لهون انتهينا

كانت عم تشتغل بسرعة كبيرة لدرجة انو ما حست بلبرد اللي كان عم يحول اصابعها للون الازرق..رتبت بيتها كلو ولما دخلت عل الصالون تطلعت من النافذة اللي بطول الحائط... ووقفت شوي.. وكانو هلق عم تتذكر انو هنن بعز الشتا والبرد برا قاتل وهي مو مشغلة التدفئة المركزية.. رغم انو تذكرت كل هل شي.. قربت من النافذة ورمت الغراض اللي كانو بايدها وشبكت ايديها حول صدرها ووقفت تتامل الدنيا من برا.. صح هي عمرها لسا ما تجاوز التلاتين بس هل لحظة قدام النافذة والبرد عم ياكل منها والغيوم عم تتجمع حست انو هي كبرت كتير.. كانت لابسة بيجامتها المنزلية.. ولابسة فوقها جاكيت صوف ازرق شامي.. لونها المفضل..نزلت ايديها بس ما قدرت لانو خاتم زواجها علق بلجاكيت.. عقدت حواجبها وشدت الخاتم بعنف وانقطع الخيط..وفجأة وبدون اي سابق انذار..نزل المطر.. غرست ايديها بشعرها الكستنائي الطويل... ورجعت عل شغلها بس قبل هيك شغلت لتدفئة..
وبعد ما خلصت شغل البيت.. راحت عل المطبخ وعملت اكلة سريعة.. وجمعت الغسيل اللي لازم تكويه.. وبلشت كوي.. وكانت عم تكوي لمدة طويلة.. لحتى حست انو الغسيل عم ينبع..وكانت عم تكوي وتشوف التي في لحتى صار تقريبا اول الليل... وفجأة انفتح الباب... ودخل زوجها..كان عم يترنح بس ما انتبهت..لحتى قعد عل الكنبة.. قعد وهو عم يتاوه... حطت المكواية عل جنب وهي عم تطلع فيه بقلق : ورد؟؟
تطلع فيها وهو عم يبتسم ابتسامة شقاوة : اممم.. انتظري قبل ما تحكي.. اي سكران.. وسكران للموت...
رين تكتفت : مو ملاحظ انك عم تشرب كتير بعد الفترة.. ؟؟
ورد مدلها ايدو : حبيبتي وانتي شو يلي زاعجك... ؟؟
رين : يلي زاعجني انو انو من شهرين مو عرفانة اقعد معك متل الخلق..
ورد : رين شوفي انا اليوم مروق وما بدي اسمع حكيك وتذمرك ابدا...
رين رفعت ايديها باستسلام : اوكي.. بس ممنوع تلمسني لتوقف عن عادتك الجديدة..
ورد ببرود : اي عادي بروح عند غيرك..
تطلعت فيه بصدمة وصمت لتسمع منو كل عادة انو كان عم يمزح بس هل مرة لا ما كان عم يمزح.. رمت الغراض بلسلة وشالت المكواية ودخلت عل غرفتها وسكرت الباب.. واندست بلسرير وبكيت بصمت..
واما هو انسدح عل الكنبة..وغطا عيونو بايديه.. بتعب وارهاق كبيرين..
تاني يوم لصبح فاقت بكسل.. وهي مو مشتهية تفيق... رفعت شعرها ورجعت نزلتو وقامت لتوقف امام المراية.. وتشوف عيونها المتنفخين من كتر البكي.. طلعت من الغرفة..شافتو رامي اغراضو.. عل الارض ومبدلهم بغيرهم.. وطالع من البيت.. قعدت عل الكنبة..لتصحصح وتطلعت بغراضو عل الارض وكانو عم تعاتبهم عل اخطائو.. ضمت رجليها لصدرها... وحطت راسها عليهم وهي عم تتذكر قبل سبع سنوات...

ماشية بممر الجامعة.. وعم تحكي مع رفيقتها..وتضحك.. وضربت بحدا ووقعو كتبها كلهم عل الارض.. تطلعت بلشخص اللي ضربت فيه وصرخت: يا اعمى شو ما بتشوف... ؟؟
ورد بشقاوة وملعنة : لا ما بشوف بعيد عنك.. يعني انا كتير مبسوط اوقف اعمالي واشغالي لاضرب فيكي..
نزلت رين لترفع غراضها... نزل معا وشال كم غرض.. بس هي اخدت الغراض بعنف وقالت: ما بدي مساعدة
وهو تطلع بعيونها... وانسحر...