انقمعت على عتبة بوابة الانقهار و الوحشة في شجونٍ اجتاح مهجتي، نصبت قامتي لأعود إلى تلك الأمسية المختلجة حناياها، و إلى العجز سرت بخطوات تترنح في انكسارٍ، عدت لأحضن تلك الورقة مرةً ثالثةً، فبتّ أقتات على صفحات الذكريات و لم يبقى من تلك السوالف سوى تلك اللحظة التي كتبت فيها حقيقةً مريرةً زخرفت الدجى بجوى النجوم.
"و دفن العرب لغتهم الأصيلة تعانق الحضيض"
بأناملٍ شغوفةٍ لعودة الماضي، و لعلّ الماضي كان برقش يراعها، لامست تلك المكعبات الموشّاة بألوان صراع الشمس و وقع المطر، توسّمت في سحنتها و حتّى تنظيمها أثار في نفسي الرّيبة و الفضول.
"لم ليست ملقاةً كعادتها على طاولة البعثرة و التشتيت؟"
"لم لتنظيمها هذا سيماءٌ مبهمةٌ؟"
"أوليست مألوفةً؟!"
توسّمت فيها بعين الغموض، و اضطجعت الرعشة على كرسي الحكم، أرتجف أمامها و هي خلف أستر حكم روحي تبتسم، عدت بصفحات ذاكرتي يوم رأيت تلك الفتاة المباركة ببركة و سداد الدّين، تقرأ من كتاب اللّٰه تعالى بكمهها، تمعّنت في مصحفها فإذا هو مدبّج بمكعباتٍ لغرابتها معنى....لغة البراي...لغة الأكمه.
لملمت شتات نفسي المتحاتّ لأقرأ تلك الكلمات بانشجاجٍ لم يدرج من قبل على لجّة حسّي، و صدق القائل: "خير الكلام ما قلّ و دلّ"، كلمتان طرأتا على روحي فرجّتاها، تقطعت أحبال صوتي كما تقطعت أمشاج قلبي و تلاطمت أمواج حياتي لتطوي خلفها الأفق البريء.
"يعرب قاتل"...
نقاطٌ إلى السّطر و رقشت على سطور الحياة لتبقى عنواناً لتقهقري، بل عنواناً للغةٍ عريقةٍ تعانق الحضيض، لكن لاندثارها لم يحن الأوان.
"و سواء أاتضحت نهايتي أم لا، فهذا ما عليكم أنتم أن ترقشوه على صفحات قصتي"...
أنت تقرأ
الشهادة الصامتة
Fantasyرمت بها الأيّام إلى غفوةٍ طَيّ مهدٍ سرمديٍّ...لكن لم و لن تُطمر شهادتها المحفورة على شجرة الحياة.