شتاء الانفصالات

808 36 40
                                    

هناك بعض الامور في الحياة تحدث بسرعة كبيرة، سريعة جدا لدرجة انك لن تلاحظ حتى متى حدثت..او مالذي حدث بالضبط
تماما كذلك اليوم الذي أوصل فيه ناروتو ساكرا الى المشفى، لقد كان في طريقه الى المنزل ليحتفل بإنتهاء الاختبار الاخير، حين وصله اتصال من شخص غريب يخبره ان ساكرا وقعت من الطابق الثاني لمبنى (T.S) وأنهم اتصلوا بالمشفى..
لا يذكر ناروتو بقية التفاصيل، هو فقط كان هناك، ثم كان يحملها بين ذراعيه..ثم كانت على سرير المشفى تتلقى العلاج.
لقد كان ذلك أسوء يوم مر بالاوزوماكي الاشقر، هو لم يشعر بهذه الطريقة حتى حين اخبروه ان والدته ميتة وليست مسافرة كما قيل له..
و الان كان يقف هناك امام باب غرفتها في المشفى، غير قادر على امتلاك الجرأة الكافية ليدخل ويهنئها على سلامتها ثم يستدير ويغادر..
- ناروتو..
استدار ناروتو، وابتسم ابتسامة صغيرة حين وجد ساسكي يقف خلفه و وجهه قد بدأ يستعيد ألوانه الطبيعية بعد الصدمة التي كان يمر بها..
- انها بخير
كان هذا اول ما قاله ناروتو ليطمئن ساسكي، مما جعل الاخير يبتسم و يومئ برأسه.

- اجل..هي ستكون بخير.

قال ساسكي بهدوء تام..ثم ألقى بذراعه على كتف ناروتو وأكمل : الشخص الذي ليس بخير هو انت، ناروتو.

لقد كان هذا صحيحا..ناروتو ليس بخير..ابدا.

- انها لا تزال هنا، انها فرصتك للحديث اليها..لا تدعها تفلت منك

ألقى ناروتو نظرة سريعة خلف كتف ساسكي و وجد هيناتا تقف هناك بأعين دامعة..ومع ذلك، هو حقا لم يشعر برغبة في الذهاب اليها.
ابتسم واومئ لساسكي، ثم تنحى ليدعه يدخل الى خطيبته..
هو حقا حقا لم يكن يرغب بمشاهدة هذين الاثنين معا..حاول ان ينظر الى اي مكان عدا هذا الباب..ولكنه في النهاية حصل على نظرة خاطفة..والمنظر الذي رَآه أكد له شيئا واحدا : هذه الصورة كاملة وهو ليس جزءا من القصة.
لقد كان هذا مؤلمًا بشكل فظيع..لكنه كان حقيقيا جدا.

حين استدار ناروتو مجددا، هيناتا لم تكن هناك..كانت قد غادرت !!
بالتفكير في ان هذه هي فرصته الاخيرة للحديث اليها..امر جعله يهرع راكضا خلفها..ولان المصعد قد تحرك لتوه فهو لم ينتظره بل قرر استخدام السلالم.
كان يركض السلالم بجنون، محاولا ان يلحق بها، لقد فكر ناروتو بانه اذا لحق بها فان هذه إشارة من القدر بانه يجب ان يكون معها، ولكنها اذا غادرت قبل ان يحدث ذلك..فهذا يعني انه ليس مقدرا لهما ان يكونا معا.
لذا فقد كان مستعدا لان يقفز من المبنى الان كي يصل اليها..
في اللحظة التي اصبح فيها خارج المبنى، لمح شعرها الاسود وهو يتطاير بينما تدخل هي الى سيارة الأجرة..وقبل ان يحدث ذلك، امسك معصمها وجعلها تنظر اليه بينما يهتف "هيناتا !!"

نظرت هيناتا اليه بصدمة، هي لم تتوقع ابدا انه سيلحق بها، هي لم تكن متأكدة اصلا ان كان قد لاحظها حين كانت هناك !
اعطته بعض الوقت ليستعيد انفاسه، لقد بدا انه ركض لمسافة طويلة جدا
وهي ايضا احتاجت بعض الوقت لترتب افكارها، لا مزيد من الهرب..انه وقت الحقيقة.
وهكذا، استغل كلاهما هذا الوقت في التحديق بعين الاخر..لم يكن ناروتو قادرًا على التركيز أبدا..لذا هو لم يستطع ان يرى في عينيها اي شيء سوى التوتر المحزن
بينما هي..هي تألمت من اعماق اعماق قلبها..كانت عينه جميلة جدا ! كان فيها بريق ازرق أخاذ..لقد كان هناك العديد من الألوان الزرقاء في عينه..ازرق بلون المحيط، ازرق بلون السماء، ازرق بلون الأحجار الكريمة..

مذكرات مراهقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن