مُشوّش | 1

496 29 5
                                    

      | ثمة قذرون تشمئزّ مِنهم قذاراتُهم الخاصّة |
_
_
وقفَت ليليان على جانِب الرّصيف وهي ترتَعد قليلاً، بوّابات الجمارِك والأُناس الوافِدين هو كُل ما استَطاعتْ رُؤيته أمام ناظِريها المُمتلِئه بالدُّموع..
كانت قَد إتخذت قراراً مُسبقاً وقراراً قد أرهَقها من إعادة التفكِير به منذ الحَادثه الأخيره، هيَ لنْ تذهَب بِ قطار المَدينه إلى 'أُورانج كاونتي' كما ادّعت لوالِدها، الهرَب مِن أحداث تِلك الفاجِعة كان أول شيءٍ قد خَطَرَ على بالِها
وكمَا حملتْها قدمَيها تُوجّهها لِلقطار الآخر المُتجه إلى مانهاتنْ العاصِمه تبَعتها حقِيبة السَّفر خاصّتها البالِغة الثمَن مُمسكةً بها بيدها جيداً، في الأخير قد كانتْ هديةً من عمّها البالِغ من العمر عقده الرابِع رُغم إماراتِ وجهه اليافِعه، في عيد موِلدِها الحادي والعشرُون.
جلستْ قُرب النافِذة بعد أن سلّمت تذكِرتَها لحامِل التذاكر متناسيةً عدد المرات اللتي تنهّدت بِها لِهذا النهار فقط
"زائِفون، جَميعُهُم كذلِك!" قالت وَهي تنظُر خلفَ النافِذه لِوالدين عشوائيينْ يَحتضِنون ابنتهم بكُل سَعاده قبلَ أن تذهب لِتودع سلاماً، ذِكريات الّليله الماضِيه وَمَضت أمام عينَيها ولمْ تلْبِث حتى سقَطَت دمعةً على وجنتِها، بيدٍ مُرتجفه أخَذت تمسحُها على كامِل وجهِهَا لتذكّر نفسها أنّ الأمر لا يَستحق حتى كُل هذا العناءْ
تأخذُ نفساً عميقاً وتُخرجه، تُخرج صورة والدها الخائِن مِن أفكارِها، فَ والدتها كانَت خارِج المدينة بذلِك الوقت، تُمْضي وقتَها لِصالح العائله، رُغم أن عائلة ال 'جُودمان' معروفه بِ استقرارهم الماديّ، والاقتصاديّ إضافةً إلى ذلك، بتلك المسماه ب قرية 'ويست ڤيليدج' الكبيره بشكلٍ من الأشكال، بينما السيد هينري من الجِهَه الأخرى يلهُو ويمرَح مع عشيقته السّريه لسنينٍ الرب وحده يعلَم منْذ متَى
أنا لِتوي رأيته البارِحه، بينمَا كُنتُ أشقُّ طرِيقي لشُرب الماء من بعد كابوسٍ متعبٍ الحادِيه عشَرَ ليلاً، نسيان ماقد رأيته كانَ شِبه مُستحيلاً، لَم أستطِع التمالُك ومحَاولة عدم الانهيار التّام، كان يتوجّب عليّ إخبار والِدتي بشأن ماحَصل، لكنني لم أفْعل، أنا أجبن مِن فعلها، لم أقوَى على ذلك، هو لم يراني، وأنا لن أجرؤ على هدم سُمعة العائله بِسبب فعلٍ شنيعٍ قد ارتُكِبْ من قبل والدي، لا يمكن، كل ماقد خَطَرَ على بالي هو الذهاب لِخزنة العائله، إحضار أكبر قدرٍ من العُملات الذهبيّه والخُروج، الهرَب للأبد، أنا لم أفُكر بِ والدتي، هيَ لديها معارفٌ كِفايه لتَجدني في الحَال، كان تفكيري مُنَصّبٌ على فعلِ شئٍ واحد وشئٍ واحد فقط قد رَغِبتهُ منذ زمن، وهُو الرحيلّ
أخرَجْتُ حقِيبة كبيرةً كِفايه لِتتسع بالأموال التي وَضَعتها بِها، والشيء ذاتِه قد فعلتُهُ مَع حاجِياتي الثمِينه....
أتي الصَّباح ويالَيته لمْ يأتي، فقَد رآني هيْنري، الذي لم يَتبقى لديّ أيّ ذرة إحتِرامٍ أكُنّها له لألقبه ب 'والدي' ، على عتبَة الباب، محاولةً للخروج في أقرب وقتٍ ممكن، فَ أنا لم أضع خطةً بديله لهذا الموقف بالتحديد، أعتقدت أنه سيفَضّل النوم مَع تلْك الغريبه، طوالَ الصباح، كالعاده على ما أعتقد، حيثُ سَألنِي إلى أين ببرودٍ لم أعهدهُ مِنْه، وأجبته مُحدقةً بالخارج
"إلى أورنج كاونتي، خالَتي قد طَلبَت مُساعَدتي لَها في فتح محل الكعْك القريب، وأنا مُنذ أن اسْتثمرتُ بهَذا العمَل..سأذهب بالتأكيد." وكُل ماتدبّر قوله هو التمتمه ب 'حظاً موفقاً' وهو يغادرُ مِن أمامي، ليسَ هناك أي مشروع لفتح أي محلٍ عمّا قريب، أنا حتى ليس لدي أي خالةٍ أخْرى سوى تلك التي ينُاهزعمرها السبعين ربيعاً، وهيَ بالتأكيد لن تستثْمر بِ أي شيءٍ سِوى ابتياع طقم أسنانٍ جديدَه لها، هذا إذا حالفها الحظّ بِعدم إضَاعتهم للمره الرابعه والعشرون على التوالي
أعني ليسَ وكأنه يهتم بِمعرفة جميع هذا، وليس وكأنني توقعت منه أن يفعل، لذا هممت بالرحيل على الفور.

