الجزء الرابع

78 17 10
                                    

كان على اخي ان يدرس اربع سنوات .اظن لا بل ايقن بان هذه الطفلة لم تفتقده ابدا خلالها لانها كانت تتكلم معه داءما .انا الذي افتقدته وليس هي .

لكني استطيع ان أكون مع فرات في المرحلة الثانية له .بعد ذلك بدات قصة تودد اخرى في الكلية العسكرية هي اخي فرات مع صديقه راءد .
اما بالنسبة لخضراء العينان تلك اعني نرجس فقد كانت تحضرها عمتي كل اسبوع الينا .
كنت انا وفرات وراءد نقيم في غرفة واحدة وكان سرير اخي مقابل سرير راءد بحيث يكون راسيهما متقابلين على الاسرة ويتيح ذلك لهما التحدث معا كما يشاءان وانا كنت على الجانب اﻹخر من الغرفة وكان معنا شخص اخر اسمه دريد كان سريرينا متقابلين كسريري راءد وفرات .وكنا جميعا ندرس بجد ونساعد بعضنا بعضا وكانت اياما جميلة ومخيفة بنفس الوقت .

اذكر مواقف عدة في تلك الغرفة منها:
اذكر انه في ليلة شتوية باردة وكان الزيت قد نفذ من المدفءة فاضطررنا بالجلوس في اسرتنا وتدفءة انفسنا بالبطانيات ثم نمنا جميعا بعد ان اكملنا واجباتنا وكذلك استعدادا لتدريب يوم غد.
وفي منتصف الليل سمعت صوتا فرفعت البطانية عن وجهي قليلا لانظر مامصدره؟
رايت اخي يرتجف من البرد اردت ان انهض لاعطيه بطانية اخرى لكن سبقني الى ذلك راءد فبقيت انظر اليه.
فقد اخذ البطانية بهدوء كي لا يوقظنا وغطى بها اخي ثم رجع الى سريره وبعدها اخرج يدي اخي ليدفءهما بيديه الدافءتين .
وهكذا لم يعد اخي يشعر بالبرد وتوقف عن الارتجاف .
ﻻاراديا مني هذا الموقف بقي منسوخا بذاكرتي.

وفي يوم عطلة نهاية الاسبوع جاءت عمتي واحضرت نرجس معها.وما ان دخلت نرجس لغرفتنا ورأت اخي الا وجاءته راكضة باسمة ضاحكة ثم تعثرت وكادت ان تسقط فاسرع فرات وامسكها وحملها الى فوق راسها وبدا يقبلها وهي تحوط راسه بيديها الصغيرتين الناعمتين.

بقيت نرجس عندنا يوما كاملا واذكر انه كان يوم الجمعة .
ثم جاء راءد من السوق واحضر معه بعض الحلوى فرأى نرجس وناداها قاءلا:
ياصغيرة تقدمي خذي هذه الحلوى واراد ان يحملها فابت ذلك.
وابت ان تاخذ الحلوى وانا قلت لراءد:اعطي الحلوى لفرات وهو يعطيها لها .فهي لم تاخذ الحلوى الا من فرات حتى انا لا تاخذ مني .
ثم وضع راءد المشتريات على جهة وتقدم ليجلس بجانب فرات وانا كنت انظر الى نظرات نرجس و ردة فعلها تجاه ذلك اما فرات كان منشغلا بالتحدث لعمتي .
وعندما اراد ان يجلس ركضت مباشرة وجلست بالمكان الذي اراد الجلوس ونظرت اليه وهي مبتسمة لا تعرف ماسبب ابتسامها دوما اظنها عندما تغضب تبتسم .
نظر رأءد اليها واستغرب مما تفعل فذهب الى الجهة الاخرى ليجلس بجانب صديقه بعد ان منعته من تلك الجهة .
وعندما عرفت نرجس بذلك كانت تتابعه بنظراتها القوية .
كانت نرجس حاملة حقيبة صغيرة جميلة على ظهرها فخلعتها ووضعتها بمكان جلوسها الذي سرقته من راءد بلطف وابتسامة . وضعتها وركضت لتلك الجهة مباشرة وجلست قبله وايضا ابتسمت واعتقد ان راءد الان فهم مايجري فتركها  تفعل ماتشاء .واتى راءد ليجلس قربي فهذه استحلت المكان باكمله .
بقيت انظر لراءد وابتسم ساخرا منه وحابسا ضحكتي واقول له على وجه السخرية:ماذا يا ابنتي هل سرقوا حبيبك منك؟ هههههههه.
اصمت انت الاخر .(راءد) 😒

لقد منعته من صديقه العزيز آه ..آه منك ياخي ماذا فعلت لهذه الطفلة لقد سحرتها بسحرك الخاص .

