الفصل الثامن : آمال مَسلوبة.

216 17 284
                                    

الفصل الثامن : آمال مَسلوبة.

وقفَ متجمدًا كما لَو أنّ عالمهُ تَجَمدَ يحدقُ بجثة والدهِ بِلا حولٍ و لا قوة...

لَطالما تَمنى أن تَحُل ساعةُ ذلكَ الرجل.. لطالما حَلُمَ برؤيةِ هذا المشهد... إذًا لِمَ هذا الشعورُ الخانق يتسللُ إلى صدرهِ غامرًا إياهُ بالحرارة ؟... أ لِأنهُ لَم يُنهِ حياةَ والدهُ بيديهِ ؟، أم لِأن حياةَ والدهِ قَد انتهت على أرضِ الواقع ؟.

أرادَ استبعادَ الخيار الثاني... لكنهُ لم يكُن واثقًا إن كانَ عقلهُ اللاواعي يعقدُ آمالًا عَلى والده بالتغيرِ و لو قليلًا...

و إن كانَ يعقدُ فعلًا فَهَل ألمُ قلبهِ و خمولُ جسدهِ بسببِ خيبتهِ أنّ والدهُ لَم يتغير ؟... لِأنهُ بقي طاغيةً حتى لحظة فارقت روحهُ جسده يتلذذُ بسرقةِ آمالِ كُلّ مَن هَب و دَب ؟.

و آخرُ ما سَلَبهُ مِن آمالٍ كانت تلكَ التي علقها نَجلهُ عَلى نفسهِ إنتظارًا للحظةِ التي سيغرسُ فيها سيفهُ في قلبِ والده.

وقعُ تلكَ الأرجلِ لَم يختفي... لا يزالُ يصدحُ في رأسهِ كزلزالٍ حَل على قلبهِ... هَل ما يعيشهُ الآنَ واقع ؟، أم أنهُ أساءَ فهمَ خيالهِ ؟.

حيثُ كانَ كريس و جين هتفَ الأخيرُ بقلق " هذا سيء كريس !، نحنُ في ورطة !، الجيشُ الملكي في طريقهِ إلى غرفة العرش !."

استل كريس رمحهُ " امنعهم منَ الدخولِ وَ لَو باستخدامِ رصاصات تحذيرية !، فقط اكسب لي الوقت حتى أصلَ هُناك !." ثُمّ انزلقَ على الدرجِ العمودي المصنوع من أنابيب حديدية مستعملًا أقصرَ طريقٍ إلى الرواق المقصود.

أما جين فقد بدأ يطلقُ الرصاصاتِ بمسدسيهِ مدركًا بطء بندقيةِ القنص يحاولُ بِكُلِ جهده ألا يصيبَ أحدًا .. على الأقل ليسَ إصاباتٍ خطرة..

فمهما كانَ بارعًا في القنصِ هو يبعدُ عَن الرواقِ أكثرَ مِن مئتي مترٍ بالفعل و هذا بحد ذاته مشكلة، و من جهةٍ أخرى رصاصاتهُ لَم تؤخرهم كثيرًا رغمَ نجاحها في تفرقتهم و تشتيت التشكيلةٍ و لو قليلًا.

اقتحموا غرفةَ العرشِ بعنفٍ شديدٍ يوجهونَ رِماحَهُم نحوَ كحليِ الشعرِ الذي يحدقُ بِهم بذهبياتهُ مصدومًا وَ ما كانَ ذلكَ الصوت الذي يدوي في رأسهِ سوى وقعِ أقدامهم متجهينَ نحوهُ.

هتفَ مَن ترأسَ الوحدة بنبرةٍ رسمية " سمو الأمير الثاني آيدن، أخشى أنني مضطرٌ لإعتقالكَ بتهمةِ اغتيالِ جلالتهِ !."

دارت تلكَ الكلماتُ في دوامةِ أفكارهِ يحاولُ استيعابها بشكلٍ صحيح جاهدًا، و بعدَ عدةِ ثوانٍ أجفلَ متراجعًا إلى الخلفِ خطوة.

هَل تمَ اتهامهُ بجرمةٍ لَم يرتكبها توًا ؟، و إن كانَ فكرَ في فعلها هو مازالَ لَم يفعل !، سيتفهمُ إن كانَت تهمتهُ هي - محاولة - إغتيال الملك، لكن هذا أمر و ذاكَ أمرٌ آخر !.

MIREN-NEVERLANDحيث تعيش القصص. اكتشف الآن