"أشعر بالخوف ، كلما استراح حَذَري
على كتفي ونام ."
-
-
ضوضاءٌ خافِتة تحاوِطُنِي، تارّةً تبدأ وتارّةً تتوقف، سوادٌ مُعتم يتسللهُ نورٌ ضئيلٌ من بعيدٍ أكادُ أراه بعيناي النصف مغمضتانْ ليتوقّف الضجيج بنفس اللحظه، لمحاتٌ من ظلٍ يمشي أمامي لينخفض جانبي السرير بعمق دلالةً على جسدٍ بجانبي، لم أكترث بفتح عينايَ طالما استرجعتُ ماحدث قبل نومي
"كم الساعةُ الآن؟" وأنا أحتضن يدايَ من البرد وأتتفسُ الهواء الحار بهما، لتأخذ يداه الغطاء من حولي ويرفعهُ لأعلى كتفاي، يحرصُ على تغطيتي جيداً..أشعرُ بالحرج نوعاً ما، لنومي هكذا ب منزلِهْ رغم أن هذا كان لقاءنا الثالث فقط، أفتحُ عيناي لأجد أن ذلك النورُ لم يكُن سوا الضوءُ المنبعث من باب حمّامِه، تصلني شيئاً فشيئاً رائحة الصابون المُعطّر لأُدرك أنّهُ كان يستحمّ، أُرجع نظري إليه عندما قال
"إنها الرابِعه ليليان، هيا إستيقظي ف موعدُ عملي يكونُ في الخامِسة..لنذهب معاً" ومع هذا فأنا أنزلتُ عينايَ لجسده اللذي كان لايزالُ رطباً، كانَ نوعاً ما مُبهماً لي رغم قربه، فقط أرى جانبا جسده من الضوه خلفه الذي يجعله لايُرى تماماً بينما الغرفة معتمة..واللذي يُظهر أيضاً قطرات الماء على جانبيه بوضوح، أشعرُ باحتراقِ وجنتاي من غرابةِ الموقف، كيف لهُ أن يجلس بجانبي مرتدياً، لاشيء، سوا منشفته السفليّه تِلك
"أيها السخيف، إرتدي شيئاً على الأقلّ أيتوجّب عليكَ إيقاظي هكذا" لألتفّ بجسدي للجانب الآخر أمدّ ذراعايْ وأحتضن الوساده بعدها
"ثمّ أني لن أذهب، على ما أعتقد، الهواء المُنعش بعيداً عن منبعِ الكحول لديكم سيكونُ فقط مناسباً لي" وأتثائبُ مُلتفتةً له وأعدلُ بجلستي "آسفه لنومي هكذا..أظنّ أني سأذهبُ الآن" قلتُ بينما أغمضُ عيناي لأحرك يدايَ فوقهما بتملّل، لم يردّ، لأرفع بنظري نحوه وأنا متأكدةً من احمرار عيناي بتلك الحركه، لأجده شارداً يحدقّ بي بثبات، فتتوجه كامل علاماتِ الإستفهام على ملامحي وينطقُ أخيراً "لاتعتذرِ مجدداً، فنحنُ أصدقاءْ.."ومع هذا فقد إبتسمتُ له بصدقٍ قبل أن أنهضْ لغسل وجهي بنيّة الرحيلْ..
-
في اللباس المهمل من أحاسيسي المُلتبسة ، ثمّة كئابة من غسق ، مصنوعة من أتعاب وكراهيات مُصطَنعة ، ضجر ، ألم يُشبه شهيقاً محبوساً أو حقيقةً مُدركَة ،كان الشاطىء الصغير الذي يُشكل خليجاً مُتناهياً في الصغر والمعزُول عن العالم بواسِطة مُرتفعَين صخريين متينَيْن يمثّل خلال الأيام الثلاثة الماضية تقاعدي المؤقت عن ذاتي نفسها
النزول إلى الشاطىء كان يتمّ عبر سلّم خشن يبتدىء من أعلى بدرجٍ من خشب ثم يتحوّل في منتصفه إلى درجاتٍ منحوتة من الصخر المليء آخره بالأعشاب البحرية الخضراء ، لقد شعرت ، وأنا أنزل السلم العتيق الحجريّ بالقدمين ، أنني كنتُ أخرجُ عن ذاتي ، فأعثرُ عليّ ، كان يحلو لي حينئذٍ في الشاطىء الضاجّ فحسب بأمواجه الخاصّة أو بالريح المارّة بالأعالي مثل طائرةٍ ليس لها وجود ، أن أُسلّم نفسي لنوعٍ جديدٍ من الأحلام
أنت تقرأ
أوراقْ مَكشُوفه | H.S
Misterio / Suspensoوَهكذا أختبئ خلف الباب، لكي يراني الواقع عند دُخوله، أختبئ تَحت الطاولة حيثُ فجأةً أُثير الذّعر في المُستحيل.. "إحرَصي على إغلاق الباب جيداً لِيليان، فهوَ آتٍ إليك!"