وبعد ان رجعت نرجس وعمتي الى البيت ذهبت انا لاوصلهما وبقي راءد وفرات في الغرفة يحضران لنا العشاء.
وانا في الطريق لاوصلهما كانت نرجس تسال امها تارة وتسالني تارة اخرى وتقول :هل ساغاى فغات مرة اخغى .امي؟ اي (هل ساراى فرات مرة اخرى)
فتجيبها عمتي وتقول :نعم ياصغيرتي .
وانا اقول لنرجس لاحرق قلبها :كلا ..لن تعودي الى هنا واخي سيكرهك بعد ذلك .
فتقول لامها:ماما ..هل صحيح مايقول ؟؟
فتضربني عمتي على ظهري ضربة خفيفة من جهة المزاح:لاتفعل هذا رافد ؟
فاقول لها: حسنا .فتمسكني عمتي من اذني وتقول وهي تنظر لابنتها :انت ولد مطيع يارافد .
فتضحك نرجس وهي تقول لي :لقد وبختك امي ..احسنتي ماما .
وتضربان كف بكف .فنضحك جميعا.

بعد ان اوصلتهما رايت دريد كان يدرس في الحديقة  فاشار الي لاتيه وقال لي :من فضلك رافد اذهب الى غرفتنا  واجلب لي سترتي فانا اشعر  بالبرد قليلا لو سمحت.
فاجبت حسنا وذهبت الى الغرفة ابحث عن السترة وسمعت راءد يقول لفرات وكانا يعملان بالمطبخ
قال له: حقا لقد خفت كثيرا .فشدني الفضول لارى مايتكلمان.
فيرد فرات:ومم خفت .(كان فرات منشغلا بترتيب الاغراض في المطبخ وهو يتكلم له)
راءد:اذا قلت لك هل ستضحك مني؟...لا تضحك ارجوك اوك؟
فرات:هل ستقول نكتة؟...جميل انا احب النكت هيا اخبرني بواحدة .

راءد:😒لا ..لكن عدني انك لن تضحك.

فرات: 😂 حسنا....هل ارتحت الان؟

راءد(وهو ينظر لفرات بعد ان وقفا متقابلين):لقد خفت من الصغيرة .

فرات ضاحكا وتحرك ليكمل عمله :وهل كانت وحشا لتخاف منها ؟😂
راءد :خفت ان تسرقك مني ؟!
فرات :وهل هي سارقة ياصديقي ؟
راءد :الم تر كيف انها لم تدعني اجلس بجانبك؟
فرات:آه..ياراءد لو كنت معنا في البيت فماذا يحصل لك؟
راءد:حقا انا لا اتمنى ذلك فهي ستقتلني حتما .
فرات :هل ستظل واقفا الا تساعدني قليلا في اعداد الطعام ؟؟
راءد:كلا لن اساعدك حتى تعتذر الي
فرات:ولكن لم افعل شيءا ؟😕.
راءد :انا اسامحك حتى لو لم تعتذر .
فرات :قلبك يشبه قلبي ههههه
راءد :ماذا ؟...هل تمدحني ام تمدح نفسك .
فرات: لا فرق .

وانا انسخ كل تلك الكلمات التي قالاها في ذاكرتي وادونها في مذكرتي مخافة ان تخونني الذاكرة يوما .
اقول الصراحة انا بدات اغار ايضا ...ياحبيبي فلدي منافسين (راءد ونرجس)على فرات .نعم فالاولا انا فهو اخي من ابي وامي ..اليس كذلك ؟
وانا اتمتم بهذه الكلمات سمعني اخي والحمدلله لم يفهم مااتمتم .
فسالني :ماذا تفعل هنا ؟
فاجبت مرتبكا: انا ...ا.ابحث عن سترة دريد .
راءد اتى:ولكن الاتراها انها بيدك وضحك وضحك اخي ايضا .
اها حقا ..ساذهب لاعطيه اياها الان
وقال فرات:ناديه معك للعشاء فقد انتهينا .
فقلت :حسنا .
يالهي لقد تاخرت عنه كثيرا سيوبخني
.

موت المتوددينِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن