دائما وابدا..شكرا لك.

1.2K 44 38
                                    

.

"أنا احبك ساكورا"
حين اعترف ناروتو بحبه لساكورا مساء ذلك اليوم، هو توقع الكثير من ردات الفعل، هو اعتقد انها سترفضه، ربما حتى تقوم بضربه والبكاء، او وبما تغادر دون قول شيء..لكنه قبل ان يتمكن من وضع احتمالات اخرى لاحظ الشحوب الذي غطى وجهها، وأدرك لأول مرة منذ بدأ هذه المحادثة انها كانت ثملة تماما ! ولعل ثمالتها كانت السبب في اعترافاتها الكثيرة، ولم يخب ظنه..فقد انهارت على الارض بعد لحظة..اندفع ناروتو بقوة ليسندها ولكنها أسندت نفسها بالطاولة ودفنت وجهها بين ذراعيها فوقها..شعرها المتناثر في كل مكان جعل ناروتو غير قادر على رؤية وجهها، لذا اقترب وسال بقلق : ساكورا..هل انتِ بخير ؟
انتظر بضع لحظات لكنه لم يحصل على رد، بدا يقلق جديا، هي ربما تناولت نوعا من الحبوب..ربما..او..
كثرة الأفكار التي راودت ناروتو في تلك اللحظة اصابته بالذعر، اقترب منها وبدا يهزها بهلع ويصيح باسمها : ساكرا..ساكرا أجيبيني..
ولأنه لم يتلق ردا ابدا فقد انتزع وجهها بقوة من بين ذراعيها..التقت اعينهم وشعر ناروتو بغصة في حلقه لما رأى منظرها..كان وجهها شاحبا منتفخا ومليئا بالدموع..
همست بضعف : اريد ان احصل على طفل..
حدق بها ناروتو، غير قادر على فعل اي شيء..اللعنة ! انه يتمنى لو يستطيع ان ينزف لها السعادة التي تريدها من احد شرايينه لو أمكنه ذلك..
اجهشت ساكرا بالبكاء وألقت بنفسها في حضنه..تراجع ناروتو واصطدم بالاريكة التي خلفه، احتضنها بشدة وأخذ يربت على شعرها..بكت ساكرا كثيرا تلك الليلة، بكت حتى نقعت قميص ناروتو بالدموع، بكت بكل حرقة..وناروتو استمع الى بكاءها بصمت تام، وأخذ عهدا على نفسه انها ستكون المرة الاخيرة التي ستبكي فيها بهذه الطريقة.

