الجزء الخامس

92 16 4
                                    

بعد مرور ثلاث سنوات اصبحت انا في السنة الثالثة اما اخي وصديقه اصبحا في السنة الرابعة .وعليهما ان يقوما بتدريبات يومية حيث يستقيظان مبكرا ويبدأوا بها مع بقية الطلبة .

وفي مرة من المرات كسرت قدم راءد اليسرى .وكان عليه ان يذهب الى المشفى فاخذه اخي للعيادة الموجودة في داخل الكلية .وكان اخي يحضر الطعام لراءد ويخفف عنه الامه .
استغرق العلاج اسبوعا لكي يشفى .وفي اليوم الثالث من معالجته ذهب فرات اخي الى صديقه ليطمءن عليه .فتح الباب ودخل فاستيقظ راءد وساله اخي:كيف حالك ياصديقي ؟
راءد :الحمدلله على مايرام .

وعندما اراد فرات ان يذهب من الغرفة امسك راءد يده وطلب منه:ابق قليلا وحدثني عن التدريبات كيف تجري ؟.
فكان الابتسامة على وجنتي اخي ردا بنعم.
لانه احس ان هذه حجة فقط من راءد فهو يريد ان يراه فقد مضى يومين ولم يره.

اعتقد بان راءد لايستطيع مفارقة أخي حتى لمدة يومين لايستطيع .
هذا مافهمته من كلام اخي فقد اخبرني بما جرى فيم بعد .

بعد شفاء راءد التام من المرض خرج من العيادة وهو بكامل حيويته ونشاطه.
ادركت ذلك عندما صافح اخي مصافحة قوية مما يدل على انه بكامل طاقته.
ثم بدا فرات يعلم راءد التدريبات التي فاتته اثناء فترة العلاج .

كانت الايام تمر بسرعة وقد نجح اخي وراءد في الاختبارات كلها.وتم تعيينهما جنديين في الجيش العراقي للدفاع عن بلدهما والتصدي للارهاب المغتصب لمناطقنا.
وقد امضيا سنة كاملة هناك وفي السنة الثانية من تعيينهما عينت انا ايضا والتحقت بهما بعد ذلك.
وكانت المناطق التي نقاتل فيها الارهاب باردة جدا اي انها مناطق شمالية .

لقد انطلقت عمليتي الاولى معهما في الشهر الثامن مازلت اذكر ذلك .
نصبنا خيامنا هناك اذكر في الساعة السادسة مساءا يوم الخميس فكنت انا وفرات وراءد وشخصين اخرين معنا في الخيمة .
وقد امرنا الملازم ان نبدأ عمليتنا في الفجر .وكنا حضرنا كل شيء لنباشر بالقتال صباحا .

انتصف الليل وقد ظل شخص منا نحن الخمسة في الخيمة يحرسنا في الخارج ونحن نمنا لنستعد لغد.

وبعد منتصف الليل انتبهت من نومي على صوت خافت وحزين وحنون وهادىء .فرفعت الغطاء قليلا من راسي لانظر .
رايت اخي ناءم لكني رايت راءد مازال مستيقظا ورايته تارة يرفع الغطاء ثم يرجعه وهكذا.
فتساءلت عن سبب ذلك فانتظرت لارى ما يفعل بعدها.
وفي المرة الثالثة نهض واراد ان يوقظ اخي مد يده ليوقظه فتحرك اخي قبل ان يلمسه حتى .الظاهر ان اخي كان ايضا مستيقظا وفتح عينيه وراى راءد مستيقظا فنهض وجلس وقال لراءد بصوت خافت :مالامر ماذا جرى ؟
لم يرد راءد على سواله .
بعدها دنا راءد من فرات وجلس مقابله
بحيث اصبح راءد مقابل اخي فرات هكذا.
لم يتحدث راءد بشيء لكنه قرب وجهه الى وجه فرات وبدا ينظر في عينيه.
شاهدت تلك النظرة ورايت فيها حزن عميق والم واسع وانا مازلت انظر اليهما .واراقب ما يفعل راءد؟
دنا راءد اكثر ووضع يديه الباردتين على خدي فرات وكان فرات يشعر ببرودتهما .
ثم رفع اخي يديه ووضعهما على يدي راءد الباردتين .رايت تلك قطيرات الدموع في عيني صديقه وهما تلمعان تحت الضوء الفضي المنبعث من القمر .
ثم قرب راءد شفتيه الى جبين فرات ليقبله ثم قبله في خده الايسر ثم الايمن.
اخي ظل مستغربا مما جرى لكن سرعان مافهم المقصود مما حصل ؟وانا ايضا فهمت ما يجري ؟نعم لقد فهمت ذلك من تصرفات راءد .اتابع لكم ماحصل :
ثم وضع راءد رأس اخي على صدره وهو يقول :اتعلم يافرات...ثم يسكت فيرفع اخي راسه ويقول:
ماذا اعلم ياراءد ...تكلم؟
راءد : فرات انا اموت فيك؟
فرات:لكني لم افعل شيءا لك كي استحق كل هذا الود منك ؟
اتذكر كم كنت لا اهتم لك في المدرسة الداخلية ؟وكنت اصرخ في وجهك وانت كنت تقابلني بللطف كعادتك ؟
راءد:لايهم ماذا فعلت ولايهم ان انت تكرهني اوتودني؟
كل مااريدك ان تعلمه انني قد شغفت بك ولم اكره يوما في حياتي .

موت المتوددينِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن