زهور الليليز | 3

182 13 7
                                    

      | ليسَ ضجراً مانشعُرُ بِه، ليسَ حُزناً، إنّما رغبةً
                 في النوم عبرَ شخصيّةٍ أُخرى |
_
_
عدّلت ملابِسَها للخُروجِ قبلَ أن تأكُلَ رقائِق الشُوفان مَع عصِير البُرتُقال الطَازَجْ، واللّذي كَانَ مَوضوعاً داخِلَ ثَلاجَةِ المَطبَخ مِن قِبَلْ عامِلِي الفُندُق إضافَةً إلى الكُحُوليّات ومَاشَابه ذلِك،
"علَيّ الدّفعُ لذلِك لاحِقاً" هيَ ذكّرت نَفسَها..

"المَعذِرَه، أعلَم أنّني قَد سجّلت للبَقاء مُسبَقاً لِلَيلةٍ فقطْ، كُنتُ مُتعبَةً وَحَتماً لَم يَخطُر بِبَالي أين سأَمضِي الليلة التالِيَه، إذا كانَ بالإمكانْ تعديل سجلّ إقامَتي مُجدداً، هَل ستفعَلُ ذلِكَ لِأجلي؟" قالتْ ليليانْ لِ فتى الإستِقبال مُهندم الهَيئة، واللذي قَد أدّت بشرتُهُ النّضِرَة دوراً كَبيراً بِ تشتيتِها مِمّا أدى بِها الحال إلى التّساؤل عن أيّ نوعٍ من المُستَحضَراتْ المُرطّبَه قد يستخدمْ، هَذا إذا إستخدَمَ حتى، قاطَعَها عن شُرودِها المُفاجِئ بإستغرابْ

"سيدتي، أنا للتو بدأتُ العَمَل هُنا بِسُرعةٍ تكَادُ تُصدّق، وأنا مُتَأكّدٌ تماماً أنني لا أُريدُ أن أُطرَد بالسُرعه ذاتها، فكَمَا تعلَمين، هُناك قوا--"
"قواعد! أعلمْ، أعلمُ ذلِك أنا فقط تساءلتُ إذا كانَ مِن المُمكن عَمَلُ إستِثناءٍ صغيرٍ لي-" وقاطَعَها هوَ الآخَر

"لا استثناءاتْ، أوّل قاعِدةٍ بالوَظيفَه سيدتي" وأنهى المُحادثَة بنبرَةٍ حازِمَه حيثُ كانَت ليليان ستبذُلُ قُصارى جُهدِها بِجعله يوافق، 'أين سأذهب' هيَ قالَت بِنفسِها..

فقط عِندما أوشَكَت على الرحيلِ باستسلامْ هوَ بادَرَ بالقَول "اِنتَظِري!" وأكمَلَ قائلاً عِندما التفّت له "عدّة ليالٍ أُخرى وَحسب، لا أحد يعلمُ بِشأنِ هذا" ضحَكَت هيَ قائِله "وَمَنْ عسَاي إعلامُه بِهذا الأمرْ، ياللتعاسَه"
                                 -

عِدّة مكاتِب ولمْ أجِد ظالّتي بَعد، إلى أن أتى بِي داخِلَ حيِّ لا بَأس به
"مهلاً توقّف!، توقّف هُنا إذا سَمَحتْ" قُلتُ لِلسائق اللذي قَد وَجَدتُهُ خارِج الفندق حينَئذٍ بَعدَما رأيتُ لافِتةً حمْراء أمامَ منزلٍ للإيجارْ..
"فِناءٌ لَطيفْ" ، ترجّلتُ لِداخِلِ المنزلْ واللذي كانَ بِغرَابه، مفتوحَاً، وبِدونِ أيّ سمسارٍ عقاريٍ بالداخِل، تعمقتُ بالمنزِلِ أكثرَ فأكثَرْ، وقَد نالَ إعجَابي بإعجُوبة، أعنِي، طريقَةُ تصميمهِ الكلاسِيكيّه تعودُ لِما بينِ الثمانِينيّات والتسعِينيّات، نَظَراً لأن المنزِلَ مفروشاً بالكامِل بِأثاثِهِ وثُريّاتِه العتيقَة الطِّراز، اللون الأبيَض الهادِئ يُغطّي جُدران المَمرّات بَينَما الخَشب الرماديّ يكتسِحُ أرضيّتها، لا أنسَى ذِكر ورقِ الجُدران بغُرفةِ المعيشَة المطبوعْ بِأشكالِ الزُهورِ الصّغيره، باللونِ الزهريّ الهادئ والذهَبيّ والبَيجيّ كذَلِك، غُرفَة المَكتَبة المُقابِلة للمَعيشة واللتي بِأكملِها تَكوّنت مِن اللون البُنيّ المُحتَرِقْ، ومكتبٌ قد توسَط الغُرفة واللذي خمّنت أنهُ مصنوعٌ من خشَبِ الماهوجنيْ، أنا لا أُخطئُ بِهذا الشأنِ أبداً كمَا كانَ بالنّسبةِ لي واضحاً وُضوح القَمَرْ، وُضِعَ أمام المكتَبِ كُرسيّان مُتقَابِلان ويتوسّطُهُما طاوِلةٍ زُجاجيةٍ دائِريّة وماكانَ فوقُها سوىٰ زهُور الليليز..

أوراقْ مَكشُوفه | H.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن