الجزء الاخير

89 18 8
                                    

انا اعترف لقد غرت كثيرا مما حدث بين راءد وفرات لانني في الاونة الاخيرة بدأت احب راءد وبدأت اشغف به وهذا مااثار غيرتي من اخي .

عندما كنت اشاهد هذين الطيرين يحلقان في عالم الود والصداقة .اعتقد بأن شيءا ما سيحصل لاخي وراءد والا لماذا راءد يتحدث لاخي وكأنها اخر ليلة لهما ؟
ومن مجرد احساسي بذلك نهضت واتيت الى راءد واخي وجلست بقربهما لكن لم يلاحظا وجودي حتى فقد كانا مشغولين بالنظر الى بعضهما وكانهما يتحدثان بعينيهما وقلبيهما .
ثم تعانقا عناقا طويلا وكان كلا منهما يمسح وجهه بكتف الاخر ويشمه .

لقد قطع شكي باليقين الان وايقينت انهما سيفترقان فراق طويل .
بعد ذلك انتبها الي واعتذار وودعاني ايضا وكان الفجر قد اتى .
وهذا يعني ان نبدا العملية.فتحضر الجنود والمدافع والصواريخ والدبابات والمصفحات وكل المعدات الضرورية للقتال والحرب.
بعد اربع ساعات متواصلة من الحرب ضد الارهاب وكان اخي قد قتل زعيم ذلك الارهاب وانتقم لوالدينا وكم فرحت بذلك .
لكن في الساعة السادسة من قتالنا ضدهم كان قد تقدم راءد ليحارب ببندقيته فتقدم باتجاههم وكنت انا واخي نحذره من الاقتراب اكثر .
بعدها راى فرات على ظهر راءد النقطة الحمراء للقناص واراد القناص ان يطلق الرصاصة فتقدم فرات وصدها بجسده فاصابت صدره .ثم انتبه راءد خلفه وكاد ان يقع فرات فامسكه راءد من جهة صدره فاخذ يحاول ان يوقف نزيف الدم بخرقة لديه ويقول:حبيبي لم فعلت ذلك ؟
فيرد فرات:لانني......
ثم يرى راءد هدف القناص الاخر اي تلك النقطة الحمراء اللعينة على ظهر فرات فيدير ظهره الى القناص ويحمي صديقه ..فتصبيه الرصاصة بظهره .

(انا والجنود الاخرين كنا نقاتل ولم نستطع ان نصل اليهما ونساعدهما .)

وهكذا بقيا يتبادلان الرصاص بجسديهما ويحاول احدهما ان يحمي الاخر بجسده ويفعلان ذلك وهما متعانقان ببعضهما فاصبحا وكأنهما جسد واحد .
بعد ذلك يكمل فرات (وهو في اخطر حالة والدم ينزف من كليهما)
لانني ...لانني احبك ياراءد نعم احبك كثيرا .واسف على كل مابدر مني سامحني ارجوك .
ابتسم راءد واغمض عينيه وتوقف الرصاص عليهما وكان جسد راءد فوق جسد فرات ليحميه كما حدث في اول مرة التقيا عندما انقذ فرات من السيارة عندما كان صغيرين وقد تذكرا ذلك الموقف ها قد تكرر هنا في ساحة القتال.
لكن هنا اختلف شيءا واحدا هو اعتراف فرات كما ان راءد قبل ان يغمض عينيه بثواني قال ردا على كلام فرات:حقا ..يافرات انا ...انا ايضا احبك .يقولها وبصعوبة بالغة
ثم فقد حياته على تلك الكلمة ..وعندما رأى فرات ذلك قبل راءد لاول مرة في حياته منذ ان تعرفا لبعضهما.ثم غمض فرات عينيها .
ودفن راءد وفرات على حالهما في قبرهما .
حتى ان الاعداء استغربوا من قوتهما وتضحيتها فرحمكما الله يا ايها الصديقان المتحابان .
والحمدلله انتصر جيشنا العراقي وتحررت اراضينا .
لم انس ما حصل وقتها ما دمت حيا .
وانا رافد اخو فرات  لقد عشت لحظات جميلة مع اخي وصديقه راءد حتى مع فقدان والدينا منذ صغر سننا .

اما الطفلة نرجس فلم تصدق بان فرات مات فاصبحت تنادني ( فرات) .

وقد كبرت الان وتزوجت وانجبت طفلين سميتهما (راءد)و(فرات) وكانا يشبهانهما حقا.

فهذه قصتهما وقصتي معهما وانا الان عمري اكثر من خمسين عاما ياصغيري فرات وراءد .
ومازالت ياصغاري تلك الايام ترن في اذني وتسلي وحدتي وتمتعني فلن انساها لحين مماتي .

موت المتوددينِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن