت مسؤولية شخصيتين ناقصة داخل المنزل مع إمرأه أخرى؛ كونها رأت ما لم يراه من بعمرها!

 كونها تحملت مسؤولية شخصيتين ناقصة داخل المنزل مع إمرأه أخرى؛ كونها رأت ما لم يراه من بعمرها!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
SS ¦ حَياةً مَنسِيَة | HIJOحيث تعيش القصص. اكتشف الآن