بعيدا عن ضوضاء هذا الزمان في زمن يشبه زمن القصص و الأساطير التي كانت تحكا لنا عندما كنا صغار..
كانت هناك أربعة إمبراطوريات تحكم كل منها جزء معين من الأرض وتسعا كل منها إلى توسعة نطاقها مما آذى إلى خلق الفتن و الحروب الدموية بين تلك المماليك . كانت تسمى كل مملكة على أسماء عناصر الطبيعة التي يستخدمها فهناك مملكة النار . الهواء . الأرض و الماء. تمتاز كل مملكة بقدرتي محاربها بتحكم بواحدة من تلك العناصر كما تقول الأسطورة .
عاشت كل من المماليك في صراع دائم حتى قام كل حاكم بتوقيع معاهدة سلم من اجل حد من بحر الدماء و تركيز على تنمية والازدهار المتبادل بين الشعوب فبدئت كل مملكة بتقوية صلتها مع الأخرى و دالك عن طريق التجارة مبتعدين عن الحرب و صراع .
في وقت نفسه رزق ملك إمبراطورية الأرض بفتاة جميلة تمتاز بلون أعين ميزها عن باقي الفتيات حيث كانت مزيج بين لون الفضة و لون السماء الصافية أثارت تلك فتاة دهشة كل من رآها . فقرر الملك بعد أن شاور راهب المملكة بان يسميها أثينا حيث يرمز هذا الاسم إلى الحكمة و الفنون و العلوم عند المحاربين القدماء .
في الفترة التي جاءت فيها الأميرة الصغيرة إلى هذه الحياة ازدهرت مملكة أرض في كافة المجالات كانت الاقتصادية أو الثقافية حتى بدئت الإشاعات على أن أثينا هبت من السماء وهب الله الملك بها . فبدء الأمراء كل مملكة بطلب يدها في سنن صغير من اجل أن تفوز أحد تلك ممالك بها فقد تم تقديم العديد من الكنوز و المجوهرات و السلع و الهدايا مقابل أن يوافق والدها على خطبتها من احد الأمراء لا كن عبثا فكل المحاولات باءت بالفشل فقد رفض كل العروض .
مر الوقت وبدأت أثينا بالنضج ليزداد جمالها كل سنة حتى بدؤوا بتسميها بعذراء السماء و في عيد ميلادها الثامن عشر أقام والدها حفلا كبيرا حيث دعا جميع الأسياد و أمراء الممالك الأخرى و من ضمن الحضور كان هناك ابن أخ ملك إمبراطورية الهواء وهو ولي العهد للمملكة من بعد عمه حيث انه لقب بمخلب الهواء بسب قوته التي لا توصف في المعارك . فليب كان من أجمل و أشجع الأمراء كان يستطيع أن يقهر عشرة رجال بمفرده دون أن يصاب بخدشه واحدة .. سمع فليب عن الأميرة الصغيرة رغم أن جميع الأمراء متلهفين و زاحفين ورائها إلا انه لا يهتم بفتيات . فهمه الوحيد هو أن يحمي مملكته لهدا حضر الحفل مع عمه من اجل المحافظة على العلاقات الطيبة بين المملكتين .
بدء الحفل و دخلت الراقصات و الجواري و بدأت تعلو أصوات الغناء و كل يحتسي الشراب...
وفي تلك اللحظات ..
وقف الملك ليلقي خطابه في حفلته قائلا :
{ سيداتي و سادتي...
يشرفني قدومكم إلى حفلتي و تلبية دعوتي ... اشكر جميع للحضور من أمراء و ملوك
أما بعد يسعدني في هده المناسبة السعيدة أن القي عليكم هدا النبأ
الكل يعلم الازدهار و الرقي التي تعيشه مملكتي في هده الفترة
وهي من أول الرواد في كلا مجالين الزراعة و التجارة
وهي من أهم الإمبراطوريات . ولم يرزقني الهي
إلا ب أثينا ابنتي الوحيدة
لهدا ولي عهد المملكة سيكون زوج ابنتي
سأجعل أثينا تختار من بين الأمراء و الذي يكسب
قلبها تصبح زوجة له
و يصبح هو بدوره ولي عهد مملكة من بعدي }
في وسط الذهول الجميع من قرار الملك تعالت أصوات التصفيق و تشجيع الملك على قراره فهدا القرار يعد صفقة رابحت للأمير الذي ستختاره أثينا سيصبح حاكم لمملكتين و له زوجة جميلة ...
كل ساند القرار معاد أمير مملكة الهواء اعتبره قرار غبي من الملك بتنازله للملكة لزوج ابنته و هو مزال لا يعلم من سوف يكون
و خاطب نفسه قائلا :
{من الغباء ما قاله هذا الملك سوف يضع بنته و مملكته في يدين مالا يستحق .... أنا أشفق على الأميرة أثينا ادا حدث ما قاله والدها }.
و في احد غرف قصر الإمبراطورية تجلس أثينا رفقة والدتها و بعض جواري يرقصنا على أنغامي الموسيقية احتفالا بهده الأمسية الصاخبة . ..
وفي هذه الأثناء تدخل إحدى الخادمات مخاطبة الملكة
{ اعتذر عن مقاطعة سموك ... إن القيصر خوري يريد الانضمام لكم }
خوري يكون احد فرسان المملكة و هو أيضا ابن خال للأميرة لقد كبر على يدي والدة أثينا لان أمه توفت عندما ولدته أما والده فقد قتل في الحرب حيث كان في رتبت عقيد .لقد عاش خوري مع الأميرة فترة لهذا أصبح اقرب شخص لها في كل المملكة
قفزت أثينا لترحب كعادتها كلما رأته لأنها مند طفولتها وهي مغرمة به لكن لم تصارح أبدا . أما هو فلم يكن يراها إلا تلك فتاة الصغيرة المدللة
{ ويحكي يا فتاة لم تبقي صغيرة يجب أن تتصرفي مثل الأميرات أنضري لوالدتك امرأة جميلة و ملكة رائعة
غدا حفل تتويجك يجب أن تكوني مستعدة}
رغم محاولة خوري لردعها على معانقته إلا انه لم يستطع فهي نقطة ضعفه. ف هو لا يستطيع أن يرد لها طلب
{توقف عن تصرف معي على أني طفلة صغيرة أصبحت شابة وفي سن الزواج يا هذا}
{مازلت بنظري الفتاة الصغيرة مها كبرت .. غدا سأعطيك هديتيك في يوم تتويجك }
{ما هي هدية ¡¿}
{دعيها مفاجئة }
مرت تلك الليلة بهدوء على جميع المملكة و في جميع أنحاء القصر و عند بزوغ الفجر بدأت تتعالى أصوات الخدم من اجل تحضير لحفل التتويج
في تلك اللحظات طرق الباب على جناح الأميرة فدخل الخدم برفقتهم صناديق مجوهرات و العديد من الفساتين الفاخرة من اجل تجهيزها لتتويج.
تحاول إحدى الخادمات إيقاظها
{استيقظي معالي سموك }
بعد محاولات عديدة استيقظت أثينا من نومها العميق مندهشة بالكم الهائل من الحلي و الفساتين المبعثرة في أرجاء غرفتها
{يا الهي .. ما كل هدا أليس هذا مبالغ فيه انه حفل تتويج بسيط }
تعالت أصوات هرهرات الخادمات بشأن الحفل البسيط ..
