مرض الطمع!

40 1 0
                                    

-
تكلمت في البدايه مع ابي وتشجع كثيرا بعد ان كان قد فقد الامل بالعوده،
بدأنا بالاتصال باقاربنا واهل القريه وبعد كل هذا الوقت سنجتمع مرة أخرى،
لماذا يتملكني شعور سلبي من هذا الاجتماع؟
اتمني ان يأتي الجميع لأعرف حقيقة ما حصل،
بدأ الجميع بالتوافد الى مكان الاجتماع وكل واحد يرحب بالآخر،
بدأت روح المحبة وعبق القريه يظهر تدريجيا،
جلس الجميع وما زال هناك مقاعد فارغة،
مم هناك بعض الاشخاص لم يأتوا وقد توقعنا هذا انا وابي،
حسنا لأكون صادقا بكلامي فأنا لم اتوقع حضور هذا الكم الهائل،
بالتأكيد يسعدني هذا،
بعد ان اصبح الجو اكثر هدوءاً بدأت بالتكلم :
"لقد مر وقت طويل بالفعل، قبل كل شيء اريد ان يوضحلي احد منكم حقيقة الامر،
حقيقة ما حصل معكم وجعلكم تتغيرون بشكل جذري،
بدأ الامر عندما اكتشفت بالصدفه انه تم خداعنا،
لقد اخرجونا من ديارنا وجعلونا نهدم منازلنا بأيدينا بحجة الاصلاح،
والان بكل بساطة قاربوا على انهاء بناء فندقهم اللعين!
ولكن بعد ان اخبرتكم لم اجد احد يستمع لي،
اخذتم الامر بكل اريحيه،
ابي لقد كنت منهم ولم تخبرني بالحقيقة".
كان الجميع مرتبك والتمتمات تتعالى بالمكان،
وقف ابي:" انا اسف يا بني، لقد اتخذنا قرار ندمنا عليه جميعاً،
المال يا بني اعمى بصيرتنا، المال ادخلنا بالاوهام،
لقد جاءوا لزيارتنا، اخبرونا عن الفندق وكنا مثلك تماما في صدمه من الامر،
ولكن بعد ان عرضوا علينا المال بدأت اعيننا تلمع، المبلغ لم يكن بقليل لذلك وافقنا على ان نسكن بالمكان الذي نحن فيه الان الى الابد،
وكانت الكثير من الاحلام والمخططات الغبيه التي فكرنا فيها لنقوم بها في المدينه،
فكرنا بأننا سنعيش حياه سعيده هكذا، دون تعب وعمل"
كان الامر مصدم حقا، لم اتوقع هذا قط،
بكل بساطه لقد استغلوا حاجتنا وأسكتونا بالمال،
كم ان النفس الانسانيه أمّاره بالسوء،
لعل رغبتهم بتجربة الامر هو الذي دفعهم للموافقه، - مال مسكن بدون عمل، زراعه ولا تعب-!
اه ولا تنسى انك تعيش بالمدينه، واو انه مغري جدا، ولكن سأعترف لكم بشيء، بعيداً عن المال، هناك مشاكل اجدها عائق كبير تمنعنا من الاستمرار،
وهي-التفكير، العقل، القناعه- اتكلم بعقل قروي عاش بالمدينة واختلط باهلها،
اعترف ان هذه احد عيوبنا، وحتى لا تغضب ايها القروي القارئ لن اقول الجميع ولكن الاغلب يملكون افكار غير قابلة للتجدد،
غير قابله لتقبل اي شيء يراه، فمثلا بالنسبه للفتاه الامر مرتبط فقط بكلام الناس والسمعه والعادات والتقاليد المبالغ فيها، رغم ان الذي يقف ويتكلم بالمجلس في العاده هو الاكبر سنا والعمده، إلا أنني كسرت هذه العاده بوقوفي وبإفتتاح حوار المجلس، - كيف له ان يتكلم بهذه الطريقه،
كيف يبدأ كلامه دون اذن ، عندما يتكلم الكبير الجميع ينصت،
بينما الشباب لديهم تفكيرهم المتهور فقط-
تعليقات كهذه شائعه جدا، الزمن تغير يا عزيزي، العقل اختلف والاحترام للجميع، ليس وكأن المعرفة تقاس بعدد السنين، لن اطيل الحديث،
لقد حصل الخطأ ولا فائده من التذمر،
علينا ان نجد الحل، خيّم الصمت ارجاء المكان وكل واحد منا عقله يحلق في زاوية ما،
وقف عمي:" اظن انني وجدت الحل،
علينا ان نجد ثغره في العقد"
"ماذا تقصد؟"
"حسنا انه ليس بالعقد البسيط،
انا اتحدث عن سمعة شركة مشهوره وأمر اخراجنا ليس بالامر الهين، ولا يمكن ابدا ان يأخذ اراضينا دون رضانا، فبالتأكيد سيكون هناك بند يخصنا في العقد"
"ولكن العمده قد وقع الاوراق ومن المستحيل ان يعطينا العقد "
. . .

ابيض واسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن