ضمادة من جلد جسدي على جسدي /٨

388 39 23
                                    

لو أنكَ ظلمة انطوي بداخلك
لو أنكَ الغصة تخنقني ميتة
لو أنكَ البحر الميت ولك السمكة الوحيدة

لو أنك عظامي وبدونك أسقط
لو أنك الليل أنام على هسيسك سرمدياً
لو أنك الألم بمخالبي انهش جلدي وتستجيب.

 

لوهلة لوهلة فقط تستجيب !

 

كانت أسيا تهنئ عيناها على نوم الهنا
الذي دام لنصف ساعة بأطراف حاجبيها خيط
الدموع الجافة ورموشها المنقعة الأثيثة التي تخالف
لون بشرة جسدها الأهيف

على اريكة غرفة مكتبة منطوية حول نفسها
ببطء تحرك رموشها بأقل هزة تبحث عنه

ناهز هدوء الغرفة فتاة تجلس على
كرسية معقدة حاجبيها وعابسة كطفل ضان

تعبث في كل أداة وورقة على الطاولة
تتنهد وتأن كالذي خسر في السباق

ناصيتها تتدلى الخصلات الشقراء وعلى
نصف رأسها حجاب مكمم يخفي مؤخرة رأسها
بأستراق كانت أسيا تراقب وتخفي وجهها بكفوفها
من بين فراغات اناملها تظل ساكنة وتتحقق منها

على حين غرار خبطت الفتاة رأسها
ضد المنضدة بعنوة ثم تأوهت بضعف
وتكر الكرة كرتين كانت تتصرف على نحو
غريب والشيء الذي جعل أسيا توسع ما بين
جفنيها عندما نطقت الفتاة

-
تشان تشان

ركضت وبيدها مشط ولعبة أخذتها من ادراج
الطاولة ، جلست أسيا على مؤخرتها بكل ازدراء
وتشان يقف قبال الفتاة التي اخذت رسغة بين
صدرها تخبئة وتخاجل عينية الساكنة

لبث يلمس جبينها المحمر إزاء الصدمات ضد المنضدة
قائلا

-
تشان هل أذيتي نفسكِ ، رأسك يؤلمك؟

تشان!!!

صدح ذلك في سمعها ، كانت تركل تلك الاحرف
ان تدخل الى تصديقها

رغم وجود أسيا لكن كانت كالذي
رسم عليها دائرة تختفي بداخلها

غير مرئية

 


الحقد والغل يتصاعد كاللسنة اللهب
الى الحد الأقصى للجنون والهذيان

اناملها تفترس معصمها الذي تعانقة ضمادة قطنية
بغير صواب

لقد جذبت رسغة الى كرسي امام الطاولة
ويجلس بأنصياع ثم رفع رأسه اخيراً
يرا أسيا متجمدة الحس

VENUS_P.CYحيث تعيش القصص. اكتشف الآن