_ تغير في المشهد_

بعد ان انتظمت انفاسها، حملها الى السرير، سريره هو، لان غرفتها كانت مبعثرة وأغراضها متناثرة فوق السرير وفي كل مكان، لقد اعتاد على وجودها في بيته، سيفتقدها حقا !
وضعها ناروتو على السرير وغطاها جيدا، ثم ترك لها ملاحظة كي لا تصاب بالذعر حين تستيقظ وتجد نفسها وحيدة في سريره، ان اي شخص في حالة كهذه ستراوده آلاف الخيالات عن ما حدث.
خرج بعدها من المنزل، وركب سيارته المحبوبة (الفيراري)، ثم اتجه الى منزل شخص ما، منزل شخص لم يره منذ فترة.
بعد بضع دقائق، كان ناروتو يقف امام شقة ساسكي بابتسامة بينما كان الاخير مذهولا..
- مرحبا
حياه ناروتو، أومأ ساسكي وسمح له بالدخول.
ربما يبدو ان هناك كثيرا من الأسباب التي ستدفع ناروتو للتواجد هنا الليلة، لكن السبب الوحيد الحقيقي من بينها هو..انه اشتاق اليه ! لقد اشتاق الى صديقه القديم الذي شاءت تعقيدات الحياة ان ينفصل عنه بين الفينة والآخرى، كان يبدو وكان القدر يدفع بالاوزوماكي واليوتشيها الى طرفي النقيض مهما حاولا تغيير ذلك.
بعد ان دخل ناروتو الى الشقة، قدم اليه ساسكي زجاجة بيرة كبيرة، وأخذ هو واحدة لنفسه وفتحها ثم جرع جرعة كبيرة، بينما لم يمس ناروتو خاصته، لقد كان يشعر بالغثيان من رائحة الكحول لكثرة ما استنشقها اليوم من ساكرا !
- ارى ان ساكرا اخبرتك بكل شيء
قال ساسكي بهدوء، لقد خمّن من هدوءه ان ساكرا حكت له عن كل شيء، لانه لو كان الامر عكس ذلك، فان صديقه الاشقر لم يكن سيبقى هادئا ولو للحظة.
وتأكيدا لكلامه، أومأ ناروتو بالإيجاب..ثم هز راْسه مجددا بالنفي
- ليس تماما..ليس كل شيء..حسنا..هي لم تتحدث عن جزء النهاية.
اجاب ناروتو بصدق، هي لم تقل ابدا كيف انتهى الامر..هل عادا لبعضهما ؟ هل انفصلا ؟ هل ما يزالان سيتزوجان ؟ ناروتو لم يكن يعرف.
في هذه الأثناء، وقعت عيناها كلاهما على مشغل الألعاب الذي يحتفظ به ساسكي تحت الطاولة..و على الفور فكر كلاهما بالشيء ذاته، وبدون اتفاق مسبق اندفع كلاهما الأريكة المواجهة للتلفاز وقام ساسكي بتشغيل الجهاز ليبدأ كلاهما اللعب..
يبدو ذلك جنونا في خضم كل المشاكل المحيطة بهما، ولكن مالضير في ذلك ! هما لديهما الكثير من الوقت !
بعد لحظات فقط من اللعب، تعالت أصواتهما، بالضحك احيانا وبالشجار احيانا اخرى..لقد كان ذلك صورة مماثلة تماما لما كانا عليه قبل سنوات حين التقيا لأول مرة، الكثير من الامور حدثت..وكونهما لا يزالان يحافظان على هذه الصداقة برغم كل الظروف..امر يستحق الاحترام.
بعد ان ظهرت كلمة " Game Over " على الشاشة، التفت ساسكي و وجد ابتسامة واسعة على وجه ناروتو، ابتسم هو بدوره وقال : هاي ناروتو..
همهم ناروتو كي يبدي انتباهه
- انا سأتزوج مساء السبت.
استدار ناروتو بجسده استدارة كاملة ونظر الى ساسكي باعين واسعة..استغرق بضع لحظات ليستوعب الامر..بعد كل شيء..هما لم ينفصلا !
- انت تعرفها..
يعرف من ؟ ساكرا ؟ بالطبع هو يفعل !
- لقد كانت معنا ايام الثانوية..
وقد واعدتها قبلك ايضا..انا اعلم !
- لا اعرف كيف حدث هذا ولكن..اعتقد..اعتقد انني كنت احمل هذه المشاعر اتجاهها منذ وقت طويل
- اللعنة ساسكي من هي !
صرخ ناروتو غير قادر على الاحتمال..مما جعل ساسكي يبتسم وهو يقول : انها اوزوماكي كارين.
مباشرة بعد ان أتم ساسكي جملته تلقى لكمة قوية على بطنه اندفع في اثرها الى الخلف بشدة..كح بقوة ثم رفع راْسه بغضب وصرخ : ما مشكلتك أيها الوغد ؟
- انت فعلت هذا بها أيها الحقير ؟ تركتها بعد كل شيء ؟ هل لديك أدنى فكرة كم كانت غارقة في حبك ؟ هل تعرف كم بكت اليوم بين ذراعي قبل ان اتي الى هنا..
كان ساسكي هادئا بشكل غريب وهو يستمع الى ناروتو يقذف الاتهامات والشتائم بوجهه، وحين سمع جملته الاخيرة قال بهدوء : هي اختارتك.
توقف ناروتو عن الصراخ، شعر بانه سمع للتو أغرب كلام يمكن ان يقال على الاطلاق..من اختار من ؟
- هي التي تركتني ناروتو، ليس انا..لقد توسلتها مرارا ان تعطي الامر فرصة اخرى ولكنها كانت مصرة انها ادركت للتو مشاعرها اتجاهك..ولأنني لا اريد إلغاء الزواج فقد قررت ان استبدل العروس، قررت ان أعطي زواجي فرصة اخرى، مع فتاة اخرى.
أنهى ساسكي كلامه، نظر باتجاه ناروتو و وجده شاردا تماما، كأنه في عالم اخر..رفع حاجبه باستغراب: ناروتو ؟
لم يكد عقله يصدق ذلك..هي اختارته،
هي اختارته،
هي اختارته،
هي اختارته بدل يوتشيها ساسكي، هي عادت اليه، هي ملكه الان..انها هناك، في منزله، في غرفته، وعلى سريره..والاهم من كل ذلك..لا تزال في قلبه !
بقي امر اخير..
- ساسكي..الا باس في ذلك معك ؟
سال ناروتو في حذّر..
- ناروتو..
وضع يده على كتفه : انتظرك يوم السبت برفقتها..
ختم كلامه مبتسما : انت ستكون الاشبين.

_ تغير في المشهد_

فتحت ساكرا عينيها في الظلام، تحركت بصعوبة في مكانها، شعرت بالم قوي يدوي في رأسها جراء الكحول..
جلست في السرير الناعم، غير قادرة وغير راغبة على مغادرة ذلك الدفء..فقط حين بدا عقلها بالتفكير بدأت الأسئلة تراودها، اين انا ؟ ماذا حدث ؟ اين ناروتو...
تلفتت حولها وحاولت البحث عن مصباح، تعثر يدها بهاتفها لذا قامت بالتقاطه وتشغيل الكشاف، وحين استوعبت اخيرا اين هي صرخت بصدمة !
تحسست جسدها وتأكدت انها بكامل ثيابها، وحين أطمئنت ان شيئا لم يحدث استرخت وتنهدت براحة..
وقفت بعدها وحاولت البحث عن مفتاح الضوء، وجدته وقامت بفتحه، حين لاحظت الأشياء الموجودة على الطاولة : كوب ماء، حبة مسكن، ملاحظة صغيرة..
هرعت الى المسكن وتناولته وشربت الماء كله دفعة واحدة، لقد كانت بحاجة شديدة اليه..وشكرت ناروتو في قلبها لانه تذكر ان يترك ذلك لاجلها.
جلست فوق السرير والتقطت الملاحظة :
عزيزتي ساكرا
لقد كنتِ متعبة جدا وثملة ايضا وغرفتك مبعثرة جدا لذا تركتك لترتاحي هنا، لقد خرجت في مشوار قصير وسأعود قريبا، اعتني بنفسك.
ناروتو.

ابتسمت لخطه المبعثر..ثم اختفت ابتسامتها وهي تفكر في ردة فعله حين تخبره بقرارها..لقد كانت..خائفة !
في هذه اللحظة، فُتِحَ الباب بهدوء شديد، ظهر ناروتو من هناك، ما ان وقعت عينه عليها حتى ظهرت ابتسامة لطيفة على شفتيه..
- انت مستيقظة..
قال ناروتو بينما يدخل للغرفة ويوصد الباب خلفه
بلعت ساكرا ريقها وأرجعت خصلة من شعرها خلف اذنها بتوتر..ثبتت نظرها على الارض وهي تشعر بخطواته تتجه نحوها..
جلس ناروتو أمامها على الارض وهو يتأمل وجهها..يشعر بانه يحبها كما لم يفعل ابدا من قبل..منذ اول مرة منذ سنين طويلة يشعر بارتياح شديد وراحة في صدره، يشعر بسعادة لم يسبق له ان حظي بها ابدا..ان كل سنوات العذاب التي عاشها تستحق لاجل هذه اللحظة !
- ناروتو...
- انا اعرف !
قاطعها قبل ان تبدأ الحديث، لن يدعها تعاني اكثر من ذلك..
رفعت ساكرا رأسها وسالت باستغراب : تعرف ماذا ؟
قال ناروتو بابتسامته ذاتها : كل شيء..
توسعت عينا ساكرا بصدمة..
- كل...شيء ؟
- اجل..كل شيء.
لم يقاوم ناروتو ان يطبع قبلة على جبينها، قبلة عميقة يطمئنها ويطمئن نفسه ان كل شيء سيكون بخير من الان فصاعدا..
ساكرا لم تعرف من اين له هذه المعلومات، لكنها حقا ممتنة للشخص الذي ازال عنها عبء اخباره بها..
- هل..هل ستسامحني ؟ هل ستثق بي ؟ بعد كل ما فعلته ؟
ضحك ناروتو بخفة وأجاب : لقد دارت الاقدار الى هذا الحد لتعيدكِ الي، سأكون مجنونا لو تركتكِ..
وفي هذه اللحظة، أشرق وجه ساكرا بالسعادة، تلألأت عيناها بشدة وابتهجت ملامحها..و دون ان تعرف كيف، كانت تقبل ناروتو بقوة..قبلة عميقة وصادقة وحلوة..قبلة تهمس معها : شكرا لك..
--------------------------------
تجاهلوا الأخطاء الإملائية، لم أراجع البارت
اوه بالمناسبة..البارت القادم هو الاخير ❤️

مذكرات مراهقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن