متحدين نقف

26 1 0
                                    

-

لقد مر خمس ايام على بداية الاحتجاجات التي اجتاحة شوارع العاصمة والمدن الكبرى , 

وكان هناك اشاعات تقول ان القضيه وصلت للحاكم وانه مهتم بمعرفة التفاصيل , وهذا ما كانوا يطمحون لتحقيقه.

رغم غريب يتصل ..

" اهلا , من معي ؟"

المتصل " انت يوسف ؟"

" نعم يوسف , من المتصل ؟"

" اريد اعلامك ان الحاكم سوف يزور الفندق الذي في قريتكم يوم الخميس القادم ويجب ان يكون المختار موجود في الفندق ,

ليتناقش معه بالقضيه وايجاد حل يرضي الطرفين "

انها فرصتنا الذهبيه , اجتمعنا اكثر من مره لنتشاور في ما يمكن ان نقدمه من تنازلات وما يجب ان نحصل عليه من صاحب الفندق,

لنكن واقعيين اكثر , الحاكم لن يأمر باغلاق الفندق , لانه يملك سمعه سياحيه جيده واغلاقه ليس من صالح قطاع السياحه في البلاد.

.    .    .

انه اليوم المنتظر , جميعنا مجتمعين امام الفندق , المختار في سيارته ينتظر الحاكم ..

موكب الرئيس وصل , دخل الفندق , ذهب ابو حسام لينادي المختار ولكن !

ابو حسام : "يوسف , هناك مشكله "

" ماذا هناك عمي ؟ "

" اهل القرية لا يريدون ان يدخل المختار ليتحدث بإسم القرية , فعلا يا يوسف , المختار لم يعد يمثلنا , 

لا تنسى ان المختار كان يعلم من البداية عن امر الفندق , وهو من اقنعنا في الخروج منها "

" ممم معك حق , حتى انه لم يساعدنا ابدا في العوده , وما الحل ؟ " 

وقف على مكان مرتف " يا اهل القرية , اختاروا من يمثلكم , قرروا بسرعة , من ستختارون ليعيد لنا حقوقنا ؟ "

ابي " انت يا يوسف ! "

ابو حسام " انا معك , يوسف , انت من جعلنا نرى الحقيقة ومن ايقظنا من اوهامنا "

لقد عُقد لساني , وافق اهل القرية جميعهم , انه حمل ثقيل على اكتافي , تشتت عقلي بالكثير من الافكار,

كيف سأتعامل مع الحاكم ,ماذا سأخبره , كيف سأبدأ , ولكن من سيدخل معي ؟؟

" ابي , من سيدخل معي ؟ , ادخل معي انت , ما رأيك ؟"

" لا لا يا بني انني ارتبك كثيرا وسوف اتلعثم في الحديث " 

ابو حسام " ابو محمود اذهب انت لانك شخص مؤثر جدا , وكلامك في الصميم "

" انه لشرف لي , لاا تقلقوا يا اهل القريه , ان النصر لقريب "

.  .  .

عند دخولنا الى الفندق رأينا اجمل المناظر الطبيعية , لم نتخيل يوما ان قريتنا سوف يصبح بها بحيرة للبجع والبط ,

واشجار ضخمه كهذه , بالاضافة الى الزهور التي جُمعت من كل انحاء العالم . 

جاء احدهم ليدلنا على قاعة الاجتماع . 

ابو محمود : يوسف , هل تعلم كيف سوف تسلم على الحاكم وكيفية التكلم معه ؟ "

" لا يا عمي , هل هناك نمط معين يجب اتباعه ؟"

" ان الامر بسيط , ادخل بثقه , عندما تسلم على الحاكم امسك يده بكلا يديك وابتسم , لا ترفع صوتك ,ولا تنفعل ,

حتى لو تمادى صاحب الفندق في كلامه "

ها نحن دخلنا الى القاعه 

الحاكم :" تفضلوا بالجلوس "

" يا سيدي , اعذرني على ضعف لغتي , واسمح لي ان اشرح لك الامر بإيجاز , 

نحن لا نستطيع ان نعقل اننا على حق ولا نستطيع نسيان امر القرية بسهولة , نحن نحب قريتنا بشده ,

تعلقنا بها ولم نرد تركها , وما حدث لنا كانت لعبه من المختار , والذي اعمانا هوَ عرضهم المال لنا واسكاتنا به ,

وقام المختار بتوقيع الاوراق اننا رضينا بالامر ونتقبل الفندق مقابل مبلغ من الارباح تُقدم لنا , هكذا وقعنا في الفخ"

صاحب الفندق :"  وما ذنبي انا اذا كان المختار مخادع ولم يخبركم بحقيقة الامر ؟"

الحاكم :" حسنا , وانت يا ابو محمود تكلم ما عندك ".

ابو محمود :" مولاي الحاكم , نحن مهددين بالعار , انه عار كبير سوف يعلق بنا , نريد لو نصف فرصة لنصلح بها ما تم كسره ,

اننا بغاية الاسف على كل ما حصل وكل ضجه سببناها في المدينه , ولكن لا حل آخر لدينا , جميع القرى وقفت في صفنا , 

لانها تعلم كم ان البعد امر صعب , انا واثق ان قرارك مهما كان سيكون عادل , انت صاحب الكرم والفضل , انت المعطاء دوما,

شكرا لك لاستماعك لنا "

الحاكم :" مم حسنا , يا صاحب الفندق , بماذا يمكن ان تساعدهم "

" كنت ارفض بالكامل عودتهم الى القرية وخاصتا ان اجراءاتي وكل معاملاتي قانونيه بالكامل , 

ولكن بعد ما شاهدت  الجهود المبذوله وكل ما عملوه للعوده علمت ان لهم الحق في العوده حتى لو ان القانون يحميني , 

لكن يبقى بداخلي شيء يرفض الواقع الذي يحصل ,لذلك اقتراحي ان يعودوا الى اراضيهم المحيطه للفندق , 

وسوف نقسم ما تبقى من الاراضي على اهل القرية , مم وايضا افكر في ان نتعاون في بعض المشاريع , 

كبيع المنتجات التي تقومون بها , هذا كل ما لدي "

الحاكم :" انك لشخص لطيف جدا , ما رأيكم ؟"

يوسف :" انه لقرار عظيم جدا , شكرا لكم "

الحاكم :" اذا مبارك لكم , وانا اتبرع من حسابي الشخصي ببناء المنازل لأهل القرية "

.    .   .

ماذا عن المختار ؟ 

ابيض واسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن