الجزء الاول

428 27 18
                                    

لقد كنت حينها صغيراً في الرابعة من عمري لم اكن أفهم شيءاً لكني ما زلت اذكُر موقفاً ظل عالقاً في ذهني طوال حياتي .

لقد كنت العب انا واخي الاكبر مني بسنة  عند باب بيتنا وكان اخي يلعب بكرته المفضلة بعد ذلك سقطت هذه الكرة من يديه الى منتصف الشارع .

علمتني امي ان الشارع خطير وعلي الا اذهب الى هناك لقد حذرتُه لكنه لم يسمع مني .ذهب لقد فعلها وذهب الى الشارع ليحضرها .
مع صغر سني انذاك لكني كنت خائفاً جداً لم اعرف ماذا افعل ؟
ماهي الا لحظات حتى جاءت سيارة مسرعة تتجه صوب اخي لقد صرخت باعلى صوتي لكن بلا جدوى .
ثم لمحتُ فتى بعمر اخي لقد كان جميلاً وكأنه كالفارس في الاحلام وجاء بسرعة بعدها اغمضت عيناي لثواني ثم فتحتهما وخشيت ان ارى ماءا احمر منسكبا على الارض. تقول امي هكذا كنت تسمي الدماء .

لكني رايت منظرا ظل عالقا في خاطري  لقد رايت طفلين صغيرين وكانا متساوي الطول متعانقين على الرصيف .
ثم غلبت لحضة السكون تلك على المكان وانا انظر اليهما كانا كما في افلام الكارتون وفي نفس الوقت كانا خاءفين.

ثم نهض ذلك الفتى ونهض اخي وتقابلا وجها لوجه ووقفا لبرهة ينظران لبعضهما .فاخي ينظر الى الفتى ويتفحصه بنظراته ويحفظ قسمات وجهه جيدا .
لقد كان اخي في الخامسة من عمره وكان اقوى ذاكرة مني فاستطاع ان يتذكر هذا الموقف جيدا واخبرني به بعد ان كبرت قليلا وذلك عندما بدأت انسى بعض الاشياء بهذا الموقف .

قال اخي للفتى:انا اسمي فرات ما اسمك؟
مد الفتى يده للمصافحة كان مهذبا وقال:انا اسمي راءد .ثم شكره اخي على انقاذه .

واذكر ايضا عندما قرر والداي تسجيل اخي في المدرسة ذهبت معهما ورايت نفس الفتى نعم راءد لم اعرفه في البدء.نعم كانت هذه المدرسة داخلية ومنذ تلك اللحظة لم ارى اخي بعدها.

كانت اياما عصيبة علي ان افارق اخي لكني اذكر لكم قصص فرات اخي مع راءد في هذه المدرسة التي كان يرسلها اخي في رساءل لوالدي . كان راءد وفرات مثالا راءعا للصداقة :

اذكر ان اول رسالة كانت انه عندما جاء اليهم المعلم اجلس فرات مع راءد معا في مقعد .هذه الصدفة كانت بداية صداقتها العظيمة .
كانا يتشاركان الطعام وفي مرة من المرات اخذ اخي علامة سيءة في العلوم فجاءه راءد وقال له:لو لو يرضون لاعطيتك علامتي واخذت علامتك .
يقول اخي في رسالته :(كنت ابكي لعلامتي السيءة ولم اكن مهتما لما يقول .نعم لم اكن مهتما له.) 

وفي رسالة اخرى اخرى لاخي يقول فيها:
بعد ذلك بيومين جاء الي صبية لا اعرفهم وبداوا يضربونني ويريدون طعامي فاعطيتهم اياه لكنهم ظلوا يضربونني حتى جرحت.
ثم جاء راءد وظل يضربهم فهربوا منه بعد ان انتهى اتى الي وقال لي :هل تاذيت ؟
فقلت له بصراخ :الاترى هذا الدم على جبيني ؟
فبادر الي واخذ الضماد وبدا يضمدها وهو يقول مبتسما :لا باس لا باس عليك.
وانا كنت خجلا من نفسي لاني صرخت في وجهه مع انه كان يريد مساعدتي .

...انا مازلت احتفظ بتلك الرساءل التي كان يرسلها الي وانا كنت اقروها بدلا عن والداي .
واذكر في رسالة من الرساءل كان يقول فيها:

مرة من المرات عاقبني الاستاذ بالحجز لمدة يوما كاملا بلا طعام .لقد كان راءد يحضر لي الطعام خلسة مع ان الاستاذ
حذر من يفعل ذلك بالعقاب مثلي .
حتى وشى عنه احد التلاميذ مما جعل الاستاذ يعاقبه مثلي .
وايضا انا لم اكن اعير ذلك اهتماما ايضا  وكنت اقول له لااريد الطعام اذهب سيعاقبك مثلي وغضبت منه كثيرا لكنه لايصغي ويكررها فلذلك قررت ان انفصل عنه وبعدها لا اتحدث معه ولايحدثني وهو لم يرض بذلك وكان يحاول التحدث الي وانا اتجاهله بكل مرة .
الى ان يياس من محاولاته وخضع لقراري مع عدم قناعته بذلك .
وبقينا هكذا لمدة سنة كاملة كان  يشعر بالحزن والتعاسة اقر انني ايضا كنت مثله لكن ماافعل ياخي انا لااريد لاحد ان يتاذى بسببي .
لكن هذه السنة كانت هي الاخيرة في دراستنا معا .اقول لك يااخي صراحة لقد حزنت كثيرا لانني لن استطيع رؤيته مجددا مع اننا لم نكن نتحدث لبعضنا .
اراد ان يودعني لكن قراري له قد منعه .

هذه الرسائل وغيرها الكثير كنت انتظرها بفارغ الصبر من اخي فرات واخيرا انتهت دراسته الثانوية وسياتي الي قريباً لكن المحزن انني لن استطيع ان اقرا المزيد من هذه الرسائل لكن لاباس رؤيته تفرحني اكثر من الرسائل.

تاخر اخي بالمجيء الينا كنت اتمنى ان ياتي بسرعة .

لكن سرعان ما غيرتُ رايي بمجيءه بسرعة خشية ان يرى ما يحدث هنا.

موت المتوددينِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن