الفصل الرابع : كان يا مَكان ، في قديمِ الزَمان.

171 19 46
                                    

" الاسعافات الاولية !."

هتفَ بها كريس بينما يسرعُ نحوَ آرثر إلا أنهُ ما كادَ يلمسهُ حتى أجفلَ الأخيرُ فاتحًا عينيهِ محاولًا إبرازَ نظراتٍ عدائية حادة.

صُدمَ كريس قائلًا " واو هذا الشاب لا يزالُ واعيًا !."

فورَ أن سمعت ليديا كلماتَ كريس هرولت نحوَ آرثر بقلقٍ لتجثو قربَ الأخيرِ هاتفة " آرثر !، لا تقلق حسنًا ؟، هم سيساعدوننا !، سَتكونُ بخير !."

تخللت كلماتُ ليديا مسامعَ آرثر رغمَ وهنِ صوتها و بعدهِ بالنسبةِ له فأغلقَ عينيهِ مستسلمًا للتعبِ ليفقدَ وعيهُ كأنما لا شيء يخشاهُ بعد الآن .

أما آيدن ما يزالُ سارحًا في حيزهِ الخاص و في باله ألف فكرةٍ عَن شبهِ آرثر بوالدته، عينانِ ياقوتيتانِ اكتسبتا منَ الزَهرةِ شيئًا و شعرٌ أشبهُ بغيوم الصيفِ بياضه ، لَم يسبق لهذا الشابِ أن رأى شخصًا بمظهرٍ كهذا عدا والدته طوالَ سنواتِ حياتهِ العشرين

همسَ الكلمات التي عصفت في رأسهِ غيرَ واعيًا " بحقِ الإله ما بالُ مظهرُ هذا الشخص ؟."

أجابت ليديا بصوتٍ هامسٍ ارتجفَ ذنبًا بينما تحدقُ بآرثر النائمِ نظراتٍ غرقت حزنًا وهمًا " أنتَ أمير صحيح ؟، أنا آسفة.. لا يمكنني إخباركَ أنتَ بالذات..."

جملتها جعلت آيدن يعودُ أرضَ واقعهِ فأجابها مرتبكًا " لا !، لكِ كُلّ الحقِ في الصمتِ بعدما قاسيتماهُ ليلةَ أمسٍ... لا بد و أنّ الأمرَ كانَ صعبًا..."

اخترقت ذكرياتُ الأمسِ جوفَ ليديا التي شعرت و كأنّ روحها قَد سُلبت منها ثُم ارتدت إليها فهمست " أجل.. لقد كانَ صعبًا."

شدّ آيدن على قبضةِ يدهِ و شعور المسؤوليةِ أكثرُ منهُ غضبًا يجتاحُ قلبه، بنظرهِ ما حدثَ كانَ خطأه.. خطأه لأنه لَم يخلع والدهُ عَن عرشه لا لسببٍ آخر.. و هو بالتأكيدِ لَم يكُن كذلكَ فهاهو يحاولُ جاهدًا لكنَ الأمرَ يأخذُ وقتًا أكثرَ مما يبدو عليه.

قالَ " لا أطلبُ منكِ أن تغفري لإيزيكيل فعلتهُ لكن فلتعلمي أنهُ يتلقى الأوامرَ مِن والدي.. و أنّ ما فعلهُ فعلهُ مفكرًا بمصلحةِ الشعبِ أولًا و آخرًا.. هو ذلكَ النوعُ منَ الأشخاص ."

سَكتت ليديا دونَ إجابة.. هي تعلمُ أنّ والداها كانا قَد ماتا سلفًا حينَ قتلهما إيزيكيل.. و تعلمُ أنّ هذا التعبيرَ خاطئٌ تمامًا.. هو لَم يقتلهما بَل أوقفهما عنِ الحركة.. فكيفَ لشخصٍ أن يقتلَ شخصًا ميتًا ؟.

رغمَ معرفتها لذلك.. قلبها يأبى الانصياعَ للمنطق، و ما زالت لَن تسامحهُ لا لشيءٍ إنما لإيذائهِ آرثر.

حملَ كريس آرثر على ظهرهِ بعدَ أن ضمدَ لهُ جراحهُ بشكلٍ أولي قائلًا " عَلينا أخذهُ إلى الطبيب !، هذا الفتى على شفيرِ الموت بالفعل."

MIREN-NEVERLANDحيث تعيش القصص. اكتشف الآن