الفصل الاول : الخط الفاصل بينَ الحياة والموت.

876 36 246
                                    

Arthur's P O V

هذا العالمُ مجوف... لكنه ليس كذلك

هو فارغ... و معَ ذلك فهو ليس كذلك

هذا العالم، فاض باليأس بين ليلةٍ و ضحاها... و مازال يفيض به أكثر و أكثر، أنا قد أدركتُ هذه الحقيقة منذ أن ولدت في هذا العالم

و قد تمّ تأكيدها لي بأبشعِ الطرق عندما كنت أبلغ من العمر 12 عاما

كنت أظنّ أني أدركتها، استوعبتها، و قمت باستعداداتي لها تمامًا... لكني لم أفعل...

لأنني الان أواجه اليأس الذي وقفت له بالمرصاد... و ما حدث هو أنّ ما تبقى مني قد تحطم بالكامل...

هذه ليست حكاية بطل... و ليست حكاية طاغية... هي حكاية غلام في رحلة لاستعادةِ نفسه.

END P O V

كانت ليلة بسماءٍ سوداء صافية مرصعة بالنجوم و البدر يتوسطها

ليلة حيث نور اللهب ِالمتباين بين الأحمر و الاأصفر قد أنار المكان

ليلة حيث هدوء صاخب اجتاح مسامعهم، تفؤد النيران امتزج بأنينٍ مبحوح أطلقته تلك الجثث من أفواهها
تلك الجثث التي تعفنت أجسادها، تجاهد في سبيل الحركة فمنها من تجرّ رجلها أو تعرج ساقها أو تزحف بيديها، تلك حدباء و تلك مائلة، تلك بلا قدم و تلك بلا يد، هذه تشوه وجهها و تلك خالية من الأحشاء

أسراب و أسراب من أموات يسيرون بلا هدى و لا تفكير و هدفهم الوحيد هو التكاثر... عن طريق تناول قطعة منك على العشاء.

هناك وقف فتى امتلكَ شعرًا أبيضًا كالثلجِ و عينانِ ورديتانِ مائلتانِ إلى الحمرة

بلا حراك ليسقط دلو الماء الذي كان يحمله بيده توا و عيناه تعكسان منظر اللهب يأكل القرية التي لطالما اعتبرها منزله و سمح لنفسه بالعيشِ بسعادة داخلها

هو تقدم خطوةً إلى الأمام و بعد بضع وقت خطا الأخرى ليخطو التي تليها و التي تليها في تسارع حتى أمسى يعدو و البريق يلمع في عينيه لاهثا لا يجد لنفسه وقتا يلتقط أنفاسه فيه و داخل عقله فكرة واحدة و هي المنزل

و في لحظة بلغه استقبلته صرخة بصوتٍ حفظه و حفره عميقا في عقله و قلبه
فتح باب الكوخ الخشبي بعنف متجاهلا كونه يحترق ليهتف قلقا " ليديا !!، أين أنتِ !!، أجيبي ليديا !!. "

جاءه صوتها المرتجف منادية باسمه طالبة النجدة ليتعمق في المنزل فاتحا باب الغرفة التي تواجدت بها المستغيثة إذ بشخصان عرفهما جيدا وقفا وقفةً حدباء أمام تلك الشقراء ذات العينان البنفسجيتانِ المتكورة في الزاوية

ازدرد ريقه قائلا بحذر " ايها الجد جون... و الطبيب اوليفير... مـ ما بالكما ؟ "

حذرته ليديا بفزع " آرثر.. أنتَ مخطئ انـ-- "

MIREN-NEVERLANDحيث تعيش القصص. اكتشف الآن