"سيّدتي، بعض القهوَة..؟" قاطَعَتني المُضيفة خاصّة راكبيّ الدَرجه الأولى بِقولها ووَضْعها أمامي كمياّت، أحجام، وأنواع مُختلفه مِن القهوة
"قهوةٌ فرنسيّه مِن فضلِك، خفيفة الصُّنع وليسَت من النوع المُر أو الثقيل فَ إنني أمقتها عندما تفَعلون ذلك، لاتضِيفي السّكر فقَط ضَعيه على الجانِب رجاءً" تدبّرت القول منتهيةً ب إبتسامةٍ صفراء، فاليوم مِن الواضِح أنّهُ ليسَ يوْم سَعدي
"ألا تريدينَ شيئاً إضافةً إلى ذلك، سّيدتي؟" قالت وهِي تبدأ بصُنع ما أمليته لها مسبقاً
"نعَم، سيكُونُ من الرائع الحَظاء بِ كعْك القِرْفة بِجانب ذلك" ، "إختيار ممتاز سيدتي، سيكون أمامك على الفور" و همّت بالذهاب...

•••••••
أول رواية لي والحمدلله أني حصّلت وقت انشرها لكم، أنا مو هدفي تشاركوني رايكم وكومنتز وڤوتز، أنا أبيكم تعيشون القصه معي
كل اللي ابيه اني اشارككم قصّه من خيالي أنا ان شالله متأكده أنكم راح تستمتعون فيها، لاحظو أني قلت 'من خيالي' حرفياً لذا أي تشابك بالأحداث أو حتى الأسماء سيكون بالتأكيد بمحض الصدفه..
ملاحظه: لا ضرر من الدعم المعنوي قليلاً، سيعني الكثير والكثير بالنسبة لي
لوڤ يو أول

أوراقْ مَكشُوفه | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن