سماواتٌ واحِدة

275 41 205
                                    

....

كان يفيق من غفوة لأخرى على ضجة صاحبة الغرفة
بسبب شخيرها أو صياحها في أحلامها العنيفة ..

وقد حاول إيقاظها عدة مرات بدون فائدة ، فهيمي فتاة من أصحاب النوم الثقيل ..

أراد المحاولة و مساعدتها عن أحلامها السيئة ، مثلما كان يفعل جهازه اللوحي حين يوقظه من حلم داكن مخيف ، مناديًا باسمه ، ثم يظل يؤنسه بصور تُعرض على السقف أو نغمات هادئة حتى يغفو مرة أخرى ..

بين السكون المحتلِ لأركانِ الغرفة والإِنارة الخافتة
أعتراه شعور الحنين لبيته ، لصديقه الإيل والطيران حول المساحات الخضراء معه ..

إفتقدَ رائحة الزهور والعشبِ
إفتقد الشمس الساطعة و مقابلة المنظار الفلكي يُقرب به النجومَ اللامعة ..

زامًا شفتيهِ عبسَ يتمسك بلحافه ثم التفتَ في مضجعه ينظر إلى النافذة، كان يرقد بفراشِِ طبقَّته له هيمي على الأرض بين سريرها و جدار النافذة الوحيدة ..

عدَّل رأسه في الوسادة يجمع نفسه و التجأ الى السهو بالنجومِ المتناثرة على ستار السماء ليتناسى غمامةً ثقيلةً شعر بها تتكون داخل صدرهِ

"ليلة سعيدًة.."
همس يناجي النجوم مرةً بعدُ ثم كمش جفنيه علَّه يرتحل في المنامِ إلى عالمه شاسعِ السماوات ..
.


.

فرق عينه بوسعها على صيحة هيمي التي أصابت أصبع قدمها بزاوية السرير بينما تركض مرتدية زيها المدرسي على عجل ..
لم تنتبه لكونه مستيقظًا، وهو الآخر لم أي يبد حركةتدل على ذلك، يواري ملامحه خلف غطائه سكري اللون ، عينيه الفضولية الناعسة وحدها التي
تتبعها حيث تذهب يمنة ويسرة

خرجت هيمي ..

بعد أن شعر بخطواتها تهبط السلم قعد في فراشه يحدقُ بالهدوءِ ويحدقُ به

ثم وجد نفسه يراقب ذرات الغبارِ تتراقصُ في مسرح ضوء الشمس الساقط على الأرض الخشبية ..

تذكر عالمه ، ثم جعد حاجبيه وأسدل جفنيه في محاولة أضافية لفهم ما يحصل حوله

استلقى بضجر مترامي الأطراف على فراشهِ

هذا البعد أو التجسيد أيا يكن له تفاصيل كثيرة إنهُ يحتوي أشياء مختلفة عديدة لم يرى شيئًا مشابها لها في حياته

ثم إن به ميزةً فريدة ..

الأحاسيس هنا مختلفة ، واضحةٌ أضاعفًا وقوية

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now