مذكرات مراهق

أسبوع سيء

"داخلي..شيء خفي..
لكني لا اتذكر !
لحن ما..صوت شجي..
اغنية عن شهر ديسمبر.

دائما حولي وقبل النوم..
لكنه يبدو حقيقة اليوم..
كل ما مر بخاطري..
تلهب مشاعري !"

كانت هذه الاغنية الجميلة تصدح من المذياع في مساء احد ايام ديسمبر، وكانت اوزوماكي كارين تستمع اليها بحزن لا تدري ما مصدره..هي اخيرا وجدت شخصا تثق به، او على الاقل تظن انها تشعر بشيء اتجاهه..وهي على وشك الزواج منه..ومع ذلك..ثمة ذلك الشعور بالخوف بداخلها، شعور عميق بالوحدة، بعدم الامان، بانها على وشك ارتكاب خطأ فظيع !

تنهدت المرأة الصهباء بعد ان انهت قهوتها، ثم ارتدت معطفها وتركت ملاحظة صغيرة لخطيبها، واستعدت لمغادرة الشقة لاجل نوبتها الليلية في المشفى.

كانت كارين تعمل بدوام جزئي في المشفى، وقد كانت تحب عمل هذا؛ وهي بذلك..كانت تستعد لكي تحل محل والدتها التي قضت عمرها في هذا العمل الانساني العظيم.

لقد كانت كارين دوما حادة الطباع، ذات مزاج سيء و وجه عابس ممل..كل شيء يبدو لها غير جدير بالاهتمام.
لكنها في الوقت ذاته كانت انسانة متفهمة وذكية، عملية ومسؤولة ويمكن الاعتماد عليها..نشأ ذلك منذ طفولتها حيث انها عاشت حياتها كلها دون وجود حقيقي لوالديها في حياتها، لقد كان هناك العمل والعمل والمزيد من العمل، ثم قبلة باردة قبل النوم..ومسحة على الرأس كل صباح، ولا شيء غير ذلك.
كان هذا هو ما عرفته كارين عن والديها قبل ان يموتا في شجار عنيف مع احد المرضى النفسيين، لقد حدث ذلك امام كارين لصغيرة ذات ال4 اعوام..في حالات اخرى يجب ان تقضي هذه الطفلة سنوات في العلاج النفسي، ولكن هذا لم يحدث مع كارين، لقد كانت فتاة قوية..اضافة الى انها لم تحب والديها حقا.
ما احبته حقا كانت مهنة والديها؛ وان كان هناك شيء واحد لن يتغير في طباع كارين فهو القدرة والرغبة لمساعدة الاخرين..ايا كانوا.

لذا في ذلك اليوم، كانت كارين تستعد للعودة الى البيت بعد ساعات العمل الطويلة..حين سمعت مريضة تناديها من الخلف..

"انووه.."

التفتت كارين لتشاهد فتاة وردية الشعر بعينين مرتبكتين و وقفة طفولية، وقد خمنت على الفور ان هذه الفتاة هي نفسها صاحبة المشاكل الدائمة، الطفلة التي اثنان من اعز اصدقائها واقعان في الحب معها !

- كيف استطيع ان اساعدك ؟

سالت كارين مقررة تاجيل فقرة التعريف عن النفس..

- لقد كنت اتساءل ان كان بإمكاني الحصول على وجبة متأخرة من مكان ما..انا جائعة جدا.

حدقت كارين بها قليلا..هذا خارج عملها وليس لديها شيء لتفعله مع هذه الفتاة، لكن حقيقة انها انسانة مراعية جدا للاخرين (خصوصا المرضى)، وحقيقة انها فضولية جدا بشأن هذه الفتاة التي سمعت الكثير عنها ولكن لم تلتقي بها ابدا..جعلها تبتسم وتومئ برأسها..مما جعل وجه ساكورا يبتهج.