صوت رنين الهاتف الموضوع أعلي الطاولة الصغيرة الموجودة بجانب السرير، اخترق سمعها و قطع نسيج حلمها فأفاقت مذعورة .
ألقت نظرة متفحصة نحو ملابسها فتذكرت أمسية البارحة وكيف هربت من القتلة حتي وقعت في شباك الشرطة والتي هربت منهم عن طريق استغفال الشرطيين الغبيين لها ففرت منهما بسهولة، وكيف أمضت ليلتها وهي تراقب المكان حولها بترقب تام وغفت وهي تنظر من النافذة نحو الشارع في انتظار أي تحركات غريبة تطلق إنذار الهروب داخل عقلها لينفذ جسمها ذلك بسرعة.
التقطت الهاتف وردت عليه قائلة :"مرحباً، من المتحدث".
فأجابها صوت غريب عرفت بأنه معدل من قبل آلة متخصصة في ذلك :"مرحباً ماليا، كيف حالك اليوم " .فردت عليه بنبرة استغراب :" عذراً سيدي ولكن لابد من انك مخطئ فإسمي ليس بماليا ".
-"انا لست بمخطئ بتاتا فأنت الفتاة التي كنت ابحث عنها طيلة سنة كاملة و انا منبهر حقاً في كيفية اختفاءك عن العيان لفترة طويلة حقاً تستحقين لقب الظل بجدارة ".
-"عفواً سيدي ولكن من تكون، وكيف تعرف كل هذه المعلومات عني، وماذا تزيد مني ".
-"سوف تعرفين كل شيء في الوقت المناسب، أما الان فأريد منك الذهاب إلي شقة صغيرة في شارع وال ستريت في المبني الواحد والخمسين، ورقم الشقة هو خمسة عشر ".
-"سوف أفعل ذلك ولكن أخبرني من تكون "
-"لن أستطيع إخبارك الان و لكن سأقدم لك نصيحة، لا تثقي بأي أحد وحتي ذلك الفتي الذي رأيته في المطعم. لا تثقي به، أراك ".أغلق سماعة الهاتف في وجهها بينما كانت تطلب منه المزيد من المعلومات ولاكن دون فائدة، أرجعت سماعة الهاتف إلي مكانها و أطلقت تنهيدة طويلة ثم ألقت بجسدها علي السرير.
سمعت صوت ما وكان مصدره غرفة صغيرة بجانب غرفة النوم تحتوي علي أريكتين وطاولة و تلفاز صغير، تصرفت بطبيعتها التامة وهي تتجه نحو الكرسي الموضوع بجانب النافذة الصغيرة المزينة بستار من الكتان الناعم الملمس و المزين برسومات وزخارف مبهرجة.
جلست فوقه و مقابلة للنافذة و أشاحت بنظرها نحو المنظر الخارجي التي تطل عليه النافذة أو لنقل أنها تظاهرت بذلك.
مركزة بكامل حواسها وخاصة السمع نحو ذلك الذي يتسلل بخطوات أشبه مايقال عنها خفيفة وهو يتقدم نحوها.
وعندما لاحظت أنه اقترب بما فيه الكفاية، رفعت يدها نحو الستار ووجهته نحو رقبته و لفته حولها وخنقته بشراسة، ولكنه قاوم بحركات عشوائية وفك العقدة حول رقبته وأزال الستار عنها.
ولكنها لم تسمح له بالهروب فقامت بحركتها بسرعة بينما كان هو يلتقط أنفاسه، أسرعت نحوه ودفعت جسده نحو السرير واخدت الوسادة وغطت كامل وجهه بها وضغطت عليها بينما كان هو ينتفض جراء مغادرة روحه لجسده.
أسرعت إلى حذائها المرمي علي الأرض بإهمال و إرتدته علي عجل وغادرت المكان قبل أن يداهم زميله المكان و يحاول قتلها.
أنت تقرأ
الظل the shadow
Actionينتقل في الظلام وعلي أسطح البنايات يتمركز ببندقيته القاتل المأجور الذي لا يخطيء هدف يصيب الضحية بدقة بالغة ولا يترك ورائه أي أثر فماذا سيحدث للصياد إذا إنقلبت به موازين الحياة وأصبح الفريسة هل سينجو أم سيكون مصيره كفريسته كتبت هذه القصة للمشارك...