يومٌ غائم | 2

233 15 2
                                    

                | وقدْ كانت والِدَتي دائِمَة القَول
        'كُوني بِحجمِ ما ترَينَه، ولَيس بِحجْم قامَتِكْ!|
_
_
عدّة ساعاتٍ قد مَضَت وكُل ماتدبرتْ لِيليانْ فِعلُه هو شُرب قهْوتها المُفَضّله، بينَما كانَت مُنشَغِلةً كِفايه بقراءةً سِلسِلَة الكتب الأسطُورية الخاصّة بِ لُوردْ الخَوَاتِمْ، وبِنفْس الرِّحلَة بوقتٍ آخر قد سَبَقَ وتناوَلت عَشائها بعْد خياراتٍ عديدَة حيّرتها من قائِمه الطَعام الخاصّه لليله، وانتَهَت بِطلَب حسَاء المَأكُولاتْ البَحريّه ونَبيذٍ أبْيَض عَلى الجانِبْ

لمْ يَبدو على بريطَانيا نَفْسَهَا أيّ نوعٍ من الجاذِبيّه الخاصّه، فحَسَبَ ماقدْ رأتْه لِيليانْ خِلالَ نافِذَتِها الوَاسِعه أنّهُ قد كانَ يوماً غائِماً يُنذِرُ بِالأمطار مع ريحٍ مُزعِجه تحمِلُ لسعة بردٍ خفيفَه
رُغمَ أنها كانتْ تُحبِّذ المَطَر مُنذُ صِغَرِها، إلا أن والدِتها 'ماري آن' لم تتقبل تِلك التصرّفات نهائياً، خُروج إبنَتها لِلعب بالمطَر قد كانَ فِعلاً غير مُحبّب البتّه، فقد حذّرتها مِراراً وتِكْرَاراً بِقولِها
"اللّعبُ تَحتَ المَطَر يبعُدُ كُلّ البُعد عن تصرُّفات الرُّقي لِيليان، تهذّبِي!" ولكِن هذا لمْ يُعطها أيَّ إشارةٍ حمْرَاء تَمنَعُها مِن أن تتسللّ ليلاً للجُلُوسِ تحتَ مِظلّات المَطر أمَام الحَديقه الخَضراء الشاسِعه بالفِناء الخلفيّ لِكَيّ تسْتَمتِع، لِيليانْ كانَت من ذلِك النوع اللذي يُطلِق الأوامِر، ليسَ اللذي يُؤمَرْ بِتاتاً.
"سيِّداتِي سادَتِي، أرجُو الإنتِبَاه، تبَقّى من الوقتِ رُبْعاً مِن الساعه للوصُول لِمحطّة العاصِمَه الدُوَليه التاليَه، الرِّجاء حزمْ الأمْتِعَه المطلُوبه حالاً تجنُّباً لإغلاقْ البوَّاباتْ المُفاجِئَه، فليكنْ السّلام معَكُم جمِيعاً."

قاطَعَ تفكيرُها الصّامتْ بصوتِ القُبطَانْ العاليّ، لِتهُمّ بإدخالْ حاجِيّاتها داخِل حقيبَتِها الصغِيره، تقفُ لتسْحَبْ حقيبَتَها الكُبرَى من أحَدِ الأدراجْ الموضُوعَه فَوق المَقَاعِد لِتأتِي بِها خَلْفَها نَحوَ الأمامْ وتُمسِكُ بأحَدْ العوَاميد الحديديّه المُعَلّقَه أمام الباب المُخَصّصْ للخُروجْ منتظِرةً توَقُّفْ القِطَار..
دقايِق أُخرَى وتَرَجّل الرُّكّاب ومِن ضِمنِهِم لِيليان كَيّ يرْكَب آخَرُون ويُطلِق القِطار الصافِره الأخيره المُشيره لِرَحيلهْ، فَكّرت ليليانْ في نَفْسِها وهِيَ تتقدّمْ ضِمنَ طابُور مَكتب الجَوازاتْ والجَمَارِك عن أيّ نوعٍ من المَنازل سَتَعيشُ بِهِ هذِه المرّه، فَهي قد تعوّدت على القُصوُرِ الضّخمه والحدائِق الهائلَه
استقلّت لِيليانْ سيّارة أُجرَة لإيصالِها للمكَانِ المطلوبْ، 'رويالْ كلارِينس هوتٓيل' ، فقد قرّرت أنّها بِحلُولِ الغدْ سَتبدأ رِحلَتَها بالبَحثِ عن منزلٍ جيد، ووظيفةٌ لابأسَ بِها

وَقَفَ السائِق عندَ البِناية الرُّخاميّة التي تقِف على أسَاساتْ قويّة جيّدة، وَلَجَتْ لِجَناحِها بعدَ حديثٍ لايقلّ عن عِدّة كَلِماتٍ مَع فتى الإستقبالْ اليافع لإعطائِها المِفتاحْ الذهبيّ دلالةً على الجناح الرئيسيّ للفندق بأكمَلِه، دخلتْ الجَناح وفي علاماتِ وجهِهَا الرضى التامّ من تفاصِيله اللتي يغطّيها اللونانْ الرُّخاميّ والذهَبيّ إضافةً إلى الأحمَر بلمحاتٍ بَسيطَه
وَمَع حقِيقَة أنهَا قد تنَاوَلتْ عَشَائها بِالفِعلْ، استَلقَت على السّرير المُزدَوَج باحِثَةً عن الراحَه التي لمْ تتلقّى الكَثير مِنها باليَومَينِ السابِقَيْن.

وَكَمَا أعدّت المنبِّه للسّاعه الثامِنَه صباحَاً كانتْ قَد إستَيقَظت مِن نومٍ عميقٍ وهادئ، عِدَّة تثاؤبَاتْ وتَمَدُداتٍ لِلظّهرِ قد جَعلتْها تستيقظْ بِنَشاطٍ غريبٍ لمْ تتوَقّعُه، وَفي طريقِها إلى الحمّامِ لَم تستطِع كَبْح ابتِسامتِها الناعِسه تجَاه منظَر النافِذَه الشاهِق الإرتِفاع وهوَ يطلّ على عددٍ لا يُحصَى مِن الأشجار المُخضَرّة، ونَظَارَة الأزهار المُحيطَه بالشُرفه وناطِحاتْ السُحُب اللتي تعكِس ضوءَ الشمس بِخِفّة على الأشخاص القلّه من اللذين يحاولونْ قطعْ الطُرُق نحُو العَمَل بِسلامٍ نتيجَة الازدِحام المُعتاد للمَدينَة، شيءٌ واحدٌ قَد كانَ واضِحاً وُضوح الشّمسِ لها بتِلك الّلحظه وهِي تنظُر لِحرَكة الأشجَار الخفِيفَة بِسبب الرياح،
وهِيَ أنّ الخريفَ قادمٌ لامُحاله عمّا قَريب..

•••••••••
سوري قايز.. انا لازم انتظر عدد كبير من القُرّاء عشان ابدأ أنزل بارتات كبيره 💔
آي لوڤ يو

أوراقْ مَكشُوفه | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن