أوراقٌ ذهبيّه | 7

145 10 2
                                    

| أن نُحبّ معناهُ أن نتعبَ من وجودِنا وحيدينْ،
الحُبّ جبانَة، وخيانَة لأنفُسنا نحنْ |
_
_
الساعه العاشره بعد الربع صباحاً، تلقيتُ مساءَ أمسٍ رسالةً من إحدى الشركات تفيد قبولها لطلبي للعمل ك سكرتيرةْ ل مديرِ الشركةْ خاصّتهِم، تبقت ساعةٌ واحِده من الآن إلى موعد المقابله

أخرجتُ بِذلة التوكسيدوْ الرماديّه الغامِقه خاصتي وربطةْ العُنق السوداء، الرسميّه هي ما سأبدأ به حتماً،
أضعها بخفة فوقَ السرير لأمسك مجففْ الشعر الكهربائيّ كيْ يجفّ شعري المبلل رافِعةً رأسي ومغمضةً عيناي مستمتعةً بشعور الهواءِ يخترقُ خُصلاتي البُنيّة، أخرجُ للأسفل تاركةً شعري منسدلً بأريحيه مُتجاوزةً غرفة المعيشة للمطبخ، أصنعُ كوبٌ صغيرٌ من القهوةِ السوداء بالحليبِ المخفوق وقطعْ كعكِ الشوفانْ وضعتُها على الجانِب، أُدير التلفاز وأجلسُ لأُمدد قدمايَ فرق طاولة القهوه وأضغطُ على زر التحكم عن بعد لأشاهدَ برنامجاً عشوائياً يمرر لي الوقت.

أحمرُ شفاهٍ بنيٍ فاتِح، خطٌ نحيلٍ على جفناي وقد انتهيتْ، شعري تكفّلتُ برفعِهِ بِدائِرةٍ مُرتّبة بينما أنزلُ من السلالم، أمشي لآخر الشارعْ أأملُ أن أجِد من يقلني، مؤكدٌ أنني سأبتاعُ سيارةً اليوم

"شركةْ زاكاري للدعايه إذا سمِحتْ" قلتُ حالما حطت قدمايَ داخِل السيَارة لأوجّه نظري للأسفلْ معدلةً بذلتي

أقِفُ خارِج السيّارة وأُغلق بابها وعينايَ لاتُفارق تلك المباني الضخمه نهائياً، أمشي عبر الساحه الهائله بِهدوءٍ محاولةً عدم الإرتطام بكلْ عابرٍ بجانبي لأكتظاظ الناس المنشغلينَ بأنفسهِم عوضاً عنّي أو أيّ شخصٍ آخر، من يمسك بحقيبةِ عمله متفادياً الناس منشغلاً بالهاتف اللي بيده، ومن تمسكُ طفليها مجتازةً الساحه بأكملها المحاطه ب ناطِحات السُحُب لتذهب للعمل، ومن يمشي وراءَ سيّده ممسكاً بدفتر ملاحظاتِهِ مسجلاً كُل مايتفوهُ بِه
دقيقةً مضت وأنا لازلتُ أعاكس طرُق الناس لأصل أمامَ الأبوابْ الزّجاجيه الشفافه المُنعكس عليها ضوءُ الشمس مماتسبب لي بإغلاقِ عيناي للحظاتْ و أدخل لأقابِل الهدوءْ عكسَ ضجّة البيئه الخارجيّة، هُنا كلٌ منشغلٌ بنفسه حيث لايُسمعُ صوتاً سوى صوتُ وقعِ قدمايَ على الأرضيّه متجهةً نحوَ الإستقبالْ
العامِله الجالِسه وراءَ ذلك المكتب الرخاميّ الأبيضْ أدارت رأسها لتقابلني بإبتسامة قبلَ أن ترفَع يدها لتقرأ الساعه

"آنِسة ليليانْ؟ ليليان جودمَان؟" ، "أجل هذا صحيحْ" ورددتُ الإبتسامةِ المُزيّفه، "هذا عظيمْ، أتيتِ بالوقتِ المُناسِب، حسناً كيلا أطيلَ عليك، السيّد زاكاري بإنتظارِك بغرفته بأعلى طابِق قبلَ السطحِ تماماً، إن حدثَ وقُبلتِ بالوظيفه يجبُ عليك أن تأتي إليّ لأُسلّمك إستمارةِ العمل الواجب تعبئتها، حظاً موفقاً" بإبتسامةٍ قبلَ أن تحجُبُها وكأنها لم تكُن وهيَ تعيد قراءة الصحيفَه.

أوراقْ مَكشُوفه | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن