" الاسعافات الاولية !."
هتفَ بها كريس بينما يسرعُ نحوَ آرثر إلا أنهُ ما كادَ يلمسهُ حتى أجفلَ الأخيرُ فاتحًا عينيهِ محاولًا إبرازَ نظراتٍ عدائية حادة.
صُدمَ كريس قائلًا " واو هذا الشاب لا يزالُ واعيًا !."
فورَ أن سمعت ليديا كلماتَ كريس هرولت نحوَ آرثر بقلقٍ لتجثو قربَ الأخيرِ هاتفة " آرثر !، لا تقلق حسنًا ؟، هم سيساعدوننا !، سَتكونُ بخير !."
تخللت كلماتُ ليديا مسامعَ آرثر رغمَ وهنِ صوتها و بعدهِ بالنسبةِ له فأغلقَ عينيهِ مستسلمًا للتعبِ ليفقدَ وعيهُ كأنما لا شيء يخشاهُ بعد الآن .
أما آيدن ما يزالُ سارحًا في حيزهِ الخاص و في باله ألف فكرةٍ عَن شبهِ آرثر بوالدته، عينانِ ياقوتيتانِ اكتسبتا منَ الزَهرةِ شيئًا و شعرٌ أشبهُ بغيوم الصيفِ بياضه ، لَم يسبق لهذا الشابِ أن رأى شخصًا بمظهرٍ كهذا عدا والدته طوالَ سنواتِ حياتهِ العشرين
همسَ الكلمات التي عصفت في رأسهِ غيرَ واعيًا " بحقِ الإله ما بالُ مظهرُ هذا الشخص ؟."
أجابت ليديا بصوتٍ هامسٍ ارتجفَ ذنبًا بينما تحدقُ بآرثر النائمِ نظراتٍ غرقت حزنًا وهمًا " أنتَ أمير صحيح ؟، أنا آسفة.. لا يمكنني إخباركَ أنتَ بالذات..."
جملتها جعلت آيدن يعودُ أرضَ واقعهِ فأجابها مرتبكًا " لا !، لكِ كُلّ الحقِ في الصمتِ بعدما قاسيتماهُ ليلةَ أمسٍ... لا بد و أنّ الأمرَ كانَ صعبًا..."
اخترقت ذكرياتُ الأمسِ جوفَ ليديا التي شعرت و كأنّ روحها قَد سُلبت منها ثُم ارتدت إليها فهمست " أجل.. لقد كانَ صعبًا."
شدّ آيدن على قبضةِ يدهِ و شعور المسؤوليةِ أكثرُ منهُ غضبًا يجتاحُ قلبه، بنظرهِ ما حدثَ كانَ خطأه.. خطأه لأنه لَم يخلع والدهُ عَن عرشه لا لسببٍ آخر.. و هو بالتأكيدِ لَم يكُن كذلكَ فهاهو يحاولُ جاهدًا لكنَ الأمرَ يأخذُ وقتًا أكثرَ مما يبدو عليه.
قالَ " لا أطلبُ منكِ أن تغفري لإيزيكيل فعلتهُ لكن فلتعلمي أنهُ يتلقى الأوامرَ مِن والدي.. و أنّ ما فعلهُ فعلهُ مفكرًا بمصلحةِ الشعبِ أولًا و آخرًا.. هو ذلكَ النوعُ منَ الأشخاص ."
سَكتت ليديا دونَ إجابة.. هي تعلمُ أنّ والداها كانا قَد ماتا سلفًا حينَ قتلهما إيزيكيل.. و تعلمُ أنّ هذا التعبيرَ خاطئٌ تمامًا.. هو لَم يقتلهما بَل أوقفهما عنِ الحركة.. فكيفَ لشخصٍ أن يقتلَ شخصًا ميتًا ؟.
رغمَ معرفتها لذلك.. قلبها يأبى الانصياعَ للمنطق، و ما زالت لَن تسامحهُ لا لشيءٍ إنما لإيذائهِ آرثر.
حملَ كريس آرثر على ظهرهِ بعدَ أن ضمدَ لهُ جراحهُ بشكلٍ أولي قائلًا " عَلينا أخذهُ إلى الطبيب !، هذا الفتى على شفيرِ الموت بالفعل."
أنت تقرأ
MIREN-NEVERLAND
Misterio / SuspensoMIREN-NEVERLAND : vanishing line الرواية الثانية في السلسلة. دوما ما نقرأ عَن بطلٍ أفاقَ صباحهُ ذات يومٍ ليُفاجأ بجيوشٍ مِن امواتٍ احياءَ يجوبونَ العالم. لكن ماذا لَو تحولَ ذلكَ الخيالُ إلى واقع ؟، ماذا لو وُلدتَ في عالمٍ كانَ هكذا منذُ الازل ؟. آرث...