فتساءلت أحداهن:
{ألم تحضري حفلة تتويج من قبل سموك¿¡ }
{لا.... لم يسبق لي أن حضرت كهده المنسبات }
{معالي كي إن هدا الحفل يعد من أهم و اكبر الحفلات التي تقوم بيها مملكة ما. حيث يكون هناك العديد من الأمراء و الملوك و الملكات حيث تصبحين عند تتويجك الملكة المستقبلية لهده الإمبراطورية }
بعد حديث طويل حان وقت تجهيزها
فبدا بوضع الزينة و اختاروا لها أجمل فستان و حلي .. أصبحت أكثر جمالا من قبل ومن كثر جمالها انبهر الخدم بها
{يا إلها ما أجمل سموك ... ليرعاك الرب من أعين البشر}
دق باب غرفة ليدخل الملك و الملكة ليصطحبوها برفقتهم
{صغيرتي أصبحت تشبهين القمر بل أجمل .. ليحفظك الله حان الوقت يا حلوتي هيا بنا لترحبي بضيوفك}
توجهت أثينا برفقة والديها إلى قاعة الرئيسية للقصر ما إن دخلت حتى تفاجئا كل الحضور بجمالها حتى هي تفا جئت بكم الهائل من الحضور لم تتوقع هدا أبدا
همس والدها قائلا :
{رحبي بالضيوف}
أمسكت أثينا بأطراف ثوبها و انحتن قليلا قائلتا :
{يسعدني قدومكم إلى مملكتي و تلبيتي الدعوة }
بدأت مراسم التتويج للأميرة ووضع تاج الخاص بها فوق رأسها ما إن انتهت مراسم حتى تعالت أصوات الأنغام و بدء كل من الأمراء بتلهف حتى يدعوها للرقص معه . لكن هي لم تكن مهتمة بأحد من الحضور فهي تنتظر فارسها ليتقدم لها و يدعوها للرقص و اقصد بدالك القيصر ألخوري وفي تلك أثناء تقدم ملك إمبراطورية الهواء برفقة فليب لإلقاء التحية على الملك و حرمه
{يسعدني أيها الملك دعوتي إلى هده المناسبة السعيدة }
انحنى فليب لإلقاء التحية و التعريف بنفسه للملك و حرمه
{يشرفني حضور إلى هده الأمسية و مقابلة جلالتك . أنا الأمير فليب ولي العهد لمملكتنا و ابن أخ الإمبراطور }
ظهرت علامات الدهشة و الإعجاب على وجه الإمبراطور و صرخ ضاحكا قائلا:
{لا اصدق انك أصبحت بهدا الشكل يا فليب أصبحت أطول مني من عمك ليحفظك الله}
كان فليب مند صغره يأتي إلى مملكة الأرض برفقة عمه لكن اختفى فترة من الزمن حيث انه انضم إلى كتيبة الجيش للإمبراطورية الهواء من اجل أن يصبح فارسا قويا و يستطيع حماية مملكته
ابتسمت أثينا بسمة خفيفة و قالت :
{كدت أن لا أعرفك يا سمو الأمير فليب لقد تغيرت كثيرا و أصبحت أطول قامة }
التفت فليب لأميرة :
{وأنت تغيرت أيضا أصبحت أجمل و اقصر ¡ ! }
{يا الاهي لم تتغير أبدا مزالا دالك الطفل اللعين بداخلك توقف عن استفزازي }
تعالت صوت هرهرات بين ملكين لرؤية كلا من الأمير و الأميرة يتعاركان مثلما كان يفعلان من طفولتهما
فلقد كان فليب طفل مشاكسا عندما كان صغيرا فكلما قدم لمملكة الأرض كان يزعج الأميرة و يضايقها حتى تتعالى أصوات الشجار بينهما .
{انظر لهما عادا للشجار مجددا }
{ه ه ه ه يا الاهي عندما كان فليب صغير كنت تعاقبه كلما أزعج الأميرة باسوء الطرق لقد كنت تقصا عليه }
{لالم أكن افعل دالك . انظر له لقد أصبح رجلا يعتمد عليه أنا الآن مطمئن على مستقبل مملكتي }
كانت الأميرة تتبادل أطراف الحديث مع فليب و يتذكرون أيام مشاغبة الطفولة
{أيتها الأميرة هل سمعتي بقرار والدك . حول مستقبل المملكة و مستقبلك}
{نعم لقد سمعت هدا .. لكن أنت تعلم إني مغرم ب القيصر خوري مند الصغر لهدا سأفاتح
أبي حول هدا الموضوع هده الليلة لا استطيع آن أتخيل نفسي مع شخص أخر غيره }
