8030

457 46 276
                                    

.....

لأن جيمين كان مشغولًا مع لوحه لم ينتبه لكونه تجاوز الشاطئ منذ وقت سابق وباتت فقاعته تحلق فوق أراضِِ خضراء متباينة الأرتفاع و الإنخفاض حرةِ الإمتداد ..

لامست فقاعته أطراف العشب الأخضر فتفرقعت متلاشية وسقط على مؤخرته ..

طرف عدة مرات مكانه يستوعبُ المفاجئة ..

لم ينزعج بل إنما خطرت له فكرة جعلت زاوية شفته ترتفع ، ينظر للإنخفاض التلة التي هو فوقها
تركَ لوحه يتزحلق نزولًا أولًا ..

ثم تمدد على جانبه وتبعه يتدحرج بجسده المسافة نزولًا تعلو ضحكته الصاخبة ..

استقر جسده نهاية التَّلة فاعتدل قاعدٌا ، لا يدري عن منظره الطريف والمثير للمضحك ، ملابسه مجذوبة وشعره الذي انتفشَ وقد علق به شئ من العشب الأخضر ..

قام ونفض ملابسه ثم أكمل المشي سيرًا على الأقدام ..

مشى بين مساحات خضراء ممتدة ، مرتفعةِِ منخفضة تتوزعها تجمعات لأشجار و شجيرات هنا وهنالك

يتحرك الهواء بين أوراقها المتقاربة خالقًا حفيفًا يطرب أي شخص يسير في مجال الخضرة اليانعة ..

بالطبع لا ..لا أحد هنا غير جيمين الصغير،ليستمتع بهذا النعيم ..

في عالم جيمين الشاسع والمميز ، كل قوانين الفيزياء ، الكيمياء والرياضيات التي يصمُّها مثل اسمه تسقط جانبًا بمجرد الخط على لوحه المحمول

يضيف هذا ..يمسح ذاكَ
أو يبدل الواقع كلهُ لآخر مختلف ..

ضيق عينيه ورفع يده أعلى جبينه يرمق الشمس الساطعة ، يحرك النسيمُ أطراف ملابسه البيضاء ..

قرر الأتجاه شرقًا لذا استمر بالمشي ، صعد تلةً ثم إنزلق عن سفحها حاد الإنحدار بحذر ، ثم استمر يتابع السير ..

فغر فاهه وتوسعت عيناه لفكرةِِ خطرت له توًا

ماذا إن كانت الأرضُ سماءً والسماءُ أرضًا ؟!

شيئًا فشيئًا بدأ يخفُ وزنه ..حتى ارتفعت أصابع قدميه الصغيرة عن الأرض ، أصبح جسده يطوف في الهواء مستمرًا في الإرتفاع بروية للأعلى يرى الأرض من تحته تبتعد وتبتعد ..

هكذا ظل يقترب إلى الزرقة السماوية حتى لامس أحد الغيوم البيضاء بيده فأمسك بها ثم جذب نفسه وجلس عليها

لحظتها شعر بتبدل الواقع حوله ..

أصبحت السماءُ أرضه والمساحات الخضراء سقفه ..

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now