-
بالحديث عن فتيات قريتنا -انا لا اتفاخر- ولكن فتيات القرى يملكن هالة مميزة , لديهن جمال خاص , عيون واسعة ورموش طويلة,
نظرات ترسلك الى عالم آخر , عزيمة كالصخر , شخصية قوية غير انهن جيدات في جميع الامور ,
صحيح انّ فتيات المدينة يلبسن اللباس الفاخر والمكلِف ومكياج -ما هَبْ وَدَبْ- كما يُقال ومعايير عالية ,
ولكن ارى الجمال الطبيعي الرباني لا مثيل له ,وطبعا ليس بالضرورة أنَّ جميع فتيات المدينة يملكن هذه الصفات ,
ولكن انا في كتاباتي ديمقراطي , الأغلبية تفوز .
ممم ربما قد يتسائل احداً منكم إن كنت قد احببت من قبل ! , يمكنني وصف شعوري بالإعجاب وليس الحب ,
كانت تملك عيون سوداء جميلة ,بشرة بيضاء كما انها طويلة القامه ,كنَّا نرى بعضنا كلما صَعَدَتْ الى شرفة المنزل لتنشر الملابس,
نتبادل نظرات عميقة , أخبرها بنظراتي انني اشتقت لها لتبادلني بعدها نظرات خَجلة , هكذا هو حب القرى ,
واذا كان هناك تطور قوي يتم تبادل قصاصات الورق , وكن حذر جدا جدا من ان يعلم احد ,
بمجرد ثواني ينتشر حبكما في كل منزل , بحيث تبدأ نساء القرية بالتحدث عن الامر ,
صدّقني ما ان تعلم احد النساء بخبر لن يبقى صغير او كبير لا يعلم بالامر ,
ولكن الجميل بقصص الحب هذه انها تنتهي بالزواج , ما عدا تعيس الحظ , نعم انه انا يا ساده ,
المرَّة الوحيدة التي أرسلتُ فيها لها رسالة بادلتني برسالة تقول انها تعتبرني مثل اخيها ,
وحده الله يعلم مقدار كرهنا نحن الرجال لهذه العبارة ,وبعد ان تلقيت هذه الرسالة بفترة قليله سمعت بأمر زواجها من ابن عمها ,
وبعد هذه القصة لم تعد الفتيات تجذبني ولم اعجب بفتاة قط ,
صحيح انني لم اكن مهووس بها ولكن احتلَّت مكانة خاصة في قلبي ما زالت وستضل محفوظه الى الابد .
. . .
استيقظت باكرا هذه المره لوحدي على صلاة الفجر ,
بعد ان انتهيت من الصلاه بدأتُ ابحث عن امي لأخبرها انني صليت ,
فتحت باب غرفتها ببطئ , اوقفني منظرها وهي تدعي بإلحاح , ودموعها تشق خديها الورديين ,
شعرت بضيقٍ عندما رأيتها وبدأت انسحب ببطئ حتى لا اقطع عليها دعائها , بهذه الطريقه سترتاح اكثر واكثر ,
شَعَرَتْ بوجودي , فنادتني في اخر لحظه "يوسف يوسف , لا بأس ادخل يا بني"
ترددت في الدخول حتى لا تصاب بالاحراج , فأنا اعلم جيدا ان امي تكره ان تُظهر لنا حزنها وهمومها ,
"فقط اردت ان اخبركِ انني صليت "
-تعال الى هنا-
وبدأت تدب على حجرها لأضع رأسي ,
-اريد ان اقرأ عليك بعض آيات القرآن ,نم على قدمي قليلا-
وضعت رأسي فورا , في كل مره تفعل هذا اشعر بطاقه هائله في جسدي , ملمس يدها وهي تمسح على رأسي ,
وصوتها وهيَ تقرأ القرآن امر مريح حقا , ولكن ما زلت اشعر ان هناك امر ما يحدث .
أنت تقرأ
ابيض واسود
Espiritualفي الريف هناك الجانب المضيء والمظلم , الجانب الذي تتمنى عدم زواله وتفخر بذكره , والجانب المعاكس تماما الذي لا تستطيع تخطيه عند ذكر حياة الريف - اخطاء لا بد من ذكرها- في كل المراحل والزوايا هناك جانبين معاكسين كـ الابيض والاسود .. 99% م...