أحنا رأسه فليب و قال :
{هل هدا الغبي خوري ?¡..... يعلم انك تحبينه و أين هو ألان ?¡ }
{لا اعلم لم أراه }
{س اذهب للبحت عنه في أرجاء القصر عن ادنك سمو الأميرة}
دهب خوري يتجول في أرجاء القصر باحثا عن خوري لكن في طريقه سمع الحراس يخاطب احدهم :
{أصبح كل شيء جاهز لهده الليلة . لا تنسوا إقفال المخارج الرئيسية للقصر }
تقدم فليب لينظر من يخاطب الحارس ليفاجئ انه القيصر خوري
ارتبك القيصر عند رؤية فليب و خاطبه :
{مادا تفعل هنا فليب أليس من المفترض انك في الحفل ?}
تقدم الأمير نحوه و هو ينضر لتفاصيل وجهه المرتبكة :{أنت أيضا من المفروض أن تكون بالحفل في هده المناسبة الهامة للأميرة .هل نسيت انك اقرب الأشخاص لها أيها القيصر ?}
ابتسم خوري وسحب فليب نحوه و همس له :
{توقف عن تمثيل انك غير مهتم بها }
ارتبك فليب و بدء يصرخ :
{كفاف عن قول التافهات و هيا ل نذهب للأميرة}
توجها كلاهما لقاعة رئيسة و في طريق استفسر فليب عن مادا كان يتحدث مع الحارس فأجابه :{ انه شيء تافه لا تشغل بالك فيه }
دخل كلا من فليب و خوري القاعة و ما أن رأت أثينا خوري حتى ركضت نحوه ك الأطفال و صرخة
{أين كنت أيها القيصر ? كيف تستطيع أن تتركني في هده لحظة مهما ?}
{آسف أثينا كان لدي شيء كنت أقوم به لا تغضبي مني }
ثم التفتت إلى فليب و قالت :
{أين كان ? }
قال فليب ممازحا لقد : {وجدته يغازل إحدى الجاريات}
{توقف عن هدا يا فليب ستصدقك} همس له خوري
{مادا تتهامسان }
{لا شيء عزيزتي ... لاشيء }
و أكمل حديثه : {هل رقصتي مع احد أم سأكون الأول يا أميرتي ?¡}
احمر وجهها خجلا و لم تستطع الرد
قاطعهما فليب :
{ساتركما الآن .. نتقابل فيما بعد }
و توجه الأمير نحو ملك الإمبراطورية الأرض و عمه من اجل أن يتبادلا أطراف الحديث
{مازالا خوري هو اقرب شخص للأميرة أثينا فلماذا لا يتزوجان؟ }
{لا استطيع أيها الملك آن القيصر خوري ليس شخص المناسب لهده المهمة و فوق هدا أنا لا أثق به }
كان كلا من ملكان يتجادلان حول موضوع الأميرة حتى قاطعهما قدوم فليب
{أسف على مقاطعة سموكم }
{أرى انك عدت أيها الأمير لمادا لم تبقى برفقتي أثينا؟}
{أنها ترافق القيصر الآن}
{حسنا أرى انك مازلت كما أنت تسمح للقيصر دائما ب أخد أثينا منك أيها الأمير . فمند ألطفولتي كنت تلعب دور الشرير مع أثينا فيأتي خوري ينقدها فأصبح بمثابة الفارس لها }
ابتسم فليب :
{لم أكن اعلم أننا كننا مراقبين مند ألطفولتي }
فتعالت أصوات الهر هرات و همس الملك في ادن الأمير : {عندما ينتهي الحفل أريد أن افتح معك موضوع مهم انتظرني في الباحة الخلفية للقصر}
بدأت أثينا تراقص خوري و هي مبتسمة
{أين هديتي التي وعتني بها أيها القيصر ? }
ابتسم ووضع يده في جيبه و اخرج علبة مزخرفة و قال :
{ها هي الهدية خدي افتحيها هيا }
سارعت بفتحها فتفا جئت بعقد جميل محفور عليه اسمها
{انه جميل بل رائع أشكرك جدا سيصبح العقد المفضل لدي ولن انزعه أبدا من عنقي }.
أنت تقرأ
أثينا _ Athena
Romansمازلت ابحث حتى ألان على بعض الأجوبة لأسئلتي لا كن بدون فائدة . بدئت أظن أن لا جواب على هده الأسئلة... يعيش الإنسان طول حياته في صراع مع نفسه أولا ثم مع من حوله لإثبات رأي أو دفاع عن فكرة محاولا صنع و خلق شخصية ليقاتل بها في هده الغابة التي تسمى الحي...