* الفصل السادس *

163 11 6
                                    

بحركات رشيقة تسلقت الجدار الطويل بعد أن تخلصت من الحارس وخبأت جثته بين شجيرات الغابة الموحشة.

حطت علي أرضية الساحة بخفة كفراشة تحط علي سطح زهرة، إختبأت خلف شجرة صنوبر قديمة جداً وهي تختلس النظر نحو الحارس الذي يقف بجانب منفذها إلي داخل المعقل الرئيسي لمتربصها .

رمت حجر صغير نحو الجدار حتي تحدث جلبة صغيرة تستدعي إهتمامه وحتي يبتلع الطعم الذي نصبته له.

اتجه بخطوات حذرة وهو يمسك ببندقيته ويتفقد يمينه وشماله وقف متأهبًا بينما هي تراقبه بصمت تام وعندما أتت اللحظة المناسبة قفزت علي ظهره و دقت عنقه بضربة قوية فأغمي عليه لم تجازف بتركه بل حرصة علي أن يكون ميتًا بالكامل عن طريق غرس سكين في قلبه مباشرةً ثم أخفت جثته في حمام خارجي واغلقت الباب عليها.

أسرعت نحو النافذة وشقت ثغرة صغيرة داخلها عن طريق آداة حادة خاصة لقطع الزجاج والتي تأخد شكل فتاحة علب السردين ، ثم أدخلت سلك رقيق جداً عن طريق الفتحة ووجهته نحو قفل النافذة وعندما نجحت في تثبيته جيداً علي مزلاج القفل ثم سحبته بسرعة تامه فأصدر صوت خافت ينم عن إنفتاحه فأسرعت وفتحت النافذة ودخلت عن طريقها إلي داخل البيت.

كان مخبؤه غريباً بعض الشيء ، كان مجرد منزل مكون من ثلاثة طوابق مسيج بجدار طويل و حديقة تحتوي علي مختلف أصناف الأشجار، وهذا غريب بالنسبة إليها إذ أن معظم المعاقل التي زارتها عندما كانت تعمل كقاتلة مأجورة كانت إما مصانع مهجورة أو مبانٍ مهجورة وسط المجهول، ولكن ما السبب الذي يجعله يختار مكان كهذا ليكون معقلاً له.

توقفت عن التفكير وتابعة خطتها وجدت نفسها داخل حجرة صغيرة مليئه بالصناديق وأدوات الطبخ و العديد من الأشياء الأخرى إستنتجت انها داخل المخزن .
فتحت باب المخزن ثم علّقت بندقيتها علي كتفها و امسكت بها بشده كأنها تتمسك بخيط نجاة يقودها إلي بر الأمان ووجهة الفوهة نحو الأمام بينما خطت خطوات ثابتة مغادرة للمخزن .

وجدت نفسها في ممر واسع علي يمينها باب المطبخ إستنتجت ذلك جراء روائح الأطعمة التي تفوح منه وأصوات الأطباق و المعالق و الاواني التي تصدر منه.

أما علي يسارها ممر يمتد لمسافة قصيرة وفي نهايته باب آخر يؤدي إلي غرفة تحتوي علي أريكة و كرسيان منفردان تتوسطهم طاولة جالسة علي عرش من الريش و المخمل .

ظهر علي زوايا الغرفة ممران آخران لا تعلم إلي أين يؤديان فسلكت أحدهما علي عجل والذي قادها نحو مكتب صغير يحتوي علي مكتبة تجتاحها الكتب و طاولة يقبع خلفها كرسي دوار والذي إستدار كاشفاً عن وجه بإبتسامة خبيثة ، عينان ثاقبتان كعيون النسر التي تراقب فريستها علي بعد أميال .

نطق بصوت جهوري نشاز وقال بنبرة سخرية : " لقد سهلتي علي الأمر حقًا ووفرتي علي الكثير أيضا فلن أحتاج لشخص آخر ليقتلك ولن أصرف المزيد من الأموال علي شيء مثل موتك".

الظل the